قال المدير التنفيذي لشركة «بازار ريل أستيت» العقارية محمود الطراروة، إن عقارات إمارة دبي تعد أولى الخيارات الاستثمارية لدى الكثير من رجال الأعمال حول العالم، نظراً إلى مكانة اقتصاد الإمارة باعتبارها مركزاً تجارياً في العالم والشرق الأوسط.

وأضاف الطراروة في تصريح لـ «الجريدة» أن حكومة دبي نجحت عام 2013 في الفوز باستضافة معرض «إكسبو 2020» الذي تسبب بارتفاع أسعار العقارات خلال الفترة ما بين الأعوام 2013 - 2015.

Ad

وأوضح أن العديد من الشركات والتقارير ومنها مؤشر «غلوبال هاوس» لأسعار العقارات السكنية الصادر عن شركة «نايت فرانك للاستشارات العقارية»، كشفت عن احتلال دبي المرتبة الأولى عالمياً لناحية سرعة ارتفاع أسعار العقارات، مسجلة زيادة في الاسعار نسبتها 27.7 في المئة خلال العام الممتد من نهاية الربع الأول من عام 2013 إلى نهاية شهر مارس من عام 2014، حيث لم تشهد دبي مثل تلك الارتفاعات منذ 2008.

وذكر أن تلك الأرباح دفعت الرئيس التنفيذي لشركة داماك آنذاك زياد الشعار، وهي إحدى اكبر شركات التطوير العقاري في دبي، إلى القول، إنه سيتعرى على الهواء في التلفزيون وسيستقيل لو انخفضت أسعار العقارات في دبي!

وبين أن ذلك التفاؤل لم يستمر طويلاً وأظهر البيانات أن أسعار العقارات تراجعت بين 25 في المئة و35 في المئة منذ ذروة منتصف 2014، وأنه لن يكون هناك توقف لهذا التراجع حتى 2022 على الأقل»، كما ذكرت العديد من التقارير انخفاض أسعار العقارات في دبي بنسبة 25 في المئة منذ عام 2015.

خسائر القطاع

وبين الطراروة أن هذا يدل على أن عقارات دبي خسرت كل الأرباح التي حققتها خلال الفترة بين عامي 2013 و2015 حتى وصلت أسعار العقارات إلى القاع، لذا فإن قطاع العقارات في دبي كان يعاني منذ سنوات وتسببت هذه الطفرة العمرانية بالمزيد من الضغوط على قيم وأسعار العقارات والتي لن تتمكن حكومة دبي من حلها عن طريق معرض إكسبو 2020.

وأشار إلى أنه بعد دخول فيروس كرونا إمارة دبي أصبح من الصعب الحديث عن تحديد موعد انتعاش عقارات دبي خلال الفترة المقبلة بل من المتوقع أن تزيد الضغوطات على اقتصاد الإمارة وخصوصاً أن قطاع العقارات يعتمد أساساً على قطاع السياحة، التي أصبحت متوقفة تماماً جراء ما اتخذته حكومة دبي من تدابير احترازية لكبح جماح هذا الفيروس من الانتشار.

وأضاف أن انتشار جائحة كورونا تسبب بتأجيل معرض إكسبو دبي 2020 للعام القادم عندما تقدمت الإمارات العربية المتحدة رسمياً بطلب تأجيل المعرض حتى أكتوبر 2021، على خلفية تفشي «كوفيد - 19».

اتجاهات السوق العقاري

ورأى الطراروة أنه على الرغم من كل هذه الضغوطات التي يعانيها القطاع العقاري في دبي فإن التداولات العقارية ارتفعت خلال الربع الأول على مستوى التصرفات العقارية ككل، إذ بلغ عدد معاملات العقارات السكنية 9591 معاملة خلال الربع الأول، بزيادة سنوية نسبتها 13 في المئة مدعومةً بزيادة 20 في المئة في تصرفات نقل ملكية العقارات القائمة، مما يدل على فاعلية أنظمة العمل عن بعد التي أطلقتها دائرة الأملاك والأراضي في دبي.

وتوقع الطراروة أن تظهر تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيدـ19» على القطاع العقاري خلال الربع الثاني، لاسيما على التصرفات العقارية، كما من المرجح أن يحدث انكماش اقتصادي سيولد بدوره تحديات ستظهر على المدى القريب.

وأشار إلى أن معرفة التأثير الفعلي لكوفيدـ19 على القطاع العقاري مرهون بشكلٍ كبير بالفترة الزمنية لاستمرار تفشي هذا الفيروس، وطبيعة الاستجابة العامة للسيطرة عليه، لكن من الواضح أن قطاع العقارات سيواجه تقلبات ومتغيرات كبيرة خلال الأشهر المقبلة.