ما جنته بلدية الكويت علينا!
كثير من الكويتيين ينصدمون عندما يشاهدون التسجيلات المرئية لوضع بعض المناطق، مثل الفروانية وخيطان وحولي والمهبولة، من تكدّس للأجانب في شوارع ضيقة، تتكدّس فيها بنايات شاهقة محشور فيها الآلاف من العمالة الأجنبية. شوارع بائسة يصعب المرور فيها، بسبب السيارات المكدسة فيها والمشاة الذين يمشون في منتصفها، لعدم وجود مسارات نظامية لهم، مناطق حشر للسكان من دون إمكان ولوج سيارات الأمن والخدمات لها، والتي لو خرجت عن السيطرة -لا سمح الله- بسبب شغب أو خلافه، لا يمكن وصول رجال فرض النظام إليها.
منذ أكثر من 15 عاماً، وأنا وزملاء لي نكتب عن الفوضى التنظيمية في هذه المناطق؛ من زيادة نسب البناء وارتفاعات العمارات الاستثمارية، دون تخطيط يراعي مساحات الشوارع وتوافر مواقف السيارات والخدمات المناسبة والنقاط الأمنية. لم تسمع بلدية الكويت ولا الوزراء المتتالون، الذين أشرفوا عليها، لأصوات المحذّرين من تحوّل المناطق الاستثمارية في الكويت، خلال سنوات قليلة، إلى مناطق عشوائية، بسبب فساد القرارات في البلدية ومجاراتها للمستفيدين من هذه الفوضى، عبر بناء عمارات بمواصفات تجارية رخيصة تتكدّس فيها العمالة الأجنبية، دون مواصفات صحية وإنسانية ملائمة، ونتيجة لذلك نشاهد المناظر البائسة لضواحي الكويت الاستثمارية، وهو ما سنشهده قريباً في مناطق السكن الخاص، بسبب قرارات رفع نسب البناء والفرز وبناء نظام الشقق فيها.لا شك أن الفساد يدمّر كل شيء جميل في الكويت، وتلك المدينة النموذجية الجميلة، التي خطّطها الإنكليز بشكل نموذجي في نهاية خمسينيات القرن الماضي، تتحوّل تدريجياً إلى عشوائيات يتكدّس الناس فيها في ضواحٍ بشوارع ضيقة تبنى فيها العمارات، دون مواقف سيارات، ويتحول فيها السكن الخاص النموذجي إلى استثماري لتحقيق الأرباح السريعة والكبيرة، وتتوالى فيها زيادة نسب البناء دون دراسة، لينتهي الأمر بفوضى عارمة نتيجة فشل بلدية الكويت وفسادها.