ألقت جائحة «كورونا» بظلالها على المشهد الفني في العالم أجمع، لتعرقل مسيرة الفن على اختلاف قوالبه، فتوقفت كاميرات الدراما التلفزيونية، ورحل عن مواقع تصوير أشهر الأفلام جميع النجوم، وأصبح المسرح خاليا، يشكو الوحدة والاشتياق لجمهوره قبل الأبطال، الذين طالما اعتلوا خشبته ليقدموا أشهر الروايات... مشهد مرتبك اضطر البعض لإعادة ترتيب الأولويات، وإيجاد متنفس بديل لعرض إبداعاتهم، فإذا كان للتلفزيون والسينما منفذاً عبر منصات العرض الرقمية التي أصبحت تتسابق لاستقطاب أبرز الأعمال، ولتحقيق أعلى نسب مشاهدة، فماذا يفعل المسرحيون؟يبدو أن محبي أبوالفنون فطنوا إلى أن نمط الحياة قد تغير بالفعل، وان واقعنا أصبح تحكمه قواعد جديدة، وان هذا الوضع سيستمر فترة، لذا كان لابد من نهج جديد لتعود الحياة إلى المسرح، وتصل رسالته الى الجمهور حتى ان كان الوسيط منافسا تقليديا، وهي كاميرات التصوير، وعبر الشبكة العنكبوتية، وهو الدرب نفسه الذي سلكه المطربون مع بداية أزمة «كورونا» بنقل حفلاتهم «لايف» قبل ان ينحسر نشاطهم. ويبدو أن الدور جاء الآن على المسرحيين، حيث بادر من الكويت الفنان محمد الحملي من خلال فرقته «باك ستيج» لتقديم مسرحية «السستم واقف» من تأليف وإخراج الحملي، الذي يشارك في البطولة مع الفنانين فهد البناي، وعبدالله الخضر، وعبدالعزيز النصار، ومحمد عاشور.
ويقول الحملي عن تلك التجربة «السستم واقف أول مسرحية كويتية الكترونية ستعرض «اونلاين» اعتبارا من اول أيام عيد الفطر مدة ٣ أيام، وسيبدأ العرض في العاشرة مساء، والحجز متاح الآن عبر الموقع الإلكتروني».وتأتي هذه المبادرة لتفتح الباب أمام المسرحيين لمحاولة تعويض خسارتهم خلال الفترة الماضية، إثر اغلاق المسارح، وتوقف العروض، وارجاء المهرجانات، ولعل خطوة الحملي تكون بالونة اختبار، ففي حال نجاحها ستشجع آخرين على سلك الدرب نفسه، وربما تكون حافزا لتحول بعض المهرجانات المسرحية النوعية أيضا إلى النقل الإلكتروني إلى حين انجلاء غمة كورونا.
المسرحيات العربية
من جهة أخرى، أعلنت «نتفليكس»، الشركة الرائدة عالميا في مجال تقديم خدمة البث الترفيهي، عرض مجموعة من أشهر المسرحيات العربية الكلاسيكية، تزامناً مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك، بدءاً من «العيال كبرت»، و«المتزوجون»، و«باي باي لندن».وستتوفر المسرحيات في 190 دولة حول العالم لأكثر من 183 مليون عضو، ليستمتعوا بمشاهدة المسرحيات مع إمكانية استعراض الترجمة باللغة الإنكليزية. وتضمن قائمة المسرحيات كلاً من «مدرسة المشاغبين»، «العيال كبرت»، «شاهد ما شافش حاجة»، «سك على بناتك»، «المتزوجون»، «ريا وسكينة»، «الواد سيد الشغال»، بالإضافة إلى مسرحيتين من الكويت هما «مراهق في الخمسين»، و«باي باي لندن».