حزب الله على وشك النجاح في معركة إعادة التطبيع بين بيروت ودمشق

جعجع: مقررات المجلس الأعلى للدفاع بخصوص التهريب مُخيّبة للآمال

نشر في 15-05-2020
آخر تحديث 15-05-2020 | 00:03
ساحة الشهداء وسط بيروت خالية أمس مع سريان الحظر الشامل الذي ينتهي الاثنين                              (رويترز)
ساحة الشهداء وسط بيروت خالية أمس مع سريان الحظر الشامل الذي ينتهي الاثنين (رويترز)
توج الأمين العام لـحزب الله حسن نصرالله سياقا سياسيا عاما يقوده الحزب لإعادة تطبيع العلاقات اللبنانية- السورية، إذ أخذ من موضع إقفال معابر التهريب غير الشرعية مدخلاً للمطالبة بالتنسيق مع دمشق على أن يزور وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي العاصمة السورية خلال الأسابيع المقبلة.
لم يكن كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، أمس الأول، خارجاً عن السياق العام لما يحكى في الكواليس منذ عدة أسابيع وهو "التطبيع" بين لبنان وسورية.

وكشفت مصادر سياسية رفيعة لـ "الجريدة"، أمس، أن "كلام نصرالله هو تتويج لجهود سياسية لبعض القوى السياسية المؤيدة للحكومة بالتوافق مع رئيسها حسان دياب على إعادة الحرارة رسمياً إلى العلاقات اللبنانية - السورية".

وأضافت أن "حزب الله بحث جدياً خلال الأسابيع الماضية مع الرئيس دياب في كيفية ترتيب العلاقة بين البلدين"، مشيرة إلى أنه "تم التوافق على زيارة لوزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي إلى دمشق كخطوة أولى بعد السيطرة على انتشار وباء كورونا في لبنان".

وتابعت: "اعتاد اللبنانيون خلال السنوات الماضية على أن يتحدث نصرالله بتوصيات واضحة للحكومة على أن تتصرف بالتوازي مع تلك التوصيات وتبدأ الإجراءات العملية لذلك".

وأتى كلام نصرالله في حين لم يكد يجف حبر البيان الذي صدر عن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان عقب اجتماعه، أمس الأول، واتخذ فيه القرار بإقفال كل المعابر غير الشرعية، وزيادة عدد المخافر الحدودية، ووضع خطة شاملة لاستحداث مراكز مراقبة عسكرية وأمنية وجمركية، وتحديد سير الشاحنات. فبعد ساعة على تلاوة مقررات المجلس أطل نصر الله مؤكداً أن "لبنان وحده لا يمكنه أن يعالج هذه المشكلة"، داعيا إلى "تعاون بين الدولتين، بين الجيشين، بين المؤسسات الأمنية في البلدين"، وتابع: "هذا الأمر طريقه الوحيد أيضاً هو التعاون الثنائي بين حكومتي وجيشي لبنان وسورية... ودمشق جاهزة بدرجة كبيرة جداً وعالية جداً، التأخير والتعطيل والتأجيل والمماطلة هي لبنانية، ويجب أن يخرج لبنان من هذا الأمر بشكل واضح".

وختم: "أما الذين يطالبون بنشر قوات الأمم المتحدة على الحدود الشرقية، فذكّرهم بأن ذلك كان أحد أهداف إسرائيل في (حرب تمّوز)، وقد أفشله انتصار المقاومة".

وبذلك يكون نصرالله نسف بالشكل والمضمون جلسة مجلس الدفاع التي لم تأت على ذكر التنسيق مع سورية، "فارضاً" قراره على قرار الدولة التي يتم استنزافها عبر المعابر غير الشرعية ذهاباً وإياباً.

في موازاة ذلك، غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر"، أمس، قائلاً، إن "ما صدر عن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع مخيّب جداً للآمال فهذا كلام سمعناه مراراً وتكراراً في السابق ولم يفضِ إلى أي نتيجة عمليّة على الأرض".

وأضاف: "ما تمخّض عنه الاجتماع يعني لا قرار ومزيداً من التسويف وهو يعني عملياً الاستمرار بخسارة مئات ملايين الدولارات سنوياً جراء عمليات التهريب الجارية بالوقت الذي نستجدي فيه من الخارج حفنة من الدولارات".

وشدد جعجع على أن "كل ما هو مطلوب قرار سياسي واضح وحاسم في الحكومة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وكل القوى الأمنيّة المعنيّة بإغلاق معابر التهريب، غير الشرعيّة، بين لبنان وسورية كليّاً".

back to top