ما زلنا في حضرة سيدة الشاشتين منى واصف الإنسانة والفنانة، التي تكمل معنا سيرة حياتها، في لقاء خاص عبر "الجريدة"، والحديث في هذه الحلقة يدور عن الأوسمة والجوائز التي توجد في منزلها، بكل مكان فيه، والتي من الصعب عدها جميعاً.
التكريم الأول
سألناها عن أول جائزة وعن إحساسها عند تسلمها، فقالت إن الوسام الأول كان من ليبيا، حين كنت هناك، وعندما قلدوني ذاك الوسام زغردت البنات، ولدي جمهور من البنات كبير جدا صراحة، وأعتبر هذا الأمر بالنسبة لي شيئا كبيرا جدا، وكم تمنيت لو كانت أمي على قيد الحياة، لقد دمعت وقتها وشعرت بالدمعة في عيوني، وفي كل تكريم أتذكر أمي وأقول: يا ريت أمي حاضرة معي، يا ريت وتشاهدني في هذه اللحظة التي أحصل فيها على التكريم. نعم، أكثر من مرة تذكرت فيها والدتي، ليس فقط أثناء تكريمي وحسب، لا لقد تذكرتها في الوقت الذي ذهبت فيه لأبدأ تصوير فيلم الرسالة، عندما سافرت ووصلت إلى المغرب تمنيت لو أن أمي معي، كنت أخذتها؛ لأن أمي لم تسافر كثيرا، والآن أنا قادرة على تدليلها والاهتمام بها، ومن الممكن أن تسافر معي، فأنا صرت نجمة وأصبحت مقتدرة مادياً، أستطيع أن أقدم لها الشيء الكثير لأعوضها عن السنين التي عاشتها، فأنا الآن أصبحت أسافر كثيرا إلى عدد من البلدان حول العالم مثل روسيا وألمانيا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا، وأميركا أيضاً، وأتمنى لو أمي كانت موجودة، لكنت قادرة على أن أدور بها بالعالم.
12 مرة
عدنا بفنانتنا إلى الحديث عن التكريم، والذي يبدو أن له أثراً عظيماً في نفسها، فقد تنهدت تنهيدة عميقة وتابعت: أنا مدهوشة، ففي سنة من السنين -أعتقد ربما أنها كانت سنة 2000 أو 1999- كرمت 12 مرة، وكنت أقول وقتها: يارب، لماذا كل هذا العدد من التكريمات والجوائز؟ هل هم يكرمونني بهذا العدد لاعتقادهم أني قد أموت فعلا؟! هكذا صار إحساسي. ومن تلك الجوائز جائزة العطاء في لوس أنجلس. التكريم صراحة يشعرني بالخوف، وأحيانا أقول بيني وبين نفسي: قد لا أكون أستحق هذا التكريم حالياً، وربما هم يكرّمونني على الأيام الماضية، باعتبار أنني زرعت وصار وقت أن أحصد ما زرعته... يمكن، لا أعرف! والمهم أن يحصل التكريم لوحده، أما عندما نطالب به يصير تقزيما ولا يصح أن يكون اسمه تكريما، "وبدنا نفوت هلق ع مكتبي ونشوف الأنواع من الجوائز اللي أنا حصلت عليها... في شي اقدرت علقو وفي شي ما قدرت، حتى الصور أيضا"، وتستطيع أن ترى الحائط الكامل.. هذا فقط من الجزائر وحدها. أشعر أن هذا التكريم هو نوع من مسيرة طويلة من الجد والتعب في حياتي وأحترمها كثيرا. لم أتعامل مع الفن إلا بقدسية، أنا أعشق عملي وأقدسه، وأحس لو تكلم أحد ما عنه كلمة أنني أتعرض للإهانة، فأنا أعرف ومؤمنة بأن مجمل حياتي تكرست بالعمل وأحصل على التكريم حاليا لأنني أعطيت بصدق أو حاولت أن أعطي كل شيء بصدق، لا أحد قادر أن يصل إلى الصدق في كل مراحل حياته، وتعاملت مع التمثيل، مع فني وعملي، بكثير من القدسية وكثير من العشق ومن الوله، وكنت أقول لزوجي شاهين، رحمه الله: يا شاهين أنا عملت هذه الشخصية بهذا العمل ولا أعرف كيف ستتقبل الناس غدا هذا الدور. وكان يقول لي: الشيء الذي قمتِ به أنجزتِه تماما، كما قال لك إحساسك؟هل قصرتِ في شيء من ناحية عملك؟ هل قصرتِ ببذل الجهد لأجله؟ هل قصرتِ بالحضور؟ فأقول له: لا. وكان يقول: إن الله يحب من عبده إذا عمل عملا أن يتقنه، وفيما بعد الناس هي التي ستقرر ما إذا كان العمل جميلا أم لا. وبالتالي انا لست ضامنة النجاح في العمل ولا أعرف إذا كان العمل سينجح أم لا... إذا كان سيفشل أم لا. لكن أقدم كل عمل بحب خالص، وبالنتيجة الحب هو الأساس. صحيح لقد عملت مقابل أجر مادي. أنا أقول لك صراحة، لقد عملت من أجل المال نعم، ولا أحب أن يقول عني الناس إنني فنانة ملتزمة، فهذه كلمة كبيرة جدا. هناك أعمال اشتغلتها من أجل المال، وأعمال عرضت علي بأجر قليل جدا، لكنها أعمال متميزة؛ كنت أجدها مهمة وكنت أوافق على أداء الدور فيها، يعني حاولت عمل توازن، وأقول إن النجاح يجلب المال، وهذا ما حصل، والحمد لله رب العالمين.الخنساء
نتابع مع "الملكة"، كما تحب أن تكون دائماً، أعمالها الكثيرة، والتي تقول باستمرار إنها لا تعرف عددها، ففي عام 1979 شاركت في مسلسل "الخنساء" بدور خنساء، وهو من أكثر الأدوار قربا لقلبها، والعمل تاريخي، تم إنتاجه في الامارات العربية المتحدة (مؤسسة الخليج للأعمال الفنية - دبي) والأردن (عبدالفتاح جبارة- مدير إنتاج)، وهو ملون. أما الإخراج فكان للمخرج صلاح أبوهنود، والتأليف لوليد سيف، والموسيقى لإبراهيم جودت،وهو أول مسلسل يكتبه وليد سيف ويتحدث عن فترة زمنية في الجاهلية ونمط الحياة فيها من حيث المعتقدات والأساطير والخرافات ونظرة البعض للحياة والموت وما يلي الموت.الممثلون: منى واصف (الخنساء)، ونبيل المشيني (أبو شجرة بن عبدالعزى)، ومحمد حسن الجندي (صخر بن عمرو بن الشريد)، وأسامة المشيني (معاوية بن عمرو بن الشريد)، ورضوان عقيلي (العباس بن مرداس)، وتيسير عطية (عمرو بن مرداس)، وعبدالرحمن ال رشي (دريد بن الصمة)، وهند طاهر (سلمى)، ونائلة الأطرش (عمرة بنت مرداس)، وانتصار شمة (ريحانة)، وعلى عبدالعزيز (ابن ندبة)، وأديب الحافظ (عمرو بن الشريد).الحب والذاكرة
وعن الحب في حياة منى واصف وعن الشعر ودور الخنساء، تقول: بقيت متزوجة أبوعمار محمد شاهين، الملازم الأول عندما خطبني، والنقيب عندما تزوجني، 42 سنة، كانت الحياة معه دافئة جداً، وفيها تعب، فكلانا لديه مسؤوليات، وأتذكر أن حماتي والدة زوجي هي التي قامت بتربية ابني عمار، ولم يكن جيلنا يعتمد وقتها على استقدام نساء أخريات لتربية الأطفال. كانت حماتي "بهيجة الشيخ" تحبني كثيراً، وأعتقد أني كنت محظوظة جداً بذلك. البعض يستغرب أنني مازلت أذكر تفاصيل في حياتي حتى الآن، وأنا أسمي نفسي امرأة التفاصيل. والآن سأعود بالزمن إلى الوراء، لأني تذكرت عندما كنت في حصة اللغة العربية وقرأت الشعر، قد أكون بكيت وقتها أو دمعت عيناي، وعندما أديت دور الخنساء كانت تدربني على الشعر السيدة سعاد ميرزة وقتها، لقد صورناه سنة 1979، وأذكر في المسلسل أن دور أخي صخر كان للممثل المغربي حسن الجندي، الذي مثل أيضاً دور أبو لهب في فيلم الرسالة، وأنا تعرفت عليه من خلال المسرح، وأذكر حتى الآن بعضا مما قدمته من شعر للخنساء: قذىً بعينِكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ... أم ذرّفتْ إذ خلتْ من أهلها الدار كأن عيني لذكراه إذا خطرت... فيض يسيل على الخدين مدرارتبكي لصخر هي العبرى وقد ولهت... ودونه من جديد التُّرب أستاروفي العام نفسه أدت الفنانة منى واصف دور سلمى في مسلسل "فارس من الجنوب"، وهذا المسلسل بدوي سوري - سعودي مشترك، من إخراج المصري نبيل عامر. الممثلون: منى واصف (سلمى)، وعبدالرحمن الخريجي (مجاهد)، وأسعد فضة (صقر)، ومها الصالح، وعدنان بركات، وعلي إبراهيم، وصالح الزهراني (صنيتان)، ومطرب فواز، ومحمد المفرح (محقان)، وعلي السبع، وأميمة طاهر وغيرهم.طبول الحرية
