جددت طهران استعدادها للحوار وإزالة سوء الفهم مع السعودية فاتحة الباب أمام وساطة مفترضة لرئيس الحكومة العراقية الجديد مصطفى الكاظمي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تعليقاً على أنباء تتحدث عن احتمال توسط الكاظمي الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التوسط بين طهران والرياض، «إننا لم نتسلم شيئاً محدداً في هذا الصدد، لكن ما سمعناه هو أخبار إعلامية إذ طلب ذلك لتحسين الأجواء». وأضاف: «لقد أعلنا من قبل أن إيران على استعداد للحوار وإزالة سوء الفهم مع السعودية سواء عبر وسطاء أو من دون وسطاء».

Ad

وتابع بقوله، إن المنطقة بحاجة إلى أن تتجه في هذا المسار.

ويأتي ذلك بعد أيام على تصريحات لافتة لحشمت الله فلاحت بيشه، البرلماني الإيراني المقرب من الرئيس حسن روحاني، دعا فيها إلى دفع تعويضات للرياض عن الأضرار التي لحقت بسفارتها وقنصليتها وتسببت بالقطيعة الدبلوماسية بين البلدين منذ أربعة أعوام.

خامنئي

إلى ذلك، صعد المرشد الإيراني علي خامنئي تحديه للولايات المتحدة، وقال إنها ستُطرد من العراق وسورية حيث تحتفظ بلاده بنفوذ كبير في هذين البلدين العربيين.

وأضاف في كلمة، خلال لقاء نظم عن بعد مع التنظيمات الطلابية مساء أمس الأول، إن الأميركيين «لن يكون لهم بقاء في سورية والعراق ولا شك في أنهم يجب أن يخرجوا من هناك وسيتم طردهم دون شك».

وتابع: «رؤساء بعض الحكومات الحليفة لأميركا يعربون عندما يتحدثون بما يخالج صدورهم حول أميركا عن كرههم واشمئزازهم من الرؤساء الأميركيين والحكومة الأميركية وعدم وثوقهم بها واكتراثهم لها».

وبحسب خامنئي، فإن الكره سببه «منهجية أميركا الطويلة الأمد التي تضمنت القتل، وارتكاب الجرائم، وانعدام العدل، وتنمية الإرهاب، ومساعدة الحكومات المستبدة وسيئة السمعة وتقديم الدعم غير المحدود لظلم الكيان الصهيوني المتزايد والإدارة الكارثية لقضية كورونا أخيراً».

سورية

في غضون ذلك، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل والتي تحدث فيها عن ضرورة خروج إيران من سورية وقال: «إن بومبيو يعيش أوهاما يرددها بين حين وآخر، وتتضاعف الأوهام عندما يلتقي آخرين يعيشون الأوهام مثله» في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يؤكد أنه لن يسمح بتمركز إيران في سورية.

ورغم تقارير عن انسحاب اوعادة تموضع ايران في سورية، شدد موسوي على أن «المستشارين الايرانيين ضد الإرهاب باقون في سورية بطلب من حكومتها شعبها».

من جانب آخر، وصف موسوي تهديدات أميركية باحتجاز سفينة إيرانية في طريقها لتزويد كراكاس بالبنزين بهدف دعم الرئيس نيكولاس مادورو غير المعترف به من الغرب بـ»الوقحة»، وقال: إن أي إجراء أميركي ضد الملاحة القانونية لسفننا سيلقى رداً حاسماً وتتحمل واشنطن تداعيات أي إجراء غير مسؤول.

من جهة ثانية، كشف موسوي أن المرشد الإيراني سيلقي كلمة بمناسبة «يوم القدس» الذي يصادف آخر يوم من شهر رمضان في حدث وصفه بـ»النادر».

مواجهة إسرائيل

في هذه الأثناء، أقر مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، أمس، مشروع مواجهة إسرائيل، ليتحول إلى قانون نافذ في البلاد. وصدق المشرعون الإيرانيون على «مشروع مواجهة الإجراءات العدائية للكيان الصهيوني ضد السلام والأمن» من دون معارضة.

وينص المشروع بمجمله على حظر استخدام العلم الإسرائيلي، والاعتراف بالقدس «عاصمة أبدية لفلسطين»، وحظر أي تعاون استخباري لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، وحظر سفر الرعايا الإيرانيين إلى إسرائيل، وأي تعاون أو اتفاق مع الأشخاص أو المؤسسات المرتبطة بالاحتلال.

وكان يشمل مشروع القانون 14 مادة، قبل شطب المادة الـ11 منه، وهي المادة الأكثر جدلاً، ونصت على حظر أي مسابقة رياضية بين الرياضيين الإيرانيين والرياضيين الإسرائيليين، لكن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، مجتبى ذو النور، كشف، أمس الأول، عن إلغاء المادة التي تجرم مباراة اللاعبين الإسرائيليين من المشروع، عازياً السبب إلى طلب وزارة الرياضة الإيرانية.

وتؤكد تقارير إعلامية إيرانية أن السبب وجود مخاوف من حرمان الرياضين الإيرانيين المشاركة في المسابقات الدولية من قبل الاتحادات الرياضية الدولية، بعدما يصبح رفض منافسة الرياضيين الإسرائيليين قانوناً نافذاً.

تحقيق وفشل

على صعيد منفصل، أعلن المدعي العام بمحافظة همدان، وسط إيران، فتح تحقيق في ملابسات حادث تعرض مزار يهودي للحرق، الجمعة الماضي، على أيدي مجهولين.

وبينما ذكرت تقارير أن قبر «أستير ومردخاي»، وهو مزار يهودي مقدس تعرض للحرق، قال مدير دائرة التراث الثقافي في المحافظة إن المقبرة لم تتضرر.

في سياق قريب، فشلت لجنة مشتركة بين إيران وأفغانستان في التوصل إلى اتفاق حول مقتل مهاجرين أفغان على الحدود بين البلدين في حادث يعتقد أن عناصر من حرس الحدود الإيراني تورط فيه.

ودعت وزارة الخارجية الأفغانية إلى إحالة القضية إلى مستويات دبلوماسية أعلى. وقال المتحدث باسم الخارجية الأفغانية، غران هيواد، إن الطرف الإيراني رفض الوثائق التي قدمها المسؤولون الأفغان.

غارة على قاعدة إيرانية بسورية

تعرضت «قاعدة معيزيلة»، التي يعتقد أنها خاضعة لسيطرة القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها بالمنطقة الممتدة من مدينة البوكمال إلى مدينة الميادين، في ريف محافظة دير الزور شرق البلاد، على الحدود مع العراق- لسلسلة ضربات من طيران مجهول يعتقد أنه إسرائيلي.

ووفق المرصد السوري، فإن الضربات أسفرت عن مقتل سبعة مقاتلين وتدمير مقر داخل القاعدة، مشيراً إلى أنها تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية للميليشيات المدعومة من إيران والمقاتلين المتحالفين معها، إلى المنطقة، قبل أيام من الهجوم. وكانت «الجريدة» حصلت على معلومات تفيد بتنفيذ إيران انسحابات كبيرة وإعادة تموضع لقواتها في سورية. ونشرت مواقع أميركية يمينية مؤيدة لإسرائيل، صوراً لأقمار صناعية تظهر وصول قوات وتعزيزات إيرانية الى «قاعدة الامام» علي، على الحدود مع العراق، يعتقد انها للقوات التي تعيد تموضعها. وأقرت اسرائيل بحصول انسحاب إيراني، لكنها قالت انها ستلاحق طهران حتى خروجها بالكامل من سورية.