هل أرقام إصابات ووفيات «كورونا» صحيحة؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
أتابع المؤشرات العالمية منذ زمن بعيد، لأغراض بحثية وعلمية، وصممت العديد من المؤشرات والمقاييس عبر السنوات، وأرصد أغلب المواقع القديمة والجديدة التي تزعم رصدها للوباء، وكذلك نماذج التوقعات، حيث تحولت الأرقام شيئاً فشيئاً إلى اعتبار سياسي، وصارت العديد من الدول تستخدمها للتباهي ولإظهار الكفاءة الإدارية للدولة. فالوفيات، مثلاً، إشكالياتها أكبر، حيث لا تحسب وفيات خارج المستشفيات، وتطبق كل دولة تعريفها الخاص في اعتبار الوفاة بسبب "كورونا" أم لا. كما أن دولاً مثل بريطانيا لم تعد تعلن عن حالات الشفاء.حالة الفوضى تلك هي نتيجة للفوضى الأكبر في التضامن الدولي، وعدم قدرة منظمة الصحة العالمية، لأسباب مختلفة، على توحيد معايير تطبّق على الجميع. كما أن المصادر الوحيدة هي الحكومات، ولكل حكومة رغبة في الظهور بالتفوق، ولها أسبابها الخاصة في إعلان الأرقام الحقيقية أو جزء منها، وقديماً قيل إن "أفضل وسيلة للكذب هي قول نصف الحقيقة".في الوقت نفسه، ظهرت حتى الآن عشرات المواقع، التي تدّعي أن لديها ترتيباً مقارناً لأداء الدول في مواجهة فيروس كورونا، وصارت تستخدم سياسياً.هناك بطبيعة الحال دول تذكر المعلومات الصحيحة عن "كورونا" عندها، إلا أنه حتى في حالة الصدق، فإن فوضى المعايير المعتمدة لكل دولة للإصابات أو الوفيات أو حتى التشافي، تجعل تلك الأرقام بحاجة إلى تفسير، في أحسن الأحوال، أو انعدام صدقيتها في أسوأها.بالنسبة لنا في الكويت، من المهم إدراك أن التفوق لن يكون على الإطلاق في ترتيب بمؤشرات دولية مضروبة، وأن يكون تركيزنا، كلّ تركيزنا، هو أن نتفوق على الفيروس عندنا.