حرصاً منها على إثراء الساحة الثقافية، أقامت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، عبر صفحتها على «انستغرام»، سلسلة من اللقاءات أونلاين، بعنوان «قصة كتاب»، يديريها الباحث في التراث فهد العبدالجليل.وبهذه المناسبة، قال العبدالجليل إنه انطلاقا من اهتمام رئيس مجلس إدارة مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي عبدالعزيز سعود البابطين بالتواصل مع الجمهور في فترة الحظر، ارتأت المكتبة عن طريق المدير العام للمكتبة سعاد العتيقي، التي أطلقت فكرة «قصة كتاب»، أن يتم طرح هذا البرنامج عبر البث المباشر في صفحة الإنستغرام للمكتبة. وأضاف العبدالجليل أن اللقاءات تسلط الضوء على المؤلفين والباحثين وكتبهم، للحديث عن مواضيع تتعلق بتاريخ الكويت بجوانبه المختلفة، بهدف تعريف المتابعين بالمؤلف وكتابه، لافتا إلى أن تلك اللقاءات تبث مرتين كل يوم سبت وثلاثاء.
ومن اللقاءات، التي عقدت، لقاء مع مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. سلطان الدويش، الذي تناول كتابه «كاظمة البحور: دراسة تكشف طبيعة الاستيطان على أرض الكويت قديماً». وقال د. الدويش إن منطقة كاظمة الواقعة في أرض الكويت تعتبر من أهم المواقع الأثرية والتاريخية، التي ورد ذكرها في المصادر التاريخية والأدبية العربية، مشيرا إلى أنه قد سكن أرض كاظمة العديد من القبائل العربية، وقد اشتهرت كميناء ومحطة لاستقبال الحجاج والتجار. وأضاف أن الشعراء أكثروا من ذكر كاظمة وتغنوا بها أمثال الفرزدق وجرير ومهيار الدليمي وذي الرمة، وأن المنطقة استمرت بأنها تعرف كاظمة حتى أواخر القرن السابع عشر الميلادي، كما ظهر «توثيق» كاظمة على الخرائط العالمية منذ عام 1652. وتناول د. الدويش كاظمة في العصور الإسلامية، وأيضا موقع كاظمة الأثري، مبيناً أن منطقة كاظمة لا تزال غنية بمصادر المياه، حيث تتوافر بعض آبار المياه العذبة التي يطفو ماؤها على السطح.
دراسة توثيقية
وكان هناك لقاء آخر مع أ. د خالد فهد الجار الله، وتم تناول كتابه الذي جاء بعنوان «دوا خانة»، وهي دراسة توثيقية في تاريخ الكويت الصحي، من خلال دفاتر عبدالإله القناعي. وتناول د. الجارالله ومضات وفصول الكتاب وما يتضمنه من وثائق قيمة، واستعرض بعض الصور النادرة.وذكر كيف كانت بداية عمله في الكتاب والوقت والجهد، الذي استغرقه حتى خرج الكتاب بصورته الجميلة، والتي سردت المعلومات بشكل دقيق.وتطرق الجارالله إلى إسهامات القناعي الكبيرة في ذلك الوقت، وقال: «جزء من محاولة دراسة شخصيته، بالإضافة إلى الرواية الشفوية من الأحفاد، حاولت أن أطلع على أكبر قدر ممكن مما تتركه من أوراق أستطيع أن أستقرئ منها شخصيته، فقد كان مهما جدا أن أدرس شخصية والده عبدالله، فوالده كان لديه الكثير من الإسهامات، ويمتلك الكثير من الوثائق بسبب طبيعة علاقته وعمله مع المفوضية البريطانية، فوالده عكس شخصيته على عبدالإله، وذكرت في الكتاب أن بدايته كانت في دراسة وحفظ القرآن، والحساب، والشعر، فكانت بداية مهمة أعطته انطلاقة وكان محباً للعلم. أما علاقة والده مع المفوضية فأعطته نافذة لترشيحه في العمل بمستوصف الخاص بالمفوضية، وبدأ يكتسب مهارات»، مشيراً إلى أنه اطلع على شهادات تزكية له من المعتمدية على حسن أدائه وسيرته المهنية.