«دليلة والزيبق»... أول عمل درامي بالألوان (5-15)

منى واصف: أعشق دمشق ولا أستطيع العيش خارجها ورفضت السكن في دبي

نشر في 17-05-2020
آخر تحديث 17-05-2020 | 00:01
مسيرة النجمة القديرة منى واصف حافلة بالإنجازات الكثيرة، ولا تزال تحلم حتى الآن بالأدوار المختلفة التي تطمح لتأديتها، لا يهمها عمر ولا تجاعيد، فالعطاء بالنسبة إليها أمر أساسي في الحياة الفنية، وهي التي لم تتوقف شهرتها عند فيلم الرسالة، بل تابعت الدخول بقوة إلى الدراما، في أدوار لم ينسها المشاهد العربي حتى الآن، رغم قلة المشاركة في الأعمال السينمائية.
نتابع تعرفنا على الأعمال السينمائية في السبعينيات وتحديداً عام 1972، إذ شاركت واصف في فيلم "العالم سنة 2000"، بدور علا.

وفي الفيلم يشعر أحد الشباب بأنه غير قادر على الزواج من حبيبته الغنية، لسوء حالته المادية وعدم امتلاكه المهر اللازم، فيزوجها والدها لرجل ثري، فيصدم الحبيب، ويعرّضه أخوه ذو المهارات العلمية لأشعة ما فيصبح صغيراً جداً بحجم الإصبع ويبدأ بمضايقة الزوج.

الفيلم من إخراج: أحمد فؤاد. والممثلون هم: منى واصف، وحسن يوسف، وسهير رمزي، وزياد مولوي، وأديب قدورة، ونجوى فؤاد، وعبداللطيف فتحي، وصلاح قصاص، ومها الصالح، ونجاح حفيظ... وغيرهم.

اقرأ أيضا

شوارع وذكريات

تقول واصف: أنا ممكن أروح وأمثّل دور ويخطر على بالي وأحلم يوما ما بأن يقولوا لي: تعالي إلى هوليوود لتمثلي، لكن يا ترى هل أستطيع السكن في هوليوود؟ هذا صعب جدا علي، والأصعب أن أترك الشام. هناك العديد من البلدان العربية ومنها الإمارات العربية، في مدينة دبي خلال فترة عشر سنوات عملت ستة عشر مسلسلا وفيلما في تلك المنطقة، وعرضوا علي بدل ذهابي وعودتي بالطائرة بين دبي ودمشق أنا أسكن في دبي، كون هذا الأمر سيريحني أكثر... لم أشعر بقدرتي على العيش خارج دمشق، فأنا أعشق الحيطان الموجودة فيها ومشيت على طرقاتها منذ كنت صغيرة، وأحلم وأنا أمشي. ما زالت الطرقات موجودة والبيت الذي عشت فيه موجودا، والذي ولدت فيه موجودا أيضا مقابل البرلمان، والأشجار على طريق الربوة موجودة، فأبي كان يسكن في الربوة ونحن نسكن في الشعلان. لقد كنا نذهب مشيا من الشعلان إلى الربوة لبيت أبي أنا وأختي، وكبرت تلك الشجيرات معي كما كبرت معهن. أشعر بأن أهميتي تنبع من وجود بلد، نعم لدي وطن وعندي أحلام كبرت في شوارعه التي أعرفها جيداً وأحس بالانتماء إليها وبالاستقرار، وأحب كثيرا كلمة "الكنكنة"... نعم أشعر بأني أمتلك كل طموح المجنونة الجامحة من دون أن أترك مرتع طفولتي التي ربما لم تكن طفولة سعيدة، لكنني أحبها. أحب تلك الأيام وأحب أحلامي التي كانت، وعندما أشعر بالإحباط والحزن أخرج مباشرة وأتمشى في الشوارع التي مشيت فيها منذ كنت صغيرة، فأشعر بأنني أنجزت شيئا مهما جدا، ففي بعض اللحظات أشعر بأن ما قمت به من عمل شيء غير مهم، وأشعر بالضيق وقتها لأن الفنان مهما عمل يبقى لديه شعور ما بالتقصير، وبشكل ما يتملكه، لكن عندما أخرج للمشي في تلك الشوارع التي تعود بي إلى الماضي وأنا صغيرة بنت بعمر 8 سنوات وعشر سنوات أو حتى في فترة مراهقتي أو في مرحلة شبابي أقول: ااااه لقد عملت وأنجزت شيئا مهما جدا في حياتي. نعم، لقد أنجزت رغما عن الكون شيئا مهما جدا، أين هو البلد الذي أستطيع الذهاب إليه وفيه شوارع أمشي فيها وتذكرني بأحلامي؟ بملوكيتي؟ إلى أين قد أذهب لأجد نهرا كبردى، على الرغم من قلة مياهه أحياناً، أين سوف أذهب وأقول هذا هو بحري، لم أكن أعرف البحر، فكان بحري هو بردى؛ أزوره لأجد الأسماك التي أشعر أنني أسبح معهن.

