لم يكتف فيروس "كورونا" بمداهمة معظم الجمعيات التعاونية المنتشرة في جميع مناطق البلاد، حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى من تفشي العدوى بالفيروس داخل جميع أسواقها المركزية وبلا استثناء، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، محدثاً تطوراً خطيراً، أمس الأول، بتسجيل أول حالة وفاة، لمسؤول فريق المتطوعين في جمعية الخالدية، المواطن فيصل الشويع، متأثراً بإصابته بـ "كوفيد -19".

وثمة قرابة 35 تعاونية سقطت في فخ الفيروس المستجد، مسجلة مئات الإصابات بين صفوف موظفيها وعمالها ومتطوعيها بل وأعضاء مجالس الإدارة أيضاً، آخرها اكتشاف 194 إصابة، في تعاونيات، عبدالله السالم والمنصورية، وسلوى، وحطين، وصباح السالم، مما دفع بالجمعيات إلى التنسيق مع وزارة الصحة لعمل مسحات عشوائية لجميع موظفيها وعمالها، بل ولقاطني مناطق عملها، للوقوف على الوضع الصحي هناك، والتأكد من خلوهم من الإصابة بالفيروس من عدمه، غير أن الأخيرة أبلغتهم بإلغاء عملية الفحص وعدم استكمالها في بقية "التعاونيات" في قرار أثار استغراب مسؤولي اتحاد الجمعيات والقائمين على التعاونيات.

Ad

شبح الإغلاق

من جانبه، أكد أمين صندوق اتحاد الجمعيات التعاونية خالد المطيري، أن الجمعيات باتت تواجه شبح الإغلاق، في حال لا قدر الله، استمر تسجيل الأعداد الكبيرة من الإصابات بـ "كورونا"، وتحولت إلى بؤر موبوءة بالفيروس المستجد، مشيراً إلى أن "التعاونيات" الحصن الغذائي الأول في الكويت، والمقصد الأساسي لجموع المواطنين والمقيمين لسد احتياجاتهم من المواد الغذائية والاستهلاكية ومن شأن إغلاقها أن يسبب مشكلة كبيرة ندعو الله تعالى عدم بلوغها.

وناشد المطيري عبر "الجريدة" وزير الصحة د. باسل الصباح، عودة عمليات الفحص العشوائي، عبر الفرق المتخصصة، بل تكثيفها بصورة أوسع لتشمل جميع "التعاونيات" ليتسنى من خلالها الوقوف على أوضاعها الآنية، في ظل زيادة الإصابات بين صفوف العاملين لديها، والتي بلغت المئات خلال الأيام الماضية.



وضع «التعاونيات»

وذكر المطيري، أن "تكثيف عمليات الفحص العشوائي لعمالة وموظفي الجمعيات وظهور النتائج وتحديد الإصابات الفعلية وأعدادها في كل تعاونية، يتيح لنا خيارات التحرك وآليات إيصال السلع والمواد الغذائية لعموم المستهلكين، سواء بإغلاق الأسواق والاعتماد على توصيل الطلبات للمنازل، أو من خلال تلقي الطلبات ـ "أونلاين" أو الاتصال الهاتفي من ثم تجهيزها، على أن يتم تسلمها خارج السوق المركزي للجمعية".

وأضاف أن "رجال التعاون على أتم الاستعداد لدفع ضريبة مواقفهم الوطنية بالوقوف في الصفوف الأمامية، والتي بدأت تنعكس على زيادة أعداد الإصابات بين موظفي وعمال الجمعيات، بل أعضاء ورؤساء مجالس الإدارة أيضاً".

خطورة مضاعفة

وبين المطيري، أن ثمة آراء طبية تؤكد إمكانية عدم ظهور أعراض الإصابة بمرض "كوفيد-19" على حامله، مما يشكل خطورة مضاعفة على التعاونيات، تستلزم معها تكثيف عمليات الفحص العشوائي وبأقصى سرعة ممكنة، منعاً لتفشي الفيروس بصورة أكبر وأوسع في الجمعيات، معتبراً أن الحل في المسح الشامل لجميع التعاونيات للوقف على أعداد الإصابات داخلها، من ثم التصرف على أساسه.

إلى ذلك، أعرب المطيري، عن بالغ أسفه لوفاة المرحوم، بإذن الله، فيصل الشويع، الذي وافته المنية متأثراً بإصابته بـ "كورونا"، راجياً المولى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.