في حين تعاني شركات الطيران حول العالم تداعيات فيروس "كورونا" على أنشطتها وتوقف حركة السفر بالتبعية، لكن بعضها سيتعرض لصدمة أخرى جراء الانخفاض التاريخي لأسعار النفط هذا العام.

ويستخدم العديد من شركات الطيران عدة أدوات مالية تعرف بالتحوط لسنوات ضد ارتفاع تكاليف الوقود، وهي طريقة تستهدف بها الشركات توفير ما يكفي من الوقود بتكلفة منخفضة في أوقات تقلبات سوق الطاقة وأيضاً تقليص النفقات المستقبلية.

Ad

التحوط المفرط

- أدى انخفاض أسعار النفط هذا العام إلى ما عرفه محللون باسم "التحوط المفرط"، وهو ما يعني شراء كميات كبيرة من الوقود دون الحاجة إليها، حتى ولو كان الشراء بتكلفة منخفضة.

- نتيجة وجود عالم من الحدود المغلقة وتوقف حركة السفر، أصبحت الطائرات والمطارات خالية من المسافرين.

- على سبيل المثال، ذكرت "إنترناشونال إيرلاينز غروب" - الشركة الأم لـ"بريتيش إيرويز" أنها تكبدت تكلفة قدرها 1.325 مليار يورو (حوالي 1.5 مليار دولار) بسبب التحوط المفرط في الوقود، بينما تكبدت "إير فرانس - كيه إل إم" 455 مليون يورو (500 مليون دولار).

- سجلت الخطوط الجوية السنغافورية في وقت سابق في مايو أول خسائر سنوية في تاريخها الممتد عبر 48 عاماً نتيجة عدة عوامل من بينها "كورونا" وتكلفة التحوط في أسعار الوقود بنحو 638 مليون دولار.

- من المفترض أن يكون هبوط أسعار النفط - من الناحية النظرية - بمثابة أنباء سارة لشركات الطيران ومستهلكي الطاقة الآخرين، لكن عندما تنخفض أسعار الخام بشكل حاد من النطاقات والمستويات المتوقعة - مثلما حدث في وقت سابق هذا العام - ربما تتشوه استراتيجيات التحوط.

- قيدت شركات الطيران من استخدام هذه الأداة المالية (التحوط في أسعار الوقود) خلال السنوات الأخيرة بسبب خطأ هذه الأداة في هبوط سابق لأسعار الخام قبل خمس سنوات.

- كلف سوء التخطيط في التحوط لأسعار الوقود من جانب "دلتا إيرلاينز" ما يقرب من 2.3 مليار دولار عام 2015، بينما فقدت "يونايتد كونتننتال هولدينجز" 960 مليون دولار في نفس العام.

- يجب عدم إغفال الفوائد التي تحققها شركات الطيران من التحوط في أسعار الوقود وتأثير ذلك إيجابياً على أنشطتها وعملياتها المختلفة على المدى الطويل.

لن تستفيد الصناعة هذه المرة

- تشتري شركات الطيران أحياناً كميات من الوقود للتحوط بها على المدى الطويل لكن بناء على سعر "برنت"، ويتوقع محللون المزيد من الخسائر من عمليات التحوط هذه المرة في ظل هبوط أسعار الخام وجائحة "كورونا".

- يشكل الوقود عادة نحو 20 في المئة من النفقات التشغيلية لشركات الطيران، لكن عند هبوط أسعار النفط في الآونة الأخيرة بشكل حاد، لم يبق إلا الخوف والقلق في الأسواق المالية العالمية.

- يرى محللون أن أزمة "كورونا" تسبب أضراراً كبيرة لصناعة الطيران ما يعني أن هبوط تكلفة الوقود لن ينقذها من عثرتها هذه المرة حتى لو استخدمت الشركات استراتيجية التحوط بشراء كميات من الخام لاستخدام مستقبلي بأسعار تم تحديدها بناء على الهبوط السابق.

- يساعد التحوط من جانب صناعة الطيران أيضاً شركات الطاقة مثل "إكسون موبيل" و"بي بي" و"رويال داتش شل" والتي تؤمن جميعها عقود بيع مستقبلية للخام.

- هذه المرة وسط أزمة "كورونا"، يرى كثيرون أن معادلة التحوط والإفراط فيها مؤخراً لن تنفع شركات الطيران رغم توقعات بأن هبوط أسعار النفط ربما يقلص تكاليف صناعة الطيران بنحو 28 مليار دولار.

أرقام