قررت قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الابتعاد عن العاصمة طرابلس لمسافة تتراوح من 2 إلى 3 كيلومترات على جميع الجبهات اعتباراً من أمس، داعية قوات حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، الى اتخاذ إجراء مماثل.

وقال المتحدث باسم "الجيش الوطني" أحمد المسماري، في بيان ليل الثلاثاء - الأربعاء، "نتفهم جميع الصعوبات التي يعانيها أهلنا في طرابلس، والخطر الذي يواجهونه بسبب الأعمال العدائية للإرهابيين والمرتزقة الأتراك، واستعدادا لعيد الفطر قررنا تحريك القوات في جميع محاور القتال بطرابلس لمسافة 2 - 3 كيلومترات لتوسيع المجال في مساحة طرابلس لتأدية الشعائر الدينية، وتبادل الزيارات والتواصل، كما هو جار في شمال وشرق وغرب ليبيا".

Ad

وأضاف المسماري: "لتجنب سفك الدماء في نهاية شهر رمضان الكريم، ندعو إلى أن يحذو العدو حذونا، وأن يفعلوا نفس الشيء، وبالتالي إنشاء منطقة خالية من التوتر والتصادم المباشر، لتجنب تجدد الاشتباكات خلال هذه الفترة".

وفي حين وصف المتحدث باسم عملية "بركان الغضب"، التابعة لحكومة طرابلس حمد قنونو، تصريحات المسماري بأنها "مناورة يراد منها التمهيد التدريجي لخسارة قواتهم المتوقعة خلال الأيام القادمة في محاور العاصمة وضواحيها"، أكد أن سلاح الجو والمدفعية الثقيلة التابعة نجحت أمس في استهداف وتدمير 3 منظومات دفاع جوي روسية من نوع "بانتستر".

وأوضح قنونو أن "منظومتين تم تدميرهما في مدينة ترهونة، والثالثة في منطقة الوشكة غرب سرت"، مؤكدا أن سلاح الجو التابع لقوات الوفاق يواصل عمليات الرصد والاستطلاع في سماء ترهونة، وفقا للخطط العسكرية لغرفة العمليات.

وتعتبر "بانتستر" إحدى منظومات الدفاع الجوي الروسية المتطورة، ونجحت قوات الوفاق خلال المدة الماضية في تدمير بعضها في قاعدة الوطية الجوية، وجنوب سرت، كما تمكنت من السيطرة على إحداها بعد فرض سيطرتها على الوطية الاثنين.

وشنت الطائرات الحربية، التابعة لحفتر، غارات في محيط مدينة غريان، لمنع سقوط بلدة الأصابعة بالجبل الغربي. وأفادت مصادر محلية عن قصف رتل لقوات الوفاق حاول التقدم من مدينة غريان إلى المنطقة، التي تعد آخر معقل لقواته في الجبل الغربي.

ومع تصاعد العمليات، شدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على أنه "لا يمكن إحراز أي تقدم حقيقي على الساحة الليبية دون وقف فوري وشامل لإطلاق النار، والعودة إلى مسار العملية السياسية، ولا بد أن يتوقف التصعيد الإقليمي لتحقيق ذلك".

وفيما جدد قرقاش "الموقف الواضح للإمارات من الأزمة الليبية والمتصل بموقف المجتمع الدولي"، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأول أن استقرار ليبيا يعد من محددات الأمن القومي، وأنه لم ولن يتهاون مع الجماعات الإرهابية ومن يدعمها.

وأشار السيسي، في اجتماع مجموعة الاتصال الافريقية، حول ليبيا عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إلى أن موقف مصر الثابت من الأزمة هو التوصل لحل سياسي للأزمة، والحفاظ على سيادة ليبيا وأمنها ووحدة أراضيها، والدعم الكامل لإرادة الشعب واختياراته، مشددا على رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية.

كما شدد على أهمية إيلاء مكافحة الإرهاب في ليبيا أولوية خاصة من قبل الجانب الافريقي، لما يمثله من تهديد لاستقرار وأمن دول الجوار الليبي والقارة الافريقية ككل.

ونيابة عن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، جدد رئيس الوزراء عبدالعزيز جراد الدعوة لكل الفاعلين الليبيين بضرورة انتهاج سبيل الحوار والـمصالحة الوطنية "كبديل وحيد للحفاظ على وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها، وبالتالي الابتعاد عن شبح الانقسام والعنف والاقتتال بين الأشقاء".

وخلال مؤتمر عبر الفيديو لمجلس الأمن، دعت بريطانيا والولايات المتحدة أمس الأول روسيا الى وقف تورطها في النزاع بليبيا، بعدما أكد تقرير للأمم المتحدة مؤخرا وجود مرتزقة روس وسوريين فيها.

وفي حين نفى السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا أي دور في المعارك، أعلن نظيره البريطاني جوناثان آلن أن "أنشطة مجموعة فاغنر الروسية الخاصة تستمر في تأجيج النزاع وتطيل معاناة الشعب الليبي"، داعياً مجلس الأمن الى تطبيق قرار حظر الأسلحة.

وطالبت السفيرة الأميركية كيلي كرافت أيضاً "كل اطراف النزاع الليبي بأن يوقفوا فورا أنشطتهم العسكرية، وكذلك وقف نقل المعدات العسكرية والمرتزقة الأجانب إلى ليبيا، بمن فيهم مرتزقة مجموعة فاغنر". (عواصم - وكالات)