عشية إحياء إيران "يوم القدس" تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي بدعم ومساعدة أي بلد أو جماعة في أي مكان، تعارض وتقاتل إسرائيل.

وقال خامنئي، عبر صفحته باللغة الإنكليزية على "تويتر"، مساء أمس الأول: "سنساعد وندعم أي دولة أو أي جماعة في أي مكان تعارض وتقاتل الكيان الصهيوني، ولن نتردد في قول ذلك".

Ad

وكتب يقول: "الكيان الصهيوني هو المثال الأوضح على إرهاب الدولة، منذ تأسيس الدولة اليهودية يتصرّف الصهاينة كأنهم ورم سرطاني ويحقّقون أهدافهم عبر ذبح الأطفال والنساء والرجال".

لكن المرشد، الذي أعلن أنه سيطل في خطاب نادر بمناسبة "يوم القدس"، عاد وأكد في تغريدة بالفارسية والعربية أن "عداء إيران تجاه إسرائيل ليس عداء ضد اليهود".

وأوضح خامنئي: "القضاء على حكومة إسرائيل لا يعني القضاء على اليهود. ليست لدينا مشكلة مع اليهود".

وتابع قائلاً: "القضاء على إسرائيل يعني أن يختار سكان فلسطين المسلمين والمسيحيين واليهود حكومتهم بأنفسهم ويطردوا الأجانب والبلطجية مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". وأضاف "هي إزالة ذلك الكيان الغاصب".

ورد نتنياهو بتوجيه تحذير شديد اللهجة إلى عدوته اللدودة إيران، قائلا إن "تهديد خامنئي بتنفيذ الحل النهائي ضد إسرائيل يذكّر بخطة الحل النهائي النازية لإبادة الشعب اليهودي. يجب عليه أن يعلم بأن كل نظام يهدد إسرائيل بالتدمير يواجه خطراً مماثلاً".

في موازاة ذلك، دان وزير الخارجية الأميركي التعليقات الإيرانية، وقال على "تويتر": "تستنكر الولايات المتحدة تعليقات المرشد الأعلى المثيرة للغثيان والمحرّضة على الكراهية والمعادية للسامية".

وأضاف: "لا مكان لهؤلاء على تويتر أو أي منصّة أخرى من وسائل التواصل الاجتماعي".

عقوبات وإدانة

وتزامن انتقاد بومبيو مع فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 9 شخصيات إيرانية جديدة من بينهم وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي وقائد الشرطة وثلاثة كيانات منها سجنان وهيئة لإنفاذ القانون في إيران.

من جهتها ودانت الخارجية الإيرانية العقوبات الجديدة التي شملت مؤسسات وشخصيات عسكرية وقضائية.

وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي، في تصريحات أمس، إن إضافة شخصيات غير اقتصادية إلى لائحة العقوبات الأميركية مؤشر على إخفاق العقوبات السابقة بالكامل.

وأضاف أن العقوبات تعتبر خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، داعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة محاسبة واشنطن على ما وصفه بـ"الانتهاكات".

مواجهة فنزويلا

في ملف آخر، بعث السفير الإيراني لدى لندن، حميد بعيدي نجاد، رسالة رسمية إلى المنظمة الدولية للملاحة البحرية، معرباً عن قلقه العميق بشأن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة قررت اتخاذ إجراءات ضد ناقلات الوقود الإيرانية المتجهة إلى فنزويلا والمتواجدة حالياً في البحار الدولية.

وقال إن "إيران سترد على أي تهديد وأن الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولة أي عواقب جراء تعريض الأمن الدولي للخطر".

وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رسالة تحذير إلى الأمين العام للأمم المتحدة، معتبراً أن "تهديدات أميركا لناقلات النفط الإيرانية المتوجهة لكراكاس غير قانونية وخطيرة وشكل من أشكال القرصنة".

في هذه الأثناء، قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، إن سفناً وطائرات من القوات المسلحة لبلاده سترافق 5 ناقلات نفط إيرانية عندما تدخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لفنزويلا التي تعاني من أزمة سياسية وشح بالوقود في ظل تمسك حكومة الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو بالسلطة وعدم اعتراف الدول الغربية بقيادته للبلد الواقع في أميركا الجنوبية.

وأضاف بادرينو: "تواصلنا بالفعل مع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، وعندما تدخل تلك السفن منطقتنا الاقتصادية الخالصة، سترافقها سفن وطائرات من قواتنا المسلحة للترحيب بها".

وأفادت تقارير مساء أمس الأول بأنه من المتوقع أن تصل ناقلات إيرانية تحمل ملايين البراميل من البنزين إلى فنزويلا مطلع الأسبوع المقبل وسط عجز شديد في الوقود بفنزويلا الغنية بالنفط. وقال بادرينو: "سنتلقى تلك المساعدات الإنسانية كما تلقينا مساعدات من روسيا ومن الصين".

وفي وقت سابق، أكد مندوب كراكاس بالأمم المتحدة أن الولايات المتحدة هددت باستخدام القوة ضد الشحنات الإيرانية المتجهة لها.

في المقابل، قال زعيم المعارضة في فنزويلا خوان جوايدو إن شحنات الوقود الإيرانية يجب أن "تزعج" أميركا اللاتينية.

وأضاف جوايدو الذي يرأس برلمان تقوده المعارضة، والذي تعترف به عشرات الدول، من بينها الولايات المتحدة، بأنه الرئيس الشرعي لفنزويلا: "نحن في غاية القلق على سلامة الفنزويليين، وأيضاً على سلامة المواطنين في أميركا اللاتينية، بسبب محاولة الوجود الإيراني على أرض فنزويلا".

وإيران وفنزويلا عضوان في منظمة أوبك وخصمان للولايات المتحدة وتخضع صناعة النفط في كل من البلدين لعقوبات أميركية. ويقول مسؤولون في إدارة ترامب إن واشنطن تدرس الرد على شحنات الوقود الإيرانية إلى فنزويلا.

وتأتي المواجهة البحرية التي يتوقع أن يشهدها الكاريبي في وقت أطلقت طهران وواشنطن تهديدات متبادلة بشأن حرية الملاحة والاحتكاك في مياه الخليج.

في السياق، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن مجموعة من المواقع الإلكترونية تعرضت لهجوم سيبراني، يشتبه في أنه إيراني، أمس، بعد تقارير عن تبادل هجمات مماثلة بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية أخيراً.