قصة الإعلاميين اللبنانيين في الصحافة الكويتية
رواها حمزة عليان لبرنامج الصدى الذي تبثه أكاديمية لابا
واصل برنامج "الصدى"، الذي تبثه أكاديمية الفنون الأدائية "لابا" على منصة "إنستغرام"، مناقشة العلاقات الكويتية-اللبنانية، حيث أجرت رئيسة مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف، حواراً مع الباحث والإعلامي حمزة عليان، الذي تطرق في الحلقتين السابقتين إلى التمثيل الشعبي السابق للعلاقات الدبلوماسية الرسمية، إضافة إلى دور الكوادر اللبنانية في تطوير المؤسسات الطبية والتجارية.ورد عليان على ملاحظات بعض المتابعين، وأوضح أن شركة "الكات" لإميل البستاني تأسست أولاً في فلسطين عام 1937، من خلال شريكه كامل عبدالرحمن، ومن بعدها انتقلت إلى بيروت ومنها إلى الكويت. ومن أهم مشاريعها مستشفى الصباح وصهاريج النفط وفندق الشيراتون ومحطة توليد كهرباء.وبخصوص رجل الأعمال حسن هرموش، أشار عليان إلى أنه ساهم في إنشاء فندق الخليج الكبير، الذي تأسس في الأربعينيات من القرن الماضي في سوق واجف، باستثمار من الشيخ سالم العلي، ثم امتلك هرموش فندق الكارلتون مع عبدالعزيز المساعيد وسامي عساف وإلياس حريب.
كما أشار إلى دور عزت جعفر، وهو من أصول لبنانية، وساهم في تأسيس شركة KDD، أما إلياس مرزا فكان صاحب فندق الأرز في البداية، وكان من شركائه جاسم الوزان.وأشارت السقاف إلى وثيقة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، عندما كان وزيراً للإرشاد والأنباء، وتعود إلى نوفمبر عام 1958، وهي عبارة عن رسالة موجهة إلى المرحوم أحمد السقاف، وتتضمن شيكاً للصحافي اللبناني سليم اللوزي، الذي عمل كمستشار إعلامي وتمت الاستعانة به لتأسيس مجلة العربي. كما أشارت إلى وثيقة أخرى رفعها السقاف إلى صاحب السمو، يلخص فيها رحلة البحث عن محررين ومصورين لمجلة العربي في أكثر من دولة عربية، وزار بغداد ثم بيروت، حيث التقى د. فؤاد صروف نائب رئيس الجامعة الأميركية هناك، فرشح له ثلاثة لتولي رئاسة العربي وهم د. أحمد زكي ود. عوض محمد عوض وبشر فارس. وتم الاتفاق في النهاية على اسم أحمد زكي، في حين تم اختيار سكرتير من الشام وهو قدري قلعجي. وهنا أشاد عليان بدور قلعجي الذي أصدر عدة كتب مهمة، منها "أضواء على تاريخ الكويت". وتطرق كذلك إلى الصحافيين اللبنانيين الذين ارتبطوا بعلاقات وطيدة مع الكويت، مثل كامل مروة صاحب جريدة الحياة، وسليم اللوزي، وسعيد فريحة، ومحمد بعلبكي وملحم كرم وطلال سليمان وتحسين خياط صاحب محطة الجديد، الذي كانت له دُور نشر ومكتبة في الكويت.كما أشار إلى زيارة وفد من الصحافيين اللبنانيين والسوريين إلى الكويت عام 1951، حيث نشروا عنها مجموعة من التقارير والمقالات جمعت في كتاب "ستة في طائرة".
الدور التأسيسي
وعن دور اللبنانيين في تأسيس الصحافة الكويتية، أكد عليان أن البدايات الأولى مطلع الستينيات كان بها مشاركة حقيقية من اللبنانيين، بدءاً من جريدة الرأي العام ثم دنيا العروبة، ومنهم قاسم أفيوني، وسمير عطالله، وإلياس عبود، وجلوة عبدالخالق، وأسعد الصابونجي، لافتاً إلى أن الطباعة كانت تتم في بيروت قبل إنشاء مطبعة الكويت ويتم شحنها بالطائرة.وأوضحت السقاف أن "دنيا العروبة" كان يملكها يوسف الرفاعي، ثم عبدالرحمن ولايتي، وكان أحمد الجارالله رئيس التحرير قبل أن يصبح اسمها "السياسة"، التي تأسست عام 1968 واشتراها الجارالله لاحقاً. ولفت عليان إلى أن الجارالله كان محررا في الرأي العام، قبل أن يطمح لامتلاك جريدة،وفي مطلع السبعينيات صدرت القبس وتعاقب على منصب مدير التحرير فيها العديد من الصحافيين اللبنانيين كان آخرهم أحمد طقشة.وفي عام 1976 صدرت الأنباء وضمت العديد من الصحافيين اللبنانيين، منهم خالد قطمة وسمير عطالله.وأيضا ضمت "الراي" التي يملكها جاسم بودي منذ تأسيسها العديد من الصحافيين اللبنانيين أمثال علي الرز وعلي بلوط. وفي "الوطن" برزت أسماء إعلامية لبنانية مهمة مثل سعد محيو.العمل في المطابع
كذلك عمل بعض اللبنانيين في المطابع التي أنشئت آنذاك، مثل مطبعة المقهوي، وطورها إلى "ديجيتال". وساهمت هذه المطابع في التوسع في إصدار الصحف والمجلات، وكان من أبرزهم جورج مجاعص، إضافة إلى دورهم المؤثر في تطوير مجالات التسويق والتوزيع وإنشاء المكتبات.وعن تجربته باعتباره أحد أبرز الإعلاميين اللبنانيين في الكويت، قال عليان إنه جاء إليها بحكم قربها الجغرافي من لبنان، ولوجود أصدقاء له يعملون في الصحافة الكويتية، وتوقع أن يعود إلى بيروت بعد انتهاء الحرب الأهلية، لكنه استمر منذ عام 1976 حتى اليوم.وهنا أشارت السقاف إلى أن الصحافة الكويتية، بما تتمتع به من حريات، كانت جاذبة لأسماء لامعة من الإعلاميين والمبدعين العرب؛ أشهرهم ناجي العلي والشاعر أحمد مطر.