واشنطن تصعد الصراع مع الصين على منظمة الصحة العالمية

• دونالد ترامب يمهل المنظمة شهراً للإصلاح وأوروبا تضاعف تمويلها وبكين تتهم الرئيس الأميركي بالتهرب
• مؤشرات إيجابية من أميركا مع انخفاض الوفيات... والبرازيل الثالثة عالمياً في الإصابات

نشر في 20-05-2020
آخر تحديث 20-05-2020 | 00:05
في اختبار لنفوذها، صعدت واشنطن سقف الصراع مع الصين، ومنحت منظمة الصحة العالمية ما يشبه المهلة للاختيار بينها وبين بكين، وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعليق التمويل للمنظمة الأممية بصورة دائمة، ما لم تجر إصلاحات وفق مهلة 30 يوماً.
قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع سقف هجماته على الصين، من خلال منظمة الصحة العالمية، فيما يتعلق بأزمة فيروس كورونا، واصفا المنظمة الأممية بأنها "دمية في يد الصين"، وهدد في الوقت نفسه بتعليق التمويل الأميركي بصورة دائمة، ما لم تجرِ تحسينات جوهرية خلال 30 يوما، وبإعادة النظر في عضوية الولايات المتحدة بها.

وفي رسالة مكونة من 4 صفحات موجهة إلى المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم، وشاركها عبر "تويتر"، حدد ترامب ما وصفه بـ "أخطاء متكررة" من جانب المنظمة.

وقال إن منظمة الصحة العالمية تشارك المسؤولية عن العدد الكبير للوفيات، مؤكدا أن "السبيل الوحيد أمام المنظمة للمضي قدما سيكون في حالة ما إذا استطاعت بالفعل إظهار الاستقلال عن الصين".

وخلص إلى أنه "لا يمكنني السماح بأن تستمر أموال دافعي الضرائب الأميركيين الذين يقدمون سنويا نحو ٥٠٠ مليون دولار في تمويل منظمة لا تخدم، في حالتها الحالية، مصالح أميركا بشكل واضح".

وفي وقت سابق، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "أنا لست سعيداً بمنظمة الصحة العالمية (...) إنهم دمية في يد الصين".

بكين

ورد الناطق باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان أمس، على تهديدات ترامب، قائلاً، إن "رسالة الرئيس الأميركي المفتوحة مليئة بالتلميحات، وتحاول استخدام أساليب مخادعة لتضليل العامة وتحقيق أهداف تشويه جهود الصين في مكافحة الفيروس والتهرب من المسؤولية عن استجابة الولايات المتحدة التي لم تكن كافية" للوباء.

واتهم واشنطن بمحاولة "استخدام الصين كمسألة للتهرب من المسؤولية والمساومة على التزاماتها الدولية تجاه منظمة الصحة العالمية. هذه خطوة غير محسوبة واختارت الولايات المتحدة الهدف الخاطئ".

وقال تشاو إن الولايات المتحدة تحاول صرف الأنظار عن إجراءاتها "غير الكافية للوقاية من واحتواء" الفيروس، مضيفا ان الصين تحض الولايات المتحدة "على التوقف عن إلقاء المسؤولية على باقي الأطراف"، والتركيز بدلا من ذلك على الاستجابة للوباء.

المفوضية

وفي بروكسل، قالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية فيرجيني باتو، في مؤتمر صحافي، "هذا وقت إظهار التضامن وليس وقت توجيه أصابع الاتهام أو تقويض التعاون المتعدد الاطراف"، معلنة تأييد المفوضية التام لمنظمة الصحة.

وفي ختام الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية، الذي انعقد عبر الإنترنت للمرة الأولى، توافقت الدول الأعضاء في المنظمة امس على فتح تحقيق "محايد ومستقل وشامل" بشأن استجابة الوكالة الأممية لتفشي فيروس كورونا. كما تم التوافق على مشروع قرار يحث على أن يكون الحصول على لقاح مستقبلي للفيروس إن وجد "عادلاً" و"ميسور التكلفة".

مؤشرات إيجابية

وتأتي المواجهة الأميركية - الصينية بعد مؤشرات ايجابية سجلت في الأيام الاخيرة بشأن تجارب التوصل الى لقاح ودواء أميركيين لـلفيروس، ومع انخفاض حصيلة الوفيات الى حدها الادنى في الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل 759 وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليصل إجمالي الوفيات لديها إلى 90 ألفاً و309، حسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز.