ومن الضروري أن أكون الأولى في ذلك، فأنا أمثل وطني أينما ذهبت، لا أعرف كيف يستطيع الإنسان التعبير عن كل شيء تجاه وطنه وذكرياته بالكلام، لكني أستطيع أن أعبر عن هذا الحب بأن أثبته، ليس فقط بالكلام ومن ثم أقرر المغادرة هكذا بكل بساطة... لا، أنا أحبه وسأبقى أحبه، وأنا مقيمة فيه، فكل إنسان يرى وطنه أم العالم، الوطن الذي قدرنا أن نعيش فيه ونحبه، فكل شيء فيه كبر معنا. لم نكبر نحن فقط، لا، هو أيضا كبر معنا، ولهذا السبب الذي أعتبره الأساسي والأهم عدت وبقيت فيه.

«دليلة والزيبق»

جاء بعد فيلم الرسالة عدد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، وفي عام 1976 شاركت واصف في عمل تعتبره الأهم في انطلاقتها بالنسبة للمسلسلات واسمه "دليلة والزيبق" وهو مسلسل أردني - سوري مشترك كتبه عبدالعزيز هلال وأخرجه شكيب غنام.

وتدور أحداث القصة خلال فترة حكم المماليك بين القاهرة وبغداد ودمشق، حول "دليلة" وهي امرأة جميلة ذكية جداً، لكنها في نفس الوقت خبيثة جدا، حيث تسعى دليلة لتحقيق أهدافها بأية وسيلة ممكنة دون النظر لنتائج هذه الوسائل وأضرارها على الآخرين، وفي المقابل هناك الفتى الشجاع "الزيبق"، الذي يواجه دليلة وشرورها المختلفة في صراع بين الخير والشر، ويندلع الصراع بين دليلة وزيبق بعد قتلها لوالده، في حين يقع زيبق في حب "زينب" ابنة دليلة.

الممثلون: منى واصف (دليلة)، وحسن أبوشعيرة (الزيبق)، وهاني الروماني، وجودت صالح، وإيمان هايل، وعبدالكريم القواسمي، وعدنان بركات، وخضر بيضون، وسلمى المصري.

أما مسلسل "ساري" فشاركت فيه واصف عام 1977، وأخرجه علاء الدين كوكش، وكتبه خالد حمدي.

