إيطاليا تفتح أبوابها للسياح... و«فحص ووهان» يثير الجدل

دونالد ترامب يغذي سباقاً عالمياً إلى لقاح فيروس كورونا ... وتقارير علمية متضاربة حول مسار الوباء

نشر في 17-05-2020
آخر تحديث 17-05-2020 | 00:05
عناصر طبية من جيش ميانمار خلال عملية فحص جماعية أمس لعمال إحدى الشركات في مدينة يانغون  (أ ف ب)
عناصر طبية من جيش ميانمار خلال عملية فحص جماعية أمس لعمال إحدى الشركات في مدينة يانغون (أ ف ب)
فيما يعد حدثاً رئيسياً في أكثر الدول الأوروبية تضرراً بفيروس كورونا، قررت إيطاليا إعادة فتح حدودها، في وقت أثار فحصٌ طوعي لكل السكان في ووهان الصينية جدلاً يعد نادراً في الدولة الشيوعية.
في خطوة لإلغاء أحد أكثر القيود صرامة في أوروبا، التي سبّبها فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، قرّرت إيطاليا، أمس، اعادة فتح حدودها أمام السياح من الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من 3 يونيو، وألغت الحجر الإلزامي للزوار الأجانب.

واتخذت هذه التدابير ليل الجمعة- السبت في ختام اجتماع لمجلس الوزراء دام نحو 10 ساعات، برئاسة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي. وجاء في بيان حكومي أن ذلك قد يتغير، في حال برز مجدداً أي «خطر وبائي».

وسمحت الحكومة بالسفر من دون عوائق عبر البلاد. وسعت بعض المناطق إلى عودة أسرع، لكن كونتي أصر على العودة التدريجية إلى الوضع الطبيعي، لمنع موجة ثانية من العدوى. ومن المقرر فتح المحلات التجارية في 18 مايو.

وفي السياق، وبعد رفع العزل في 11 مايو، يستعد مواطنو فرنسا، إحدى الدول الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم مع أكثر من 27 ألف وفاة، لتمضية أول عطلة نهاية أسبوع في الخارج، إذ سُمح بارتياد الكثير من الشواطئ، فيما دعا رئيس الوزراء إدوار فيليب السكان إلى البدء بالتفكير في عطلهم الصيفية.

وأصبحت سلوفينيا أول دولة في أوروبا تعلن «انتهاء» الوباء على أراضيها، وأعلنت إعادة فتح حدودها.

«تطبيق الشاطئ»

وفي لشبونة، قال رئيس وزراء البرتغال أنطونيو كوستا، إن بلاده ستعيد فتح شواطئها في 6 يونيو، وحضّ الجمهور على حيازة تطبيق ليعرفوا منه ما إذا كان الشاطئ المفضل لديهم مليئا أم فيه متسع.

بدورها، شهدت أمس مدن عدة في ألمانيا تظاهرات حاشدة مجددا ضد القيود المفروضة على الحياة العامة، في احتجاجات تتسم بنظريات المؤامرة وشعارات يمينية. وأعادت ألمانيا ولوكسمبورغ فتح حدودهما البرية بعد إغلاقها لمدة شهرين.

ووهان

في المقابل، كثفت مدينة ووهان الصينية، حيث ظهرت الجائحة، حملة‭ ‬كبيرة للكشف عن المصابين بالفيروس في المدينة، التي يقطنها نحو 11 مليون نسمة، لكن بعض سكانها الذين تجمعوا عند مراكز الفحص عبروا عن قلقهم، أمس، من أن ذلك الإجراء نفسه قد يعرضهم للإصابة بالمرض.

وعادت السلطات الصحية في ووهان لاتخاذ إجراءات لاحتواء المرض، بعد أن أكدت مطلع الأسبوع الماضي وجود أول بؤرة لحالات عدوى جديدة منذ رفعها لإجراءات العزل العام في 8 أبريل.

وقال أحد سكان المدينة «بعض الناس عبروا خلال مجموعات (للتواصل الاجتماعي) عن قلقهم بشأن الفحوص التي تتطلب من الناس التجمع وما إذا كان هناك في ذلك أي مخاطرة بالعدوى». وتابع: «لكن آخرين رفضوا تلك المخاوف وقالوا إن مثل تلك التعليقات لا تدعم الحكومة».

ويقول بعض الخبراء إن النطاق غير المسبوق لإجراء الفحوص يشير إلى مستوى القلق في الدوائر الرسمية، لكن آخرين يقولون إن ذلك الإجراء مرتفع التكلفة جداً ويشككون في مدى فاعليته.

المشروع الكبير

وفي الضفّة الأخرى، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤله بشأن آفاق تطوير لقاح بنهاية العام، حيث وصف المشروع الكبير بأنه أكبر جهد علمي منذ تطوير القنبلة الذرية.

وقال ترامب، أمس الأول، في حديقة الورود بالبيت الأبيض محاطا بعلماء ومسؤولين حكوميين مشاركين في المشروع: «لم ير أي شخص أي شيء مثل ما نحن نقوم بالعمل عليه حاليا داخل بلادنا، منذ الحرب العالمية الثانية».

