ما في خاطري: خطيب في زمن «كورونا»
في منتصف فبراير كنت أستمع لخطيب صلاة الجمعة في المسجد وهو يتحدث عن «فيروس كورونا المستجد» وكيف بدأ يفتك بجمهورية الصين، وكم من ضحية راحت نتيجة هذا «الفيروس»، وبدأ الخطيب متشمتاً بهم قائلاً: نعم نشمت بهم فما حصل لهم كان بسبب طغيانهم على «مسلمي الإيغور» هناك والقتلى الذين راحوا ضحية العنف والكراهية ضد المسلمين.في الحقيقة أنا استأت كثيراً لما قاله، فحينها شعرت بالأسف لا سيما أنه حدد سبب نزول هذا المرض على الصين وهذا أمر مرفوض، فالحكمة من هذا المرض يعلمها الله وحده، وبعد أسابيع قليلة أغلقت المساجد وحُرم هذا الخطيب من الخطابة لأن «فيروس كورونا المستجد» الذي هاجم الصين بسبب طغيان الصينيين على المسلمين- على حد تعبيـره- قد وصل للكويت وأصبح الذهاب للمسجد خطراً على حياتنا بعد انتشار المرض.
فالخطيب في يوم الجمعة تكون لديه فرصة ذهبية لنشر بعض الأفكار البناءة بوجود مختلف الأعمار، ولأن غالبية المصلين يكونون من فئة الشباب فهي كذلك فرصة سانحة لمناقشة عقولهم بطرح الآراء المنطقية المستندة الى القرآن والسنّة والتي قد تؤثر بشكل إيجابي على الشباب والمجتمع كافة، وهذه من الأدوار المهمة لخطباء الجمعة، بدلاً من طرح بعض المواضيع السلبية والجدلية، والحقيقة أن الكويت مليئة بالخطباء المؤثرين، ولذلك كانت بعض المساجد تشهد حشداً كبيراً من المصلين يوم الجمعة، فنرجو بأن يسلك بعض الخطباء خطاهم ليكون تأثيرهم على المجتمع أكبر ويحققوا النتيجة المرجوة.