وتدور أحداث القصة حول "ساري"، أحد أبناء وجهاء قبيلته، يعيش قصة حب مع "ريما"، ابنة الرجل الذي بينه وبين والده خلاف قديم، يمرض بسبب رفض والد "ريما" الموافقة على زواجه منها، بحجة أنه قال فيها شعراً غزلياً يردده جميع سكان القبائل المجاورة. يمرض "ساري" بمرض قوي، ليكتشف الحكماء أنه مصاب بالجدري، فتقوم القبيلة بتطبيق الأعراف لديهم بتركه في الصحراء والرحيل إلى مكان آخر، حتى لا تصيبهم العدوى من هذا المرض الخطير، ويجبرون والديه على الرحيل معهم عنوة، فيموتان من حسرتهما على ولدهما، وبعد أن تركوا "ساري" وحيداً في الصحراء يصارع الموت، تمر إحدى النساء الطيبات (أم جابر) المشهورة بالتنقل بين العشائر لطلب الرزق مع بعض صبيانها، فيجدونه، فتقوم بمعالجته بما لديها من خبرة بمعالجة الأمراض، حتى شفي من مرضه، ولكن المرض ترك آثاراً على وجهه، وعاش حياته متنقلا مع أم جابر بين العشائر، ويعمل بالرعي، إلى أن وصل لقبيلته، ليكتشف أشياء لم يكن يتوقعها.

الممثلون: طلحت حمدي (ساري)، ومنى واصف (أم ساري)، وملك سكر (ريما)، وعبدالرحمن آل رشي (والد ساري)، وصلاح قصاص (أبو صايل)، ورشيدة الدجاني (فضة)، ونجوى صدقي (أم جابر)، وفيروز مرعي (فرحة)، وفؤاد الشوملي (صايل)... وغيرهم.

الزيارة الأولى لتونس

كانت لفنانتنا القديرة جولات عديدة من أجل العمل ولقاءات في مختلف البلدان العربية، وفي برنامج "مش ممنوع" على الشاشة التونسية، تحدثت واصف عن زيارتها الأولى لتونس فقالت: أول مرة ذهبت إلى تونس كان المرحوم نجيب الخطاب يقدم برنامجا، وفي تلك الأثناء كان العرض الأول لفيلم الرسالة في توقيت أحد المهرجانات، وبالصدفة شغلت التلفزيون فرأيت مطربة تغني باللهجة التونسية، ثم شاهدت برنامجا عن المكتبة المتنقلة لا أذكر في أي بلد بالتحديد، لكن في البرنامج مكتبة متنقلة تقدم للشباب كتبا للقراءة، وقد رأيت ذلك لأول مرة، وبالصدفة أيضا كان قد اقترب موعد المقابلة مع الراحل نجيب الخطاب، وأذكر حينها عندما تحدثت عن تلك المكتبة احترم الخطاب هذا التوجه الذي بدر مني، ولم يكن يعرف بأني امرأة قارئة، ولم أكن في منتصف السبعينيات مشهورة أيضا، و"الرسالة" عرض لأول مرة في تونس سنة 1978 عندما تحدثت عن موضوع المكتبة، واستدعاني مرة ثانية وصرنا أصدقاء نوعا ما. والخطاب فارس من فرسان الشاشة العربية، كما أنه مشهور جداً، وهو عندما يبدأ برنامجه يقول: يا رضا الله ورضا الوالدين.

والذي أريد التحدث به الآن هو المسرح البلدي، فقد ذهبت إليه أول مرة، وعندما صعدت أولى درجاته وقف أحدهم أمامي وقال لي: أنا حمزة. فقلت له وقتها من باب المزاح: اذهب فورا قبل أن آكل كبدك. هذه الصدف في تونس شعرت بأنها جميلة جداً، التصقت مع دخولي للمسرح البلدي وإلى شارع الحبيب بورقيبة، وأيضا المونستير والحمامات وجربا وكل المناطق التي قمت بزيارتها.