وذكر أنه بينما يأمل في توفير لقاح بنهاية العام، قبل الوقت الذي كان كبار علمائه يتوقعون من قبل، تتجه البلاد باتجاه إنهاء حالات الإغلاق الاقتصادي على الرغم من ذلك.

وقلل الرئيس من المخاوف بأن الولايات المتحدة تسير بمفردها في طريق بشأن تطوير لقاحات، قائلا إن واشنطن تعمل مع حلفاء، بل وحتى مع دول منافسة.

وعين ترامب المدير السابق لقسم اللقاحات في شركة «غلاكسوسميث كلاين» للأدوية العالم من أصل مغربي منصف السلاوي، والجنرال غوستاف بيرنا، على رأس فريق «السرعة الفائقة» لإنتاج وتوزيع لقاح للفيروس.

ورداً على دعوة ترامب المواطنين «للعودة إلى العمل»، أعيد فتح الشواطئ المحيطة بلوس أنجلس في ولاية كاليفورنيا. لكن تم تمديد العزل في نيويورك العاصمة الاقتصادية للبلاد، حتى 28 مايو.

ورغم أنّ التخفيف الأوّلي لإجراءات الحجر قد دخل حيّز التنفيذ في عدد من مقاطعات الولاية، تظاهر مئات الأشخاص احتجاجاً على إجراءات الحجْر في بنسلفانيا، خلال تجمّع في هاريسبورغ عاصمة الولاية.

صراع اللقاحات

في غضون ذلك، وفي وقت أظهرت دراستان أن معالجة مرضى الفيروس بعقار الملاريا «هيدروكسي كلوروكين» لم يكن له تأثير إيجابي وتسبب في مضاعفات صحية أخرى لديهم، أكدت منظمة الصحة العالمية أيضاً أنه لا توجد أدوية مُرخصة لعلاج «كورونا» أو الوقاية منه.

وأوضحت المنظمة أن «العديد من الأدوية قيد التجارب، ولا يوجد دليل على أن كلوروكين أو أي دواء آخر من شأنه معالجة كوفيد 19 أو الوقاية منه».

وشددت على أن إساءة استعمال «كلوروكين» يمكن أن تسبب آثارا جانبية خطيرة وأمراضاً، وقد تفضي حتى إلى الوفاة.

إلا أن شركة «سورينتو ثيرابيوتكس» للأدوية، وهي أميركية، أعلنت قبل ذلك أنها تمكَّنت من تحقيق اختراق كبير في مجال البحوث العلاجية المتعلقة بالفيروس.

وزعمت الشركة التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها، أنها اكتشفت «علاجاً خارقاً يمكن أن يقضي على الفيروس خلال 4 أيام فقط».

وسجل سهم «سورينتو ثيرابيوتكس» صعوداً صاروخياً، بعد تسرب الأنباء عن اكتشاف الشركة لهذه الأجسام المضادة، حيث ارتفع سهم الشركة في «وول ستريت» بنسبة 164 في المئة، مساء الجمعة.

راوول

ورغم تأكيد منظمة الصحة أن الفيروس المستجد «قد لا يختفي أبداً»، أعلن الطبيب الفرنسي ديدييه راوول، اختصاصي الأمراض المعدية والذي يرأس مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى مارسیلیا، أن «العالم لن يشهد موجة تفشي جديدة، لأن كافة المعطيات العلمية والبحثية تؤكد أن هذا الوباء على وشك الانتهاء»، مضيفاً أن «بعض الحالات المتفرقة ستظهر بطبيعة الحال هنا وهناك في نهاية المطاف، إذا كان هناك شخص معدٍ جدا، ولكن كل هذا لم يعد يعكس ديناميكية وبائية حقيقية»، مختتماً: «لقد انتهى الوباء».

وفي باريس، أعلن مكتب الرئاسة الفرنسية، أن بول هادسون، الرئيس التنفيذي لشركة «سانوفي» الفرنسية لصناعة الأدوية واللقاحات، سيلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه الثلاثاء المقبل.

ويأتي هذا الاجتماع وسط غضب متزايد في فرنسا من تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة العملاقة، الذي أعلن الاسبوع الماضي لوكالة «بلومبيرغ»، أن الولايات المتحدة سيكون لها الأولوية في الحصول على أي لقاح قد تنتجه الشركة لعلاج الفيروس.

وفي طوكيو، قال الخبير الاقتصادي كيشيرو كوباياشي، إنه يتعين على اليابان إجراء المزيد من الفحوص الخاصة بالفيروس وتقديم دعم نقدي أكثر سخاء للعائلات، لأن الجائحة قد تستمر لسنوات.

وقال كوباياشي، الذي عُين الثلاثاء الماضي، ضمن لجنة تقدم المشورة للحكومة بشأن إجراءات مكافحة الفيروس: «قد يستغرق الأمر ما يصل إلى أربع سنوات»، وذلك في إشارة إلى الوقت اللازم لتطوير لقاح أو دواء فعال لمكافحة الفيروس وتوزيعه.

البرتغال تعيد فتح شواطئها ومدن ألمانية تتظاهر
back to top