بعد ساعات من أول هجوم صاروخي على السفارة الأميركية في بغداد منذ تولي رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة، تبادلت واشنطن وطهران التحذيرات والتهديدات، مع تصاعد احتمال صدام بحري بين الطرفين، إما في الخليج أو في الكاريبي، حيث تتجه 5 سفن إيرانية محملة بالوقود إلى فنزويلا.

وحذّرت القيادة الوسطى الأميركية أي سفن من الاقتراب منها تحت طائلة اعتبارها معادية، الأمر الذي ردت عليه طهران بأنها ستواصل مهامها الاعتيادية في الخليج وخليج عمان.

Ad

وأكد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، أن أي تعرض أميركي لناقلات النفط الإيرانية «لن يبقى دون رد». وقال حاتمي، في تصريحات أمس: «إن الرد على أي استفزازات أميركية بحرية سيكون صارماً وحاسماً».

وبدا أن التحذير الأميركي الاستباقي، وتصريح حاتمي، يوحيان بأن إقدام واشنطن على اعتراض البنزين الإيراني المتجه إلى نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد يقابل برد في الخليج.

ويسلط هذا التوتر الضوء على محاولة لتبريد العلاقات بين الطرفين تحدثت عنها تقارير عدة. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، تقريراً تحدثت فيه عن انتقال إيران من سياسة الاستفزاز إلى سياسة تعاون محدود مع واشنطن، في خطوة تعكس محاولة لتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة التي يقول الإيرانيون، إنها قد تفيد الرئيس دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل.

وأشار التقرير إلى أن التحول يتضح في العراق، حيث دعمت طهران مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء الموالي لأميركا، وأمرت ميليشياتها الوكيلة بوقف هجماتها الصاروخية على القوات الأميركية.

كما تواصلت طهران مع واشنطن في أبريل لفتح مفاوضات لتبادل الأسرى، وعرضت الإفراج عن جندي مخضرم تابع للبحرية الأميركية تحتجزه مقابل طبيب إيراني- أميركي محتجز في واشنطن.

وذكرت «الجريدة» في تقريرين سابقين نشرتهما الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر إيرانية مطلعة، أن المرشد الإيراني علي خامنئي وافق على تخفيف حدة التوتر مع واشنطن من خلال مبدأ «خطوة خطوة»، إضافة إلى أن موافقة طهران على تمرير الكاظمي قابلتها واشنطن بسحب تعزيزات من السعودية استقدمتها بعد اغتيال قاسم سليماني.

وأوضحت المصادر، في تقرير نشرته «الجريدة» في عددها الجمعة الماضي، أن قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني اعتمد تكتيكات جديدة مختلفة عن سلفه أربكت الاستراتيجية الإيرانية الإقليمية خصوصاً في العراق، إذ رفضت فصائل موالية لطهران التقيد بتوجيهاته.

وألمحت، أمس الأول، كتائب «حزب الله العراق» التي انفردت برفض الكاظمي، إلى مسؤوليتها عن الصاروخ بنشرها صوراً على محطتها في «تليغرام» لعناصر مسلحة، مع تعليق أن السلاح هو اللغة الوحيدة مع الاحتلال، في إشارة إلى الوجود الأميركي، فيما بدا أنه تمرد عراقي جديد على توجيهات طهران.