الشغف بالمسرح

سألنا مضيفتنا الكريمة عن المسرح في حياتها وفي حياة السوريين، فهناك أكثر من تفصيل إن عدنا بالتاريخ إلى الوراء وتذكرنا رائد المسرح أبوخليل القباني، الذي تجول بمسرحياته في شوارع مدن عربية كثيرة، وهي بنت هذا المسرح، فقالت: لقد قرأت كثيرا عن جد السوريين أبوخليل، ولدينا مسرح باسمه في دمشق، لكنني من جيل الستينيات وهو من جيل بداية ذلك القرن، وكم تمنيت أن أكون من جيله لأشاركه المسرح، لكن في جيلنا لم يكن هناك الكثير من الفتيات اللاتي يمثلن على خشبة المسرح.

وما زلت أذكر عندما أقيم مهرجان دمشق المسرحي لأول مرة سنة 1969، وقد تشرفت في تلك الفترة بأنني شاهدت المسرح التونسي والمغربي والجزائري والعراقي واللبناني، كانوا مشاركين بشكل مستمر في مهرجانات المسرح القومي، وهذا المسرح القومي كان له الفضل الكبير في مشاهدتنا إبداعات العالم العربي المسرحية، لعدم وجود التلفزيون، ولم يكن هناك مشكلة باللهجات، لقد كنا نفهم الجميع، والبعض كان يقدم مسرحياته باللهجة البيضاء. وأذكر الفنان التونسي منصف السويسي الذي قدم عروضا في دمشق، والفنان الطيب الصديقي من المغرب أيضا، وقد تعلم الجميع من بعضهم بسبب هذه المشاركات.

أشعر بكثير من الفرح عندما أتحدث عن المسرح، لأنني استقيت منه ثقافة، وأعتقد لو بدأت مشواري الفني بالتلفزيون أو السينما لم أكن لأجد هذه الثقافة التي أحبها، ولم يكن لدي وقت لأقرأ غوركي وتولستوي وموليير وشكسبير. وقد قدمت من أعمالهم جميعا على المسرح، وإن لم أفعل فقد قرأت كل ما كتبوه من أدب، لأنني أعتقد أن الثقافة تمنح الإنسان المتعة والثقة بنفسه بأنه يستحق أن يعيش، والقراءة ملك الجميع كالأحلام تماما.

أعود للحديث عن ذهابي للمرة الأولى إلى تونس. لم يكن أحد يعرفني، حيث لم تكن أعمالي التلفزيونية وصلت بعد، وبطبيعة الحال لم يكن لي أعمال كثيرة، والشاشة بالأبيض والأسود. وفي سنة 1976 مثلت في أول عمل ملون من إنتاج التلفزيون الأردني؛ "دليلة والزيبق"، ثم بدأت الأعمال تتوالى، فعملت مع تلفزيون دبي والأردن، حتى صار عندنا التلفزيون ملونا في بداية الثمانينيات، إضافة لأعمال لبنانية والأعمال المشتركة التي ساهمت بشهرتي في البداية.

مرجانة في رحلة المشتاق

ومن الأعمال التي شاركت فيها منى واصف "قادم من الضباب" عام 1977، وهو مسلسل لبناني من إخراج عدنان الرمحي، وتأليف وجيه رضوان.

الممثلون: محمود سعيد، ومنى واصف، وهاني الروماني، وأكرم الأحمر، ويوسف شامل، ومحمد خير حلواني، ولمياء فغالي، وغازي قهوجي، وسميرة بارودي، وسامي نعنوع... وغيرهم.

