لبنان: الدولار يرتفع بانتظار المنصة الإلكترونية
خلل تقني وراء التأخير... والمطاعم «تتلو كلمات الوداع»
عاد سعر صرف الدولار ليستأنف مساره التصاعدي، أمس، بعد إرجاء العمل بالمنصة الإلكترونية لمصرف لبنان (التي تحدد سعر الصرف في كل قطاعات الدولة)، وتوازياً مع استمرار إغلاق محال الصرافة.وتراوح سعر صرف الدولار في السوق السوداء بين 4050 ليرة و4100 ليرة للشراء وبين 4150 ليرة و4200 ليرة للمبيع. في المقابل بلغ سعر صرف الدولار للتحاويل النقدية الإلكترونية الواردة من خارج لبنان، كما حدّدته مديرية العمليات النقدية لدى مصرف لبنان 3200 ليرة، على أن يُطبّق في كافة شركات تحويل الأموال. وكان الدولار انخفض خلال اليومين الماضيين ليصل إلى 3500ليرة للدولار الواحد بعدما أحجم عدد كبير من التجار عن الشراء بانتظار إطلاق المنصة.
وقالت مصادر مصرفية لـ"الجريدة"، امس، إن "خللاً تقنياً كان وراء تأخير إطلاق المنصة"، مشيرة إلى أنها "ستطلق خلال الأيام القليلة الماضية". وأضافت أن "إطلاق المنصة من شأنه أن يثبت سعر الصرف بشكل كبير على مستوى الـ 3500 ليرة للدولار الواحد على أن يترافق مع ذلك حملة أمنية كبيرة لمكافحة الصرافيين غير الشرعيين الذين يتلاعبون بسعر الصرف".إلى ذلك، وعلى وقع الأزمة الاقتصادية المستفحلة، اجتمع مجلس إدارة نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي، أمس، وأصدر بياناً صادماً نعى خلاله القطاع ككل. وأعلن المجلس "بكل صراحة ووضوح ومن دون مواربة أو خجل أو تسويف، أن مراسيم تشييع القطاع، قد بدأت، والدعوات قد كتبت والتحضير الشعبي المهيب قد أنجز، ولم يبق إلا الزمان المناسب، لإعلان نزع ربطات العنق، من رقابنا المثقلة بالمتاعب والمصاعب والديون". وختم: "لذلك لم يحرص علينا أحد أو يعطف علينا أحد، أو يحارب معنا أحد، ولم يستمع مجلس الوزراء لمطالبنا المحقة والمعقولة. وهنا لا يسعنا إلا إلقاء كلمات الوداع والاعتذار لموظفينا وأطفالنا والمواساة لعمالنا وأولادنا، على عدم تلبية لقمة الرغيف أو إعطاء أمل ورجاء لهم".في سياق منفصل، بقيت قضية تعيين محافظ جديد لمدينة بيروت خلفاً للقاضي زياد شبيب الذي انتهت ولايته أمس، تهز الأوساط الأرثوذكسية، في ضوء غياب الحلول. وبعيد اجتماع للوزراء الارثوذكس عقد بعيداً من الإعلام، أكدت مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري (كانت مطروحة للمركز من قبل رئيس الحكومة حسان دياب) أنها زارت الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء وأبلغتهما أنها لا ترغب بأن يتم التداول باسمها فيما خص منصب محافظ بيروت. وكشفت مصادر سياسية رفيعة لـ"الجريدة، أمس، عن اتفاق بين عون ودياب على تعيين القاضي في ديوان المحاسبة مروان عبود محافظاً للمدينة. في موازاة ذلك، ومع بدء الجولة الثانية من مفاوضات الدولة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، كشفت مصادر مطلعة على المحادثات مع الصندوق لوكالة "رويتز"، أمس، أن "الخطة لم ترسم خريطة طريق واضحة لإصلاح النظام الطائفي المعمول به في الدولة والقطاع العام الذي تعرض للنهب على مر العقود على أيدي مراكز القوى وأمراء الحرب السابقين الذين هيمنوا على النظام السياسي الطائفي في البلاد ودفعوا بها إلى الأزمة". وأضافت أن "النخبة السياسية ستتحاشى تنفيذ إصلاحات حقيقية مثلما حدث في أربع جولات سابقة من المساعدات والقروض الميسرة منذ انتهاء الحرب الأهلية".