مع وصول عدد الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد (كورونا ـ 19) إلى خمسة ملايين، وتجاوز وفياته 320 ألفاً وسط اقتصاد عالمي مدمّر، تسود مخاوف من أن القادم أسوأ في المناطق الأكثر فقراً في العالم، وتحديداً في دول أميركا اللاتينية التي تحاول جاهدة احتواء تفشي الفيروس.وسُجّلت أعلى حصيلة يومية للوفيات في البرازيل، كبرى دول أميركا اللاتينية وسادس أكبر دولة في العالم، التي بدأت تشعر بتأثير الوباء بقوة .
وارتفعت الحصيلة بشكل مثير للقلق في البرازيل، إذ قفز عدد الوفيات اليومي إلى 1179 حالة مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق، لكن الرئيس اليميني المتشدد جاير بولسونارو لا يزال معارضاً بشدة لتدابير الإغلاق التي قال إنها غير ضرورية أمام ما وصفه بـ«مجرّد إنفلونزا صغيرة».وتجاوزت البرازيل بريطانيا لتصبح ثالث دول العالم من حيث عدد الإصابات بعد روسيا والولايات المتحدة.ودفع ارتفاع عدد الإصابات في أميركا اللاتينية بعض المناطق إلى تعليق خططها لتخفيف القيود، كما هو الحال في «كوردوبا» ثاني مدن الأرجنتين، التي تراجعت عن خطتها لتخفيف تدابير الإغلاق جرّاء ارتفاع عدد الإصابات.وفي مؤشر مثير للقلق على تفاقم الضغوط الاقتصادية، نشرت سلطات تشيلي التي تعاني كذلك ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات، جنوداً على أطراف عاصمتها سانتياغو التي تشهد إغلاقاً بعدما اندلعت صدامات مع متظاهرين غاضبين من نقص الغذاء وخسارة الوظائف.وفي المكسيك، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 2713 إصابة جديدة، في أكبر زيادة يومية حتى الآن مما يرفع العدد الإجمالي إلى 54346.وسجلت أيضاً 334 وفاة جديدة ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 5666.وفي فنزويلا، دفع الجوع الآلاف من المواطنين إلى المخاطرة بتعرضهم للإصابة بالعدوى بالفيروس المميت وخرجوا إلى أعمالهم في خرق لقواعد الإغلاق المفروضة في البلاد رغم وصول الإصابة إلى أرقام قياسية جديدة.وقال وزير الإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز، إن بلاده فرضت حظراً جديداً للتجول في عدد من البلدات الواقعة على حدودها مع كولومبيا والبرازيل بعد أن شهدت قفزة في حالات الإصابة عزاها المسؤولون في الأساس إلى المهاجرين العائدين.
جزر سيشل
في المقابل، أعلنت جزر سيشل بالمحيط الهندي، التي تعتمد على السياحة، خلوها من الفيروس. وقال مفوض شؤون الصحة العامة جودي جيديون، إنه ثبتت سلبية تحاليل فيروس كورونا لآخر مريض.إصابات
وبينما سجّلت روسيا، أمس، أعلى حصيلة يومية للوفيات بلغت 135 لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 2972 وتجاوز عدد الإصابات 300 ألف، أظهرت بيانات أن السويد سجلت أكبر عدد من الوفيات في أوروبا خلال الأيام السبعة الماضية مقارنة بعدد سكانها، بعدما اختارت استراتيجية أكثر انفتاحا في مكافحة الفيروس.وأبقت السويد معظم المدارس والمطاعم والشركات مفتوحة أثناء الوباء.مشاورات أوروبية
