وسط التقارير عن خلافات بين موسكو ودمشق وأخرى بين موسكو وطهران حول الحل السياسي للأزمة السورية، شدد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإیراني حسين أمير عبداللهيان، أمس، على أن الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الشرعي، نافياً وجود اتفاق روسي - إيراني لتنحيته عن السلطة.

وكتب عبداللهيان، في تغريدة على «تويتر»: «الدكتور بشار الأسد هو رئيس الجمهورية القانوني في سورية، والقائد الكبير لمكافحة الإرهاب التكفيري في العالم العربي».

Ad

وقال: «إن إشاعة الاتفاق بين إيران وروسيا لتنحيه عن السلطة كذبة كبرى ولعبة لوسائل الإعلام الأميركية –الصهيونية»، مؤكداً أن «طهران تدعم بقوة السيادة الوطنية ووحدة جميع الأراضي السورية».

وعلى العكس، تحدث نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سورية بدران جيا كرد عن «تفاهمات أميركية -روسية- إسرائيلية على إبعاد إيران من الساحة السورية، وأيضاً التخلي عن الأسد»، مؤكداً أنه «لم يعد يشكل خطاً أحمر بالنسبة لروسيا».

وأوضح جيا أن التوافق الشامل بين واشنطن وموسكو حول سورية بحاجة للمزيد من الوقت، مشيراً إلى أن «القوى الأكثر تنظيماً هم الأكراد، وهم العامل الأساس المؤثر على مجريات الأحداث بشكل كبير في حال توحدت الجهود والمواقف والطاقات بين جميع الأطراف».

وأوضح أنه «في حال تم إبعاد إيران من المنطقة وقبول بمنطقة إدلب كمنطقة معارضة بوجود قوات تركية، فإن أميركا تدعم هذه الفكرة»، مبيناً أن «روسيا باتت تدرك أن العمليات العسكرية لم تعد ممكنة لتحرير إدلب، وفي نفس الوقت التوصل إلى تفاهم لإيجاد حل للمجموعات المتطرفة والمصنفة في قائمة الإرهاب الدولية كجبهة النصرة ومن يتبعها».

وفي تأكيد لصغط موسكو على دمشق، وجهّ أكثر من 300 من المسؤولين والمقربين من الأسد رسالة تطالب وزير الخارجية سيرغي لافروف بـ»منع تكرار إساءة بعض وسائل الإعلام الروسي» له.

«داعش» وإيران

وفي العراق، أطلقت قيادة العمليات المشتركة العراقية، أمس، عملية واسعة لملاحقة عناصر تنظيم «داعش» وتفتيش المناطق الصحراوية بين محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وصولا إلى الحدود السورية بأقصى الغرب.

وأوضح بيان لخلية الإعلام الأمني أن «عملية أسود الجزيرة ستشمل مناطق وادي الثرثار، مطار جنيف، سنيسله، جبل المنايف سحول راوه، الشعباني، طريفاوي، وادي العجيج، تلول الطيارات بمشاركة قيادات عمليات الجزيرة وصلاح الدين وغربي نينوى والحشد الشعبي والعشائري بأحد عشر محوراً، بإسناد من طيران الجيش والقوه الجوية».

وتزامناً مع تغريدة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أفاد فيها بأنه ينتظر اكتمال تشكيل الحكومة وتحيد الموقف السياسي لإعلان خطوة عسكرية مقبلة، وضع وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، أمس، جميع القدرات الدفاعية للجيش الإيراني تحت تصرف العراق.

وقال حاتمي، في اتصال مع نظيره العراقي الفريق الركن جمعة عناد، هنأه فيها لتعيينه في منصبه، إن «رؤية إيران للعراق نابعة من مشتركات التاريخ والثقافة والدين، وسياستنا المبدئية هي وجود العراق الموحد والمستقل والقوي بمشاركة جميع القوميات والمذاهب، لذا فإننا نتمنى أن تحقق الحكومة العراقية النجاح في أداء مسؤوليتها الذاتية، خصوصا تحقيق المطالب الوطنية، وتحسين الظروف الاقتصادية ومكافحة فيروس كورونا».

وأضاف حاتمي، الذي وجه دعوة لعناد لزيارة طهران، «مستعدون لأن نضع جميع طاقاتنا تحت تصرف العراق، ونريد أن نصبح شركاء استراتيجيين، وأن تتحول علاقاتنا إلى نموذج ناجح للتعاون».

وفي تغريدته، قال الكاظمي إن «العراق ثابتٌ بقوة في مواجهة الإرهاب، وهذا الثبات والتصميم لمستُهُ لدى مقاتلينا الأشدّاء في المؤسسات العسكرية والأمنية»، مضيفاً: «لا قلق على العراق بوجود حماته الغيارى».

أسماء الأخرس

وفي ظل الجدل الكبير لتصريحات قطب الأعمال رامي مخلوف والأنباء عن خروج خلافاته معها إلى العلن، ظهرت زوجة الرئيس أسماء الأخرس، لأول مرة، للحديث عن برنامج اقتصادي خاص بجرحى الجيش، مشيرة إلى إعادة تفعيله و»تصحيح» أخطاء شابته، معتبرة أن فيروس كورونا زاد معاناتهم.

ورغم إقرارها بالأزمة الاقتصادية العنيفة، وعدت أسماء بشكل مفاجئ بتقديم «منحة طارئة» لكل الجرحى، في الأيام المقبلة، على غرار حديث مخلوف، مرتين عن «الفقراء» وأن مؤسساته المالية عملت على دعمهم مالياً، وطالب الأسد بتوزيع مبلغ كبير عليهم كجزء من حقوق الخزينة السورية على شركتيه للاتصالات سيرتيل، وMTN.

وبعد أن أسهب في الحديث مرتين في الثلاثين من الشهر الماضي والثالث من الجاري، في فيديوهين، عما سماه الظلم اللاحق به من طرف مؤسسات النظام، عاد مخلوف، وكتب في العاشر من الشهر الجاري، بصفحته على الفيسبوك، إن الظلم الذي لحق «بالعباد» يفوق طاقتهم، قاصدا نفسه، ومكررا كلمة «أسماء» عدة مرات في نص قصير، ما فسّره البعض، بأنه تلميح ضمني منه لزوجة بن خاله.