تنوعت الأخطاء التي وقع فيها صنّاع المسلسلات المعروضة على الشاشات في شهر رمضان المبارك، وشملت الهفوات معظم عناصر العمل الفني سواء الإخراج، والتأليف، والفريق التمثيلي، والدعم الفني، وبالفعل تم رصد أخطاء يتحملها كاتب العمل أو السيناريست، وأخرى تقع على عاتق المخرج، ناهيك عن أخطاء سقط في شراكها بعض أفراد فريق العمل.يتميز العمل الفني بالجماعية، لذا ينسب النجاح لكل أفراده، لكن حينما يقع خطأ فردي يلتصق بالشخص المخطئ، وهذه الهفوة، إذا كانت تخص الممثل على سبيل المثال أو الكاتب فإن على المخرج مسؤولية تصويب هذا الخطأ لأنه سيد العمل، بمعنى أن يكون القرار الأخير للمخرج إذا كان على قدر كبير من الموهبة والتميز والخبرة، لكن إذا لم يكن المخرج يعي دوره جيداً ويجهل مضمون الحوارات وليست لديه أي فكرة عن الحقبة الزمنية التي يناقشها العمل إضافة إلى أنه يفتقر للخبرة في التعامل مع الفنانين ومناقشة الكاتب للوصول إلى نقاط التقاء تساهم في ارتقاء العمل ومنحه المزيد من الجودة والدقة، هنا حتما ستحدث الأخطاء الواحد تلو الآخر. فيما يلي نركز على مجموعة أعمال رمضانية حدثت فيها بعض الأخطاء:
بينما تصدر مسلسل أم هارون للفنانة حياة الفهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ليكون الأكثر تداولاً "ترند" بسبب خطأ ما، لفت الأنظار إليه قبل بدء رمضان لأنه يتناول موضوعاً تاريخياً شائكاً، يتمحور حول وجود اليهود في الدول العربية قبل قيام كيان إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة، ويركز العمل على تداعيات نشوء هذا الكيان راصداً شكل العلاقات بين العرب واليهود قبل إعلان "قيام الدولة" وبعده.وضمن اتجاه الغضب وعدم قبول العمل، استعرت مواقع التواصل عقب اقتراب موعد عرض المسلسل في رمضان وصبّ بعض المتابعين جام غضبهم على قناة "mbc" بصفتها الجهة التي ستعرض العمل، وطالب آخرون بضرورة إيقاف المسلسل. لكن كل هذه الاقتراحات ذهبت أدراج الرياح، واستمر الجدل... وعرض المسلسل وظهرت بعض الأخطاء التاريخية، فساهم ذلك بمضاعفة الهجوم عليه، لاسيما أن الأخطاء تشمل التأليف والاخراج والتمثيل.
وبالفعل، تصدر العمل مواقع التواصل وأصبح الأكثر تداولاً سواء لناحية المشاهدة علماً أن النص أنجز منذ أكثر من أربعة أعوام، وتم تنقيحه وإعادة كتابته اكثر من مرة على مدى تلك الفترة ولم ينجح كل هذا التدقيق في تخليص العمل من المثالب التاريخية، كما أن إضافة بعض الخطوط الدرامية على العمل، ساهمت في تشتيت المشاهد واغراقه في تفاصيل لم تكن ضرورية.
