دعت 116 دولة، إلى إجراء "تحقيق مستقل" حول وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19)، وأسباب انتشاره، وذلك خلال اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية التي انطلقت أمس، افتراضياً وتستمر يومين في جنيف. يأتي الاقتراح بدعم دولي من أستراليا والهند ونيوزيلندا وروسيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وكذلك المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، فيما لم توقع الولايات المتحدة على الاقتراح.
وحتى روسيا التي ترتبط بعلاقات قوية مع الصين، انضمت إلى هذه الدول التي تدعم إجراء التحقيق.وأظهرت مسودة القرار التي أطلعت عليها "رويترز"، أمس، أن مشروع القرار، حصل على دعم 116 دولة في جمعية الصحة العالمية، وهو ما يكفي تقريباً لتمريره.وسيطرح القرار الخاص بـ"كوفيدـ19" اليوم، إذا حصل على دعم من ثلثي أعضاء الجمعية، وهي الهيئة الإدارية لمنظمة الصحة، البالغ عددهم 194. وقال وزير التجارة الأسترالي سايمون برمنغهام أمس، في معرض الترحيب بتنامي الدعم للتحقيق "آمل أن تشارك الصين".ومن بين الدول الراعية للقرار الهند واليابان وكوريا الجنوبية والمجموعة الإفريقية المكونة من 47 دولة وروسيا وإندونيسيا وماليزيا والسعودية وبريطانيا وكندا.وقالت الدول الموقعة على مسودة مشروع القرار، إنه "إدراكاً لحاجة جميع البلدان إلى الوصول في الوقت المناسب ومن دون عوائق إلى التشخيصات عالية الجودة والآمنة والفعالة والميسورة التكلفة، والعلاجات والأدوية واللقاحات والتقنيات الصحية الأساسية ومكوناتها إضافة إلى المعدات اللازمة للاستجابة لفيروس كورونا، فإن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية تدعو إلى الشروع في عملية متدرجة للتقييم النزيه والمستقل والشامل، بما في ذلك استخدام الآليات القائمة، حسب الاقتضاء، لمراجعة الخبرة المكتسبة والدروس المستفادة من الاستجابة الصحية الدولية المنسقة من منظمة الصحة العالمية لفيروس كورونا المستجد".ويدعو القرار إلى "بعثات ميدانية علمية وتعاونية" لتتبع مسار انتقال العدوى، ولا تشير مسودة مشروع القرار على وجه التحديد إلى حكومة الصين.
بكين
وفي أول رد فعل، جدد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، أمس، اعتباره أن من السابق لأوانه الشروع في إجراء تحقيق، لافتاً الى أن الأغلبية العظمى من دول العالم تعتقد أن الجائحة لم تنته بعد. وقالت الوزارة، في بيان منفصل، إن الرئيس شي جين بينغ سيلقي خطاباً بالفيديو خلال مراسم افتتاح جمعية الصحة العالمية.وقبيل انطلاق جمعية الصحة العالمية، حشدت الولايات المتحدة حملة للسماح لتايوان بالمشاركة كمراقب مرة أخرى بعد غياب ثلاث سنوات.غيلين
وبالتزامن، وفيما يعكس رد الفعل السريع والقوي في الصين مدى الخوف من انتشار موجة ثانية من الإصابات، ذكرت وكالة أنباء "بلومبرغ" الأميركية، أمس، أن هناك نحو 108 ملايين شخص في المنطقة الشمالية الشرقية للصين، عادوا إلى ظروف الإغلاق والعزل من جديد، حيث تسبب تزايد عدد الإصابات في تراجع مفاجئ عن عملية إعادة الفتح التي تتم حالياً في أنحاء البلاد، إذ قطعت مدن في إقليم غيلين، على سبيل المثال، خدمات النقل بواسطة القطارات والحافلات، وقامت بغلق المدارس وعزلت عشرات الآلاف من المواطنين.وتسببت الإجراءات الصارمة في إصابة الكثير من المواطنين بحالة من الرعب، بعد أن كانوا قد اعتقدوا أن الفترة الأسوأ من تفشي الوباء في البلاد قد انتهت.نافارو