وفي عام 1981 أدت واصف دور شخصية مريام في مسلسل "طبول الحرية"، والعمل من سيناريو وحوار: داوود شيخاني، ومن إخراج: غسان جبري، ومن بطولة: منى واصف، وأسعد فضة، وهاني الروماني (سترونغ)، ورفيق سبيعي (ستون)، وهالة شوكت (فكتوريا)، ونادين خوري (آن)، ويوسف حنا (سبارك)، وياسر العظمة (أوليفر)، وأمينة طاهر، ونامي الطاهر (القبائلي امادو)، ورضوان عقليلي (جاكوب)، ومحمد الطاهر (كومو)، ورياض نحاس، وأحمد عداس، وياسين أرناؤوط، وعيسى عبدالحفيظ.وتدور أحداث المسلسل في مستعمرة إفريقية، حيث سيطرت الأقلية البيضاء الأوروبية على مقدرات البلاد، وأقامت حكماً يعتمد التمييز العنصري أساساً لها، وشكلت حكومة بيضاء تقوم على المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال ورجال الصناعة المرتبطين بأكبر الشركات العالمية، حيث يقوم النظام عموماً على اضطهاد المواطنين السود أصحاب الأرض، وتسن القوانين الجائرة بحقهم، فلا تعليم ولا حقوق إنسانية، باختصار إنه الاستعمار بأبشع صوره لجزء من إفريقيا.في السينما، كما ذكرنا كانت المشاركة الكبيرة في السبعينيات، وكان لواصف مشاركات في القطاع الخاص قبل أن تقرر مقاطعته للانتقال للأعمال التلفزيونية الهادفة. وفي عام 1973 أدت دور بهيجة في فيلم "ذكرى ليلة حب". وفي الفيلم: يعيش عادل بسعادة مع زوجته المريضة بالقلب، ويلتقي بصديقته السابقة التي تعمل كراقصة وتأتي لزيارته فتموت في منزله، وتتوجه أصابع الاتهام بموتها إليه، وتتوالى الأحداث لاكتشاف الحقيقة. الفيلم من إخراج وتأليف: سيف الدين شوكت.الممثلون: منى واصف، ونيللي، وصلاح ذو الفقار، ورفيق سبيعي، ونبيلة عبيد، وزياد مولوي... وغيرهم.وفي العام نفسه شاركت بفيلم "وجه آخر للحب"، حيث يتحدث عن طبيب شاب تخرج حديثاً، يحلم بواقع أفضل بعد تخرجه، لكنه في قريته يكتشف أن الواقع سيئ جداً، خصوصاً بعد أن يتهم بجريمة قتل.والعمل من تأليف وإخراج: محمد شاهين. أما الممثلون فهم: منى واصف، نوال أبوالفتوح، وإغراء، وأديب قدورة، وهاني الروماني، ويوسف حنا، ونبيلة النابلسي، ونجاح حفيظ... وغيرهم.اليهودية لانجر
استمر العطاء في الثمانينيات في السينما، لكن من خلال الإنتاج الخاص بالتلفزيون السوري، ودائما كانت تتحدث عن هذه الأعمال بأنها تخدم قضية هامة، وأحيانا إنسانية أو اجتماعية أو غيرها. لكنها لمعت نجمة كبيرة في الاعمال الدرامية المتنوعة التي كانت تخدم أيضا قضايا هامة وأساسية عربية، ففي عام 1981 مثلت في مسلسل "بأم عيني"، الخاص بالأسرى الفلسطينيين والمصنف كوثائقي ودرامي، ويتميز العمل بشارته التي كانت أغنية "يا ظلام السجن"، وهي من ألحان حسين نازك وغناء جماعي لفرقة العاشقين، وهي من ضمن مجموعة أغانٍ أعدت خصوصاً للعمل، والكلمات للشعراء: أبو الصادق الحسيني ومحمود درويش وتوفيق زياد وأحمد دحبور وسميح القاسم.أما الممثلون فهم: منى واصف، وهاني الروماني، وبسام لطفي، ويوسف حنا، وعبدالرحمن أبوالقاسم... وغيرهم.مثلت واصف في المسلسل دور المحامية اليهودية فلتسيا لانجر، التي كانت ترفض أن توصف بالصهيونية، والتي دافعت عن آلاف الاسرى الفلسطينيين، معتبرة قضيتهم قضية عادلة، وقد ناضلت من أجل هذه القضية داخل المجتمع العنصري، واعترفت بعدالة القضية الفلسطينية، لذلك هاجرت هجرة معاكسة وتركت الكيان الصهيوني. جسدت واصف الدور الذي يحكي قصة حياة وتجربة لانجر مع الأسرى الفلسطينيين، ومعاناتهم في سجون الاحتلال الصهيوني، وكيف كانت تقف بكل شجاعة للدفاع عنهم أمام القاضي الصهيوني، وكانت تزورهم في بيوتهم وتنقل معاناتهم إلى أهلهم ولا تتقاضى منهم أجراً أو أي مقابل... العمل أنتج في التلفزيون السوري وعرض عليه، واستطاعت الفنانة واصف أن تترك بأدائها الرائع أثرا كبيرا في المشاهدين، الذين بكى بعضهم خلال مشاهدته.يذكر أن لانجر ألفت كتاباً يحمل عنوان المسلسل نفسه عام 1974.جولييت وعز الدين القسام