في غضون ذلك، أجرى، أمس، وزراء أوروبيون مشاورات حول إعادة فتح الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي مع اقتراب موسم السياحة الصيفي.وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية وشؤون أوروبا جان باتيست، إن «التنسيق ملحّ جداً وهذه كانت رسالتي خلال مؤتمر عبر الفيديو لوزراء السياحة الأوروبيين» أمس، وذلك بعد أن اتخذت دول إجراءات ثنائية لفتح الحدود.وبعد أن أشار إلى «حالة إرباك» شدد الوزير الفرنسي على أن الهدف هو إعادة فتح الحدود الداخلية تدريجياً «بحلول 15 يونيو لكن تجنب وجود أوروبا تعمل بسرعات متفاوتة».في السياق، أجرى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس، مشاورات مع نظرائه من دول الجوار الألماني التسع حول تخفيف المزيد من قيود السفر.وكانت ألمانيا أعادت فتح حدودها مع لوكسمبورغ بالكامل السبت الماضي. ومن المنتظر أن تعقبها الدنمارك خلال الأيام المقبلة، ثم فرنسا وسويسرا والنمسا عقب 15 يونيو المقبل. ولم يتضح بعد الوضع مع الحدود التشيكية والبولندية.ترامب
وفي واشنطن، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجود أكبر عدد من الإصابات في العالم في الولايات المتحدة بمثابة «وسام شرف».وقال للصحافيين في البيت الأبيض خلال اجتماع بشأن المزارعين والمنتجين الزراعيين وسلسلة الإمدادات الغذائية، أمس الأول، «إنني أنظر إلى ذلك على أنه شيء جيد من ناحية معينة لأنه يعني أن اختباراتنا أفضل بكثير».ووفقاً لجامعة «جونز هوبكنز»، يوجد في الولايات المتحدة 1.5 مليون إصابة ونحو 92 ألف وفاة.وسجّلت الولايات المتّحدة 1539 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.وأوضح ترامب: «لدينا الكثير من الأولويات»، مضيفاً أن «الأولوية التي لدينا هي إعادة البلاد إلى ما كانت عليه، أنا استخدم تعبير الانتقال إلى العظمة». وأكد أن «الربع الأخير سيكون جيداً حقاً لكن أعتقد أنه فوق كل شيء ستكون السنة المقبلة هائلة» مشدداً على أن هناك «تقدماً كبيراً» في مجال العمل على إنتاج لقاحات وعلاج للفيروس. كما أكد الرئيس الأميركي، الاتفاق مع كندا على تمديد حظر السفر «غير الضروري» بين البلدين حتى 21 يونيو المقبل.وأعلن ترامب من ناحية أخرى، أن الولايات المتحدة ترسل أجهزة التنفس الاصطناعي إلى الدول الأخرى «من أجل إنقاذ الناس وليس لاعتبارات دبلوماسية».وكانت وكالة «أسوشيتد برس» أفادت في وقت سابق، بأن الولايات المتحدة أرسلت 1271 جهاز تنفس اصطناعي إلى 7 دول، بينها كندا والمكسيك وسويسرا، أستراليا، السلفادور، جنوب إفريقيا وغيرها. وأكدت الإدارة الأميركية أنها سترسل 200 جهاز للتنفس الاصطناعي إلى روسيا لمساعدتها في محاربة الفيروس.وفي سياق متصل، كشفت مذكرة مسربة لوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن كبار المسؤولين في الوزارة يخططون لاحتمال أن يكون على الجيش التعامل مع جائحة «كورونا» حتى عام 2021.وحذرت المذكرة، من احتمال حقيقي بألا يتوفر لقاح حتى صيف 2021 على أقل تقدير.ونقلت عن المسؤولين قولهم: «أمامنا طريق طويل، مع احتمال حقيقي لعودة الفيروس. لذلك يتوجب علينا الآن أن نعيد تركيز اهتمامنا على استئناف المهام الحاسمة، وزيادة مستويات الجهد، واتخاذ الاستعدادات اللازمة في حالة عودة ظهور الوباء بشكل كبير في وقت لاحق من هذا العام».ومنحت إدارة ترامب عقداً تبلغ قيمته 812 مليون دولار لشركة «فلو» الأميركية الجديدة لتصنيع الأدوية ومكوناتها لمكافحة «كوفيدـ19» والتي أسست في يناير، بهدف إنهاء الاعتماد على بلدان أخرى.إلى ذلك، يشتبه أطباء صينيون بأن فيروس «كورونا» المستجد قد تحوّر بعد رصد ظهوره بشكل مختلف بين المرضى في مجموعة جديدة من الحالات في المنطقة الشمالية الشرقية.ويبدو أن المرضى، الذين تم العثور عليهم في إقليمَي غيلين وهيلونغيانغ يحملون الفيروس فترة أطول ويستغرقون وقتاً أطول في إظهار الاختبارات أنهم غير مصابين.كما أن المرضى يستغرقون، فيما يبدو، وقتاً أطول من فترة أسبوع إلى أسبوعين، التي تم تحديدها في ووهان لظهور الأعراض بعد الإصابة.