قال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، إن الاقتصاد سيُعاد فتحه بوتيرة بطيئة، لكنه حذّر من أن الانتظار لوقت طويل جداً يهدد بضرر اقتصادي شديد.

وقال منوتشين، لـ«فوكس نيوز»، في مقابلة الأربعاء: «سنفتح الاقتصاد بوتيرة بطيئة».

Ad

وأضاف: «لكن هناك أيضاً مخاطر في الانتظار لوقت طويل جداً، هناك مخاطر بتدمير الاقتصاد الأميركي والتأثير الصحي الذي يخلقه ذلك».

إلى ذلك، حذر رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول، أمس الأول، من أن أضرار جائحة كوفيد- 19 على الاقتصاد الأميركي قد تكون «طويلة الأمد»، موضحاً أن خطط المساعدة العاجلة في هذا الإطار «مكلفة» بالتأكيد، لكن لا مفر منها لتفادي ركود كبير.

وقال باول، في خطاب «قد يكون دعماً إضافياً للموازنة مكلفاً، لكنه يستحق العناء إذا سمح بتفادي أضرار اقتصادية على الأجل الطويل وأتاح لنا تحقيق انتعاش أقوى».

وأضاف أن «التباطؤ الحالي فريد بما أن سببه عائد لكوفيد- 19، والتدابير المتخذة لاحتوائه».

وقدم الكونغرس حتى الآن دعما في الموازنة بقيمة 2900 مليار دولار للأسر والمؤسسات ومقدمي الرعاية الصحية والولايات والبلديات المحلية، «أي نحو 14 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي».

وشدد باول على أن «النهوض قد يستلزم وقتا قبل أن تتسارع وتيرته»، مرجحا أن تكون هناك حاجة إلى مساعدات إضافية لمكافحة آثار فيروس كورونا المستجد.

وأوضح أن «حجم الركود وسرعته غير مسبوقين» في التاريخ المعاصر «في أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية»، معلناً أن المكاسب التي تم تحقيقها في قطاع التوظيف في العقد الماضي، تبخرت.

وفي أقل من شهرين خسرت البلاد أكثر من 20 مليون وظيفة.

وأشار باول إلى دراسة للاحتياطي الفدرالي تظهر أن بين الأشخاص الذين كانت لديهم وظيفة في فبراير قبل تفشي الوباء «نحو 40 في المئة من الأسر التي يجني معيلها أقل من 40 ألف دولار سنويا خسروا وظائفهم في مارس».

ضغط كبير

من جهته، تحدث كبير المستشارين الاقتصاديين لدى «إليانز»، محمد العريان، في حوار مع شبكة «سي إن إن» عن كيفية إعادة تشغيل الاقتصاد الأميركي بشكل صحيح في ظل أزمة وباء «كورونا».

وأوضح العريان: الحقيقة هي أننا نعيد تشغيل الاقتصاد، وهناك ضغط كبير من أجل القيام بذلك، ولكن يجب التركيز على التعلم لأن هناك الكثير الذي لا نعرفه، ولكن سنجري تجربة وطنية ضخمة.

وأضاف: في الولايات المتحدة، ستكون هناك ولايات تتبع المبادئ التوجيهية الفدرالية، وأخرى لا تتبعها، وسنحصل على الكثير من البيانات، لذلك نحتاج إلى دراسة، ليس فقط المخاطر المرتبطة بعدوى الفيروس، ولكن أيضًا كيفية تصرف الأفراد والشركات.

وقال أيضاً: علينا أن نتعلم ونجمع البيانات ونتكيف سريعا، إذا أردنا الوصول إلى التوازن مع مرور الوقت، لأننا سنتعايش مع الفيروس فترة، كما يجب ألا نفكر في الأمر على أنه إعادة تشغيل سلسة، سنعيد التشغيل وسنتعلم وربما نضطر إلى إغلاق أجزاء من الاقتصاد، وسيكون من الصعب جدا على صانعي القرار إغلاق الاقتصاد بأكمله مرة أخرى.

وقدم العريان الصين كمثال قائلاً: أعادت الصين تشغيل الاقتصاد بنسبة 80 أو 90 في المئة، ورغم ذلك تراجع النشاط الاقتصادي في أبريل، والسبب أن العالم يعيد التشغيل في وقت غير متزامن.

بيانات ضعيفة

وتراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات، أمس الأول، عقب صدور بيانات ضعيفة وضغوط على قطاع الطاقة، وزادت خسائرها متأثرة بتصريحات رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول.

وهبط «داو جونز» الصناعي بنسبة 2.2 في المئة أو 517 نقطة إلى 23248 نقطة، كما انخفض «ناسداك» بنسبة 1.5 في المئة أو 139 نقطة إلى 8863 نقطة، فيحين تراجع «S&P 500» الأوسع نطاقاً بنسبة 1.7 في المئة أو خمسين نقطة إلى 2820 نقطة.

وفي الأسواق الأوروبية، انخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» القياسي بنسبة 1.9 في المئة أو نحو 6.5 نقطة إلى 334 نقطة.

وهبط «فوتسي 100» البريطاني (- 90 نقطة) إلى 5904 نقاط، كما انخفض «داكس» الألماني (- 277 نقطة) إلى 10542 نقطة، في حين هبط «كاك» الفرنسي (- 127 نقطة) إلى 4345 نقطة.

وفي آسيا، تراجعت الأسهم اليابانية، أمس، مقتفية أثر نظيرتها الأميركية وأغلق مؤشر «نيكي» التداولات منخفضاً بنسبة 1.7 في المئة إلى 19914 نقطة، كما تراجع المؤشر الأوسع نطاقاً «توبكس» 1.9 في المئة عند 1446 نقطة.

ويستعد المسؤولون في اليابان لإعلان رفع حالة الطوارئ في بعض المقاطعات في الدولة، مع تراجع وتيرة انتشار فيروس «كورونا» في بعض المناطق.

أيضاً، تراجعت مؤشرات الأسهم الصينية في نهاية التعاملات، بفعل انخفاض القطاعات الرئيسية، وسط ترقب المستثمرين قرارات جديدة من الحكومة لدعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات «كورونا».

وهبط قطاع السلع الاستهلاكية بنحو 1.23 في المئة، كما انخفض قطاع العقارات بنحو 1.67 في المئة، في حين تراجع المؤشر الفرعي للقطاع المالي بنسبة 1.33 في المئة.

وصرح وزير المالية الصيني «ليو كون» بأن الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم تحتاج إلى مزيد من السياسات النقدية، تزامناً مع استمرار زيادة الضغط على اقتصادها بفعل أزمة وباء «كورونا».

وعلى صعيد تطورات «كورونا»، لم تُسجل الصين سوى 3 إصابات جديدة فقط في آخر 24 ساعة، فيما لم تُسجل أي وفيات.

وفي نهاية التعاملات، انخفض مؤشر «شنغهاي المركب» بنحو 1 في المئة إلى 2870 نقطة، كما تراجع «شنتشن المركب» بنسبة 0.9 في المئة عند 1806 نقاط.