بعض ما استفدناه من كورونا
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
التصاق أو اقتراب الأبناء جميعاً لا الأطفال فقط من الوالدين خلال أزمة كورونا له نتائج في الأغلب جميلة وإيجابية ومفيدة، ومشاركة جميع أفراد الأسرة في الوجبات والجلسات الخاصة الجميلة التي يتبادلون فيها الضحك والكلام والألعاب كما يتشاركون الخبرات والأحداث، سلوكيات مهمة فعالة بناءة في