سكان موسكو يصطفون أمام المختبرات للفحص

نشر في 18-05-2020
آخر تحديث 18-05-2020 | 00:05
عاملان روسيان يحملان إكليلين من الزهور خلال دفن احد المتوفين بكورونا بموسكو قبل ايام     (رويترز)
عاملان روسيان يحملان إكليلين من الزهور خلال دفن احد المتوفين بكورونا بموسكو قبل ايام (رويترز)
لا يمكن ملاحظة المختبر الذي يقع في الطابق الأرضي من مبنى إداري في موسكو، بؤرة وباء كوفيد-19، لولا طوابير المنتظرين أمامه لإجراء فحص الإصابة بالوباء، في تجلٍّ لسياسة الفحص الشامل التي دعت إليها السلطات.

ولا يظهر هؤلاء المرضى المصطفون بمسافة تحترم قواعد التباعد الاجتماعي، أمام الشركة المتفرعة عن المؤسسة الطبية "جيموتيست"، أي أعراض، لكنهم جاءوا لطمأنة أنفسهم، مستفيدين من سهولة الوصول إلى الفحص.

وأوضح إلدار جوينياتولين (40 عاماً) وهو مدلك، قبل أن تأخذ ممرضة عينة من لعابه أنه "سيتم تخفيف العزل في الأسابيع المقبلة، وسأستأنف عملي، الذي يتطلب اتصالا مباشرا مع زبائني، وعلي أن أعرف حالتي الصحية".

واعتمدت روسيا، الدولة الثانية في العالم من حيث عدد الإصابات مع 270 ألف حالة، خطة فحص شامل للسكان. وأشارت السلطات بفخر أمس الأول إلى أنها أجرت 6.6 ملايين اختبار منذ بدء تفشي الوباء.

وتهدف هذه الخطة إلى تحديد وعزل الحالات غير المصحوبة بأعراض، والتي تمثل أقل بقليل من نصف الإصابات في روسيا. كما أدت، بحسب السلطات، إلى انخفاض معدل الوفيات في البلاد: أكثر من 2500 وفاة، على الرغم من أن البعض يشككون بصحة هذه الحصيلة.

ويمكن للروس إجراء الفحص في المختبر أو في العمل أو في المنزل، بفضل تعدد الأنظمة الموضوعة، حتى إن عملاق الانترنت الروسي ياندكس اقترح تقديم الخدمة مجانا في المنزل فترة طويلة قبل أن يضع حداً لها، أمام وفرة العروض الأخرى.

وأشار الاختصاصي في "جيموتيست" ديميتري غوردييف إلى أنه "كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتم فحصهم، أصبح من الأسهل احتواء الوباء وتقليل حجم الخسائر التي تلحق بالاقتصاد وارتفاع فرص اتخاذ الإجراءات المناسبة".

وإذ مددت بلدية موسكو تدابير العزل حتى مايو، فقد أعيد العمل في ورش البناء والصناعات في العاصمة. وفي عدة مناطق في البلاد، عادت الحياة إلى مجراها الطبيعي تقريبا. كما سيستأنف دوري كرة القدم نهاية يونيو.

وكان مخبر "جيموتيست"، الذي يملك فروعا في جميع أنحاء موسكو، يعمل في مجال إجراء اختبارات طبية تقليدية قبل الوباء. وأتاح تسلم تلك الفروع اختبارات "عالية الموثوقية" من مركز فيكتور للأبحاث بتوجيه جزء من نشاطها بسرعة نحو فحص فيروس كورونا المستجد.

وتجري مختبرات "جيموتيست" الآن 9 آلاف فحص يوميا، وتظهر النتيجة في غضون ثلاثة أيام.

وفي ضواحي موسكو، تسعى الشركة الناشئة "سيستيما-بيوتيك"، التابعة لشركة "ا ف كي سيستيما" الروسية القابضة، إلى تسهيل الفحص الجماعي للسكان بشكل كبير.

وتفخر الشركة بتمكنها من تطوير نظام الفحص السريع الذي يكشف احتمال الإصابة بوباء كوفيد-19 في غضون ثلاثين دقيقة، بواسطة معدات يمكن نقلها في حقيبة طبية كلاسيكية، وفقط بنحو ثلاثين موظفا، ومختبر تم تجهيزه على عجل في مبنى مستشفى غير مستخدم حتى الآن.

ويسمح هذا الاختبار بالكشف عن وجود خلل صحي لدى المريض الذي يُطلب منه بعد ذلك الخضوع لفحص أوسع في المختبر. وأشار مدير الشركة دميتري موردفينتسيف إلى أن "الهدف هو توزيع تدفق الأشخاص الراغبين في الفحص لتجنب الضغط الزائد على المختبرات، حيث الاختبارات فعالة جداً ولكنها معقدة".

ولا يتطلب إجراء الاختبار السريع المقترح إنشاء مختبر أو موظفين مؤهلين. ويأمل موردفينتسيف التمكن من إنتاج نحو مليوني فحص في الشهر توضع بخدمة المستشفيات والشركة الكبرى، مع بدء العمل في هذه الخدمة في يونيو.

وأوضح: "يجب إجراء الفحص الشامل للسكان بأساليب بسيطة، وهذا هو سبب تطوير هذا الاختبار".

وأطلقت موسكو الجمعة، إضافة إلى حملة الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حملة اختبارات أخرى واسعة النطاق لتحديد وجود الأجسام المضادة لدى السكان لدراسة التطور المحتمل لـ "المناعة الجماعية". وسيتم سحب العينات من 70 ألف شخص بشكل عشوائي كل ثلاثة أيام، في عملية "فريدة في العالم" بحجمها، بحسب السلطات.

back to top