لا يزال الصراع بين قطب الأعمال السوري النافذ رامي مخلوف وابن خاله الرئيس السوري بشار الأسد محتدماً على العلن، مع تزايد التقارير عن احتمال تَمتُّع مخلوف بغطاء روسي، وسط استمرار الحملات الإعلامية المنتقدة للأسد في موسكو.

وظهر مخلوف أمس، في شريط مصور جديد، رفض فيه التخلي أو التنازل عن قيادة شركة «سيريتل»، المشغل الأساسي لخدمات الهاتف المحمول في سورية، والمصدر الرئيسي لإيرادات الحكومة.

Ad

وفي تسجيل هو الثالث من نوعه، أكد مخلوف أن السلطات أعطته مهلة للاستقالة من رئاسة «سيريتل»، وإلا فإنها ستسحب ترخيص الشركة، محذراً من أن انهيارها سيوجه ضربة «كارثية» إلى الاقتصاد.

وإذ أكد استقالة شقيقه من منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، أوضح مخلوف أن ما يُطلَب منه هو عبارة عن «تنازل لمصلحة أشخاص معينين» لم يسمهم، إلا أنه استعمل تعبير «أثرياء الحرب» وهاجمهم أكثر من مرة. واعتذر عن فشله في إطلاق سراح موظفيه المعتقلين، معتبراً أن جميع الإجراءات المتخذة بحقه وحقهم «غير رسمية» وغير نظامية، وإذا تم التمادي فيها «فستنهار الشركة والاقتصاد».

وعلى خلاف مقطعيه المصورين السابقين، في 30 أبريل، و3 مايو، لم يتوجه مخلوف بكلمته إلى الأسد، ولم يُسمّه في أي جزء من ظهوره الثالث، في خطوة تعكس مضامينها انهيار جميع المفاوضات بينهما، لتكون الأمور مرشحة نحو تصعيد يمكن أن يتخذ أشكالاً مختلفة.

إلى ذلك، وفي تصريح غامض ضاعف الشكوك حول ما يجري بين موسكو ودمشق وطهران، شدد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإیراني حسين عبداللهيان أمس، على أن الأسد هو الرئيس الشرعي، نافياً وجود اتفاق روسي - إيراني لتنحيته عن السلطة.

وكتب عبداللهيان، على حسابه في «تويتر»، «إن إشاعة الاتفاق بين إيران وروسيا لتنحيته عن السلطة كذبة كبرى ولعبة لوسائل الإعلام الأميركية – الصهيونية»، مؤكداً أن «طهران تدعم بقوة السيادة الوطنية ووحدة جميع الأراضي السورية». كما كانت موسكو أشد الداعمين لتشكيل نظام اتحادي فدرالي في سورية رغم رفض الأسد ذلك.

في المقابل، كشف نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سورية بدران جيا كرد عن «تفاهمات أميركية -روسية- إسرائيلية على إبعاد إيران عن الساحة السورية»، مبيناً أن «موسكو مستعدة للتخلي عن الأسد، وأنه لم يعد يشكل خطاً أحمر بالنسبة لها، كما أن واشنطن تدعم فكرة إبعاد إيران، وقبول إدلب كمنطقة معارضة بوجود قوات تركية».