كما شاركت في مسلسل "رحلة المشتاق" عام 1977، بدور مرجانة. أخرج المسلسل: سليم صبري، وكتبه: أنطونيو بتريك. ويتحدث العمل عن قصة أبوالفتح القهنداري، وهو كيميائي محترف يقوم بصناعة الذهب، ليظهر لطهماز الذي يطمع بذوي النفوذ بأنه قد أصبح غنياً، وأنه يريد ابنته بدور، والتي هي أيضاً تحبه. لكن مرجانة، وهي جارية أبوالفتح، أيضاً تحبه، وعندما يرفض حبها تقوم بإفشاء سره وكيف حصل على الذهب، فيعتبر طهماز أن أبوالفتح قام بالنصب عليه، من خلال استعارة الذهب الذي بحوزة طهماز دون علمه، لكي يستخلص منه روح الذهب، فيقوم أبوالفتح بإعادته له، ولكن سرعان ما ينكشف ويقوم طهماز بأخذ زوجة أبوالفتح، والتي هي ابنته، وجاريته عطية، ليذهبوا إلى بلد آخر لا يقدر أبوالفتح على ملاقاته، ومن هنا تبدأ قصة بحث أبوالفتح عن بدور من بلدٍ إلى آخر، وكل ما يصبح الأمل قريباً من خلال عمل الخطط ليستعيد بدور، تقوم مرجانة بكشف أمر سر الخطط لطهماز، فيرحلوا إلى بلدٍ آخر.

الممثلون: ياسر العظمة (أبوالفتح)، وثناء دبسي (عطية)، وعصام عبه جي (طهماز)، ونادين خوري (بدور)، ورياض نحاس، وسليم كلاس، وجيانا عيد، وعدنان عجلوني، وأحمد أيوب، وعمر قنوع (مرداس).. وغيرهم.

وهناك أيضا مسلسل "الحب والشتاء" في عام 1977 بدور عطاف. وهذا العمل إنتاج إماراتي، كتبه خالد حمدي، وأخرجه صلاح أبوهنود.

الممثلون: منى واصف، وأديب قدورة، وتوفيق العشا، وعبداللطيف فتحي، وعبدالرحمن أبوالقاسم، وهاني السعدي، وحسن عويتي، وياسر العظمة، ونذير سرحان، وعبدالهادي الصباغ... وغيرهم.

ومن المسلسلات إلى الأفلام، ففي عام 1973 شاركت واصف في فيلم "بقايا صور"، بدور زنوبة، ويحكي الفيلم قصة أسرة فقيرة، الزوجة مريضة والزوج يدخل في مغامرات فاشلة. والفيلم من إخراج نبيل المالح، وتأليف حسن سامي يوسف.

والممثلون هم: منى واصف، وسمر سامي، وجميل عواد، وجورج كنعان، ونائلة الأطرش، ونبيه نعمان، وأديب قدورة وغيرهم.

الوظيفة عائق الشهرة

تقول واصف عن ارتباطها بالمسرح وكيف أن عملها بالتلفزيون عكّر عليها صفو هذا الشغف: لو لم أكن موظفة ذاك الوقت ربما كنت مشهورة أكثر، لأنني كنت أذهب للعمل في التلفزيون أو التمثيل، بعد انتهاء دوامي في المسرح القومي، الذي كان اهتمامي الأساسي وهاجسي الأول، لأن المسرح هو الذي قدمني للفن ورعاني، ومن ثم توجهت إلى السينما في القطاع الخاص فترة من الزمن، حيث استقدمت الشركات ممثلين مصريين مشهورين وقدمنا معا أعمالا سينمائية مشتركة بإنتاج سوري.

أهميتي تنبع من وجود وطن وعندي أحلام كبرت في شوارعه التي أعرفها جيداً وأحس بالانتماء إليها

أشعر بأني أمتلك كل طموح المجنونة الجامحة من دون أن أترك مرتع طفولتي التي ربما لم تكن سعيدة

في تونس قال لي أحدهم «أنا حمزة» فرددت عليه مازحة: اذهب فوراً قبل أن آكل كبدك

المسرح القومي كان له فضل كبير في مشاهدة إبداعات العالم العربي المسرحية ولم تكن لدينا مشكلة باللهجات

في بعض اللحظات أشعر بأن ما قمت به غير مهم وأشعر بالضيق حتى أسير في دروب دمشق

لو بدأت مشواري الفني بالتلفزيون أو السينما لم أكن لأجد هذه الثقافة التي أحبها
back to top