وحصيلة الوفيات اليومية هذه هي الأدنى على الإطلاق التي تسجل منذ أسابيع في أكبر بلد في العالم من حيث عدد المصابين، والذي بلغ أكثر من مليون ونصف المليون مصاب، أما من حيث نسبة توزع الوفيات على الولايات فقد تبوأت ولاية نيويورك المركز الأول، إذ سجلت لوحدها نحو ثلث الوفيات.

الى ذلك، أكد الرئيس الأميركي أن إدارته تنوي إصدار "إعلان كبير" حول موضوع اللقاح والعلاج ضد الفيروس.

وقال خلال اجتماع مائدة مستديرة في البيت الأبيض مع مديرين تنفيذيين لعدد من المطاعم وقادة في قطاع الضيافة: "هذا كان يوما مهما جدا فيما يتعلق بالعلاج واللقاح. تم إحراز تقدم هائل"، مضيفا أنه تم الإعلان عن "أمور مهمة حول اللقاح والعلاج، وبعض الإعلانات الكبيرة قادمة، وارتفع السوق بما يقرب من 1000 نقطة".

صدمة ترامب

ورحب ترامب بالتقدم الذي حققته شركة "موديرنا" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية، التي تستثمر إدارته فيها قرابة نصف مليار دولار، بعد إعلانها عن نتائج أولية جدا، لكن مشجعة للقاحها التجريبي لدى 8 متطوعين، قبل تجارب على نطاق واسع مرتقبة في يوليو.

كما أثار ترامب صدمة بكشفه أنه يتناول عقار "كلوروكين" المضاد للملاريا، والذي انقسم المجتمع الطبي حول مدى نجاعته في مكافحة "كورونا".

وأكد ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "أتناوله منذ نحو أسبوع ونصف، أتناول حبة يوميا"، مشيرا إلى أن أي عوارض للمرض لم تظهر عليه، وشدد على أن هذا العقار "يتم استخدامه منذ 40 عاماً (...) الكثير من الأطباء يتناولونه".

وأشار إلى أن خياره تناول العقار يأتي بمبادرة شخصية لكنه تلقى الضوء الأخضر من طبيب البيت الأبيض.

وبدا ترامب مسرورا بالأثر الفجائي الذي خلفه هذا الإعلان، حيث قال للصحافيين: "كنت أنتظر أن أرى عيونكم تلمع عندما أقول هذا... نعم، أتناوله منذ أسبوع ونصف وما زلت هنا!".

تعليقات ديمقراطية

وتعليقا على إعلان ترامب، قالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، في حديث مع قناة CNN، "لا أعتقد أن هذه فكرة جيدة"، مضيفة: "انه رئيسنا ومن الأفضل ألا يتناول شيئاً لم يوافق عليه العلماء، خصوصاً في مثل فئته العمرية، ولنقل بمثل فئة وزنه، المسماة السمنة المرضية".

الهند والبرازيل

وفي انتظار التوصل إلى لقاح، يواصل الفيروس تفشيه، وأصبحت البرازيل ثالث دولة في العالم من حيث عدد الإصابات (254220)، متقدمة بذلك على بريطانيا التي بلغ عدد المصابين فيها 250 ألفاً، وحلت في المرتبة السادسة من حيث عدد الوفيات مسجلة 16792، بينما تجاوز عدد الإصابات في الهند 100 ألف، ويتصاعد بأسرع وتيرة في آسيا.

وأشارت وزارة الصحة في نيودلهي إلى أنه تم تسجيل ما يصل إلى 5242 إصابة جديدة امس.

أوروبا

وفي وقت تبذل الكثير من الدول جهودا لإنعاش النشاط الاقتصادي، على غرار الاتحاد الأوروبي، اقترحت باريس وبرلين أمس الأول، خطة نهوض بقيمة 500 مليون يورو، لمساعدة القارة العجوز في تجاوز الأزمة التاريخية.

وفي دبي، قال سيف الظاهري، الناطق باسم الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في مؤتمر صحافي، أمس الأول، إن الإمارات ستمدد حظر التجول الليلي ساعتين بدءا من اليوم، بعد تسجيل زيادة في عدد الإصابات.

في سياق منفصل، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الحكومة انها ترحب بعودة حاملي الإقامة السارية الموجودين في الخارج ولهم أقارب داخل البلاد اعتبارا من أول يونيو. وكانت الإمارات أوقفت دخول المقيمين غير الإماراتيين في 19 مارس.

توافق دولي على تحقيق حول انتشار كورونا وتوفير لقاح للجميع بسعر مناسب
back to top