خطأ غير مقصود
ومن الأعمال الأخرى التي حظيت بمشاهدة كبيرة وانتقادات متنوعة مسلسل "محمد علي رود" وانصبت هذه الملاحظات على أخطاء الممثلين وديكورات العمل، لاسيما أنه تم تصويره في الكويت عقب تعذر استكمال عملية التصوير في الهند بسبب انتشار فيروس كورونا. كما وقعت أخطاء ساذجة في بعض الحوارات دفعت تلفزيون الكويت إلى الاعتذار عما جاء في المسلسل من أخطاء غير مقصودة؛ وعلى إثر ذلك أصدر وزير الإعلام محمد الجبري قراراً بحل لجنتي النصوص والمشاهدة إلى حين انتهاء عمل لجنة التحقيق التي شكلت للنظر بالخطأ الذي وقع في العمل.البرنس والأشرار
كما ظهر الفنان محمد رمضان أكثر قبولاً لدى المشاهدين لاسيما في اعتماده في مسلسل البرنس على مجموعة ممثلين أثبتوا كفاءتهم في أدوار الشر إضافة إلى أدوار أخرى، فكان هو الوحيد المغلوب على أمره، يقبل بنصيبه وما يجري عليه فلا يحرك ساكناً، لكن ما يؤخذ على المسلسل إضافة إلى المد والتطويل في الحلقات، تطويع القانون لخدمة الحبكة الفنية، إذ تآمر عليه الأشرار لزجّه في السجن، بينما لم ينصره القانون حينما اعتدوا عليه وسلبوه ماله وقتلوا أفراد أسرته كل هذه الأمور تدفع البطل إلى الاستمرار في غيه حتى يظهر ذلك في آخر الحلقات ويسقط كل جبروت الأشرار فجأة، كما أن بعض الخطوط الدرامية جاءت للمساهمة في المط لا أكثر ولا أقل.مخرج 7
خرج مسلسل "مخرج 7" منقوصاً ولم يكتب له الاستمرار حتى نهاية حلقاته، فظهر العمل مبتوراً وإن استطاع المخرج إخفاء هذا النقص لكن بعض المشاهد كانت توضح ما كان يجري، لاسيما المشهد الذي كان فيه ناصر القصبي مع خالد الفراج في البيت وكانت لولوه تنتظر القصبي لكن في حدث مفاجئ يصطحب الفرج القصبي في مشوار على أن يعود بعد ذلك إلى لولوه لكن ذلك لم يحدث.عموماً العمل يصعب تقييمه لكن كان الظهور الأبرز للفنان راشد الشمراني والقصبي وإلهام علي، وإن كان دور القصبي لا يعد الأبرز في مشواره لأنه قدم شخصيات مركبة ومعقدة في أعماله السابقة أصعب بكثير من شخصية دوخي في مخرج 7.يشار إلى أن العمل من تأليف خلف الحربي، والمخرج أوس الشرقي، وبطولة الفنان ناصر القصبي، بمشاركة حبيب الحبيب وراشد الشمراني وريماس منصور وأسيل عمران وإلهام علي وعبدالمجيد الرهيدي وخالد الفراج. وتدور الأحداث حول شخصية دوخي (ناصر القصبي)، وهو أب وموظف حكومي من الطبقة الوسطى، يمضي وقته بين عمله في تسلم شكاوى العملاء بمؤسسة حكومية، وبين بيته وعائلته. ويرصد العمل التحولات التي شهدها المجتمع السعودي في السنوات الأخيرة، وانعكاساتها على العلاقات الاجتماعية والعائلية بشكل عام.هيا وخواتها
كما وقع مسلسل "رحى الأيام" في أخطاء دفعت به أحياناً ليكون الأكثر تداولاً عبر مواقع التواصل، بينما غابت أعمال أخرى عن قائمة الأكثر تداولاً، وربما أبرز تلك الاعمال "هيا وخواتها" الذي تميز بأداء الفنانة باسمة حمادة بينما أخفق البعض.ومن خلال إحدى الحلقات يلاحظ المشاهد أن زوج الفنانة هند البلوشي يتصل بها ويريد اصطحابها إلى السينما، ثم نراها تستعد لذلك ويتصل مرة أخرى، وبعد ذلك يصل إلى البيت، ويكون مشهد آخر ليخبرها أنه ينتظرها في السيارة ثم تأتي شقيقته وتبدي رغبتها لهند البلوشي بالذهاب معهماإلى السينما، ثم تذهب إلى شقيقها وتخبره بالرغبة ذاتها من خلال خدعة إذ أوهمت الزوجين أن كل طرف عرض عليها اصطحابها معه، هذه مجموعة مشاهد لموضوع السينما، إضافة إلى مشهد آخر في السينما، ويعقبه مشهد آخر تشكو فيه البلوشي لأهلها ما يحدث من شقيقة زوجها.