روسيا تستغل فيروس كورونا لإضعاف «الناتو»
![ريل كلير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583775118225578100/1583775132000/1280x960.jpg)
كما حصل خلال الانتخابات الأوروبية الأخيرة والاستفتاء بشأن خطة «بريكست»، تحاول موسكو أن تشكك بأهمية الاتحاد الأوروبي والناتو، ستزيد خطورة هذه الحملات مستقبلاً لأن شعوب البلدان التي سجلت حصيلة وفيات عالية بسبب الفيروس، على غرار إسبانيا وإيطاليا، ستبقى ضعيفة جداً فيما تحاول استيعاب خسائرها الصادمة.قد تصبح الولايات المتحدة بدورها هدفاً أولياً في ظل تصاعد عدد الإصابات والوفيات فيها، إذ سبق أن اعتبر مصدر إعلامي مؤيد للكرملين أن الفيروس سلاح بيولوجي طوّرته الولايات المتحدة ونشرته القوات الأميركية الخاصة في الصين. وبما أن 2020 سيشهد انتخابات أميركية رئاسية، يزيد احتمال أن تستهدف روسيا الولايات المتحدة بحملات التضليل، فيما يتحمّل الأميركيون الشكوك ومشاعر الارتباك المرافقة لاضطراب الاقتصاد وأسلوب الحياة عموماً، ويتجهون في الوقت نفسه إلى إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب أو اختيار مرشّح آخر في نوفمبر المقبل.تشتق هذه الحملات المتزايدة على الأرجح من رغبة موسكو في إلهاء الجميع عن رد الحكومة الروسية الشائب على الوباء. في البداية، استطاعت روسيا أن تتلاعب بأرقام الإصابات والوفيات المؤكدة، فبقيت منخفضة طوال أسابيع مقارنةً بأرقام بلدان مثل إسبانيا وإيطاليا، وبدت الأعداد متدنية جداً في روسيا خلال المرحلة الأولى لدرجة أن المجتمع الدولي اشتبه في أن الحكومة الروسية تخفي الأرقام الحقيقية، لكن نفت منظمة الصحة العالمية والكرملين هذه الادعاءات.قد يبدأ بوتين قريباً البحث عن أي عوامل يستطيع استغلالها، فوفق استطلاع رأي روسي في 29 أبريل تبيّن أن أقل من %30 من المشاركين اعتبروا رئيسهم شخصية جديرة بالثقة، وهي أدنى نسبة تأييد يسجّلها منذ 14 سنة. تُعتبر هذه النسبة متدنية، لكن كان تراجع شعبية بوتين متوقعاً: بدأ الاقتصاد الروسي يتباطأ قبل انتشار الوباء، وبقي تعامل حكومته مع الفيروس باهتاً بعد قرار السلطات في المراحل الأولى إغلاق الحدود الروسية مع الصين وإجراء الفحوصات في المطارات، ومنذ ذلك الحين، نفض بوتين يديه من هذه المسألة ونقل معظم مسؤوليات احتواء الوباء إلى حكام المناطق.من الواضح أن هذه الخطة لم تكن كافية بنظر الكثيرين، وإذا خسر الروس ثقتهم بمؤسساتهم في ظل هذه الظروف المضطربة، فستبرز الحاجة إلى وضع استراتيجيات موثوق بها، وقبل انحسار الفيروس، قد تسعى حكومة بوتين إلى استرجاع جزء من مصداقيتها عبر تكثيف حملات استهداف الضحايا الاعتياديين.* «سارة وايت*»