وشاركت واصف في مسلسل "طائر الأيام العجيبة" عام 1981 بدور لمياء، ويعتبر من أهم الأعمال المنتجة في الثمانينيات، وهو من تأليف خيري الذهبي، وإخراج: علاء الدين كوكش والتأليف الموسيقي للملحن السوري الكبير: سهيل عرفة. والممثلون هم: منى واصف (لمياء)، وملك سكر (وفاء)، وأسعد فضة (عزيز)، وسليم كلاس (مدير الشركة)، ومحمد الشيخ نجيب (نذير)، وهاني شاهين (فايز)– وأمل سكر (الأم)، وعباس النوري (فاروق)، وعبدالله عباسي (عباس)، وعبدالهادي صباغ (مروان)، ورضوان عقيلي (رئيس التحرير)، وعمر قنوع (وكيل الشركة)، ومحمد طاهر (الطبيب)، وسيف الدين شيحاوي (مراسل الجريدة).وشاركت في عام 1981 في "مسلسل عز الدين القسام" بدور جولييت. كان من أوائل الأعمال السورية التي تناولت القضية الفلسطينية، ويعود إلى سنة 1980 من تأليف أحمد دحبور وإخراج هيثم حقي وساعده في الإخراج: أنطونيو بتريك، وبطولة: منى واصف (جولييت)، وأسعد فضة (القسام)، وهاني الروماني (الحاخام)، وأديب قدورة (حسن الباير)، ومها الصالح (سارة)، ويوسف حنا (الكولونيل)، ونائلة الأطرش (دنيا)، ومها المصري (عائشة)، ورضوان عقيلي (أحمد بك)، وأميمة الطاهر (أم رشيد)، ومحمود جركس (القصاب)، وعبدالرحمن أبوالقاسم (أبو إبراهيم)، وعبدالهادي الصباغ (مصطفى)، وجهاد سعد (حنا)، وزيناتي قدسية (حليم بك)، وحسن عويتي (صموئيل)، وبسام كوسا (موشيه)، وتيسير ادريس (العبد قاسم)، وقمر مرتضى (أم محمد)، ويعقوب أبو غزالة (حنفي)... وغيرهم.والعمل يندرج تحت الدراما الوطنية التاريخية، التي تجسد حياة ونضالات المجاهد السوري الشهيد عزالدين القسام، الذي غادر مدينة جبلة وتوجه إلى فلسطين للمشاركة في النضال ضد الاحتلال الإنكليزي، وضد تهويد الأرض الفلسطينية، حيث راح الشيخ القسام يستنهض الناس في فلسطين ويكشف لهم خيوط المؤامرة ضد بلاد العرب والمسلمين عموما وفلسطين خصوصا، وقد تمكن الشيخ القسام من تأسيس مقاومة ضد الاحتلال البريطاني خاضت العديد من المعارك والمواجهات في سبيل تحرير الأرض.أين يذهب الأموات يا أماه؟!
من أكثر المقاطع شهرة في العمل عندما تخاطب الخنساء (منى واصف) ابنها العباس بن مرداس، فيما يخص الحرب قائلة: إياك أن تأخذ هذه الأمور لهواً، فإن لم تكن موكلاً بثأر أو بهم من هموم العشيرة، فإياك أن تجعل الحرب عبث الفرسان وميدان المنافسة، بئس اللهو ما كان مع الموت. العباس: وأين تحسبين يذهب الأموات يا أماه، وهم منقطعون عنا؟ هل يجتمعون في موتهم؟الخنساء: إنهم ينتهون إلى العدم. وماذا يلتقي منهم؟ عظام بالية!العباس: هل صحيح أن دود الأرض يأكلهم؟تتوقف الخنساء فجأة، وكأن السؤال أثار في عقلها ما لم تكن تحسب له حسابا، ولا تريد التحدث به، وترد على العباس: وما أحسب الناس يحيون ذكرى بالشعر وأقاصيص البطولة إلا تعويضاً عن فناء الأصل، لأنهم يعلمون أن لا لقاء.العباس يسأل مجدداً: لماذا ولدنا إذاً يا أماه؟تجيب مستغربة: ليس المسؤول بأعلم من السائل.