وفي تصريحات تدل على أن العلاقات بين أميركا والصين قد تذهب في طريق اللاعودة، صرح بيتر نافارو، المستشار التجاري بالبيت الأبيض، خلال مقابلة بثت على قناة "فوكس بيزنيس" الأميركية، أن "الصين سمحت عمداً بانتشار الفيروس في بقية العالم، وحمت بكين وشنغهاي، وأن الفيروس كان يمكن احتواؤه في ووهان".وقال نافارو، إن "الصين أخفت الفيروس خلف درع منظمة الصحة العالمية، في وقت كان يمكن احتواء هذا الفيروس في ووهان. وبدلاً من ذلك، فإن ما فعلته الصين وضع مئات الآلاف من المصابين والصينيين على طائرات، وسمحت لهم بالذهاب إلى ميلانو ونيويورك وأماكن أخرى، ولكن ليس إلى بكين وشنغهاي".كما انتقد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض بشدة مراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها في بلاده.وقال نافارو: "في مطلع الأزمة، خذلت مراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، التي تتمتع باحترام كبير في العالم في هذا المجال، فعلاً البلاد في إطار إجراء الفحوص". وأضاف: "هي تركت إجراء الفحوص ضمن الإدارة، لكن ليس فقط ذلك، بل أنتجت نوعاً سيئاً من الفحوص. وأدى هذا إلى تأخرنا".ترامب
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فأكد من جهته لقناة "فوكس نيوز"، أن معلومات واشنطن عن مختبر ووهان "ليست جيدة"، في إشارة جديدة لإمكان خروج الفيروس منه، كما أشار إلى أنه لا يريد التحدث الآن مع الرئيس الصيني، وأنه ربما يقطع العلاقات بالكامل مع بكين.يأتي ذلك، بينما كشفت "فوكس نيوز" اعتقال بروفيسور في جامعة كليفلاند الأميركية بسبب علاقته المالية مع الصين.وقالت القناة، إن البروفيسور المعتقل متهم بتسريب أبحاث لقاح "كورونا" إلى الصين.يذكر أن مكتب التحقيقات الفدرالي FBI كان قد حذر قبل أيام من محاولة صينية لقرصنة وسرقة أبحاث تتعلق بلقاح كورونا.ومع التراجع الملحوظ في أعداد الوفيات اليومية في الولايات المتحدة حيث تم تسجيل انخفاض بأكثر من 400 حالة عن يوم السبت، وما يقارب ألف حالة عن الأيام السابقة، علق ترامب على "تويتر": "تشهد الإصابات تراجعاً كبيراً في كل أراضي الولايات المتحدة باستثناءات نادرة.. أنباء جيدة جدا بالفعل!"أوروبا
في غضون ذلك، تواصل أوروبا عودتها البطيئة "إلى الوضع الطبيعي" مع رفع جديد للقيود المفروضة.وهناك صرح كبير آخر فتح أبوابه أمس، أمام الزوار، وهو الأكروبوليس الأثري في أثينا، كما فتحت كافة المواقع الأثرية المفتوحة في اليونان، بحضور رئيسة الجمهورية كاترينا ساكيلاروبولو، بعد إغلاقها شهرين.وتكون الرئيسة بذلك أولى زائري الموقع الذي يضم معبداً إغريقياً قديماً والواقع على قمة تلة مطلة على العاصمة.وحضرت المناسبة وزيرة الثقافة لينا ميندوني وصحافيون وموظفون وجميعهم وضعوا أقنعة واقية بينما اتّخذت إجراءات لمكافحة الفيروس قبل السماح للناس بالدخول.وأعادت المدارس الثانوية فتح أبوابها أيضاً أمس، في اليونان. كما أعيد فتح المدارس للصفوف العالية في مناطق غير متضررة كثيرا من الوباء في فرنسا. وفتحت بلجيكا أيضا مدارسها.وعاد مئات الآلاف من الأطفال النيوزيلنديين إلى المدرسة أمس، بعد شهرين من التعلم عن بعد.وفي البرتغال وأذربيجان مرورا بالدنمارك وايرلندا وألمانيا وبولندا، أعادت هذه الدول فتح المطاعم والمقاهي بينها البييرغارتن الشهيرة في الهواء الطلق في بافاريا.إصابة 60% من سكان موسكو تعيد الحياة إلى طبيعتها
أعلن كبير المختصين في قسم الأمراض المعدية بموسكو أليكسي مازوس، أن التقديرات تشير إلى أن بلوغ عدد الأشخاص المحصنين من العدوى بفيروس "كورونا" في موسكو 60 في المئة يسمح بعودة الحياة إلى "إيقاعها الطبيعي".وأوضح مازوس، أن عودة الحياة في موسكو إلى "إيقاعها الطبيعي"، مرتبط بتحديد عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا.وأشار إلى أن القيام بعمليات تشخيص جماعية ومكثفة وحده يمكننا من معرفة عدد الأشخاص الذين ظهرت لديهم أجسام مضادة وباتوا محصنين من عدوى الفيروس.وقال إن "التقديرات تشير إلى أن نسبة السكان المحصنين ضد العدوى يجب أن تصل إلى 60 في المئة"، مضيفاً: "لكننا نتعامل مع عدوى، وفقاً لتقديرات مختلفة، معدية بثلاث مرات أو أكثر من الإنفلونزا، لذا من المهم جداً معرفة عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض وحصلوا على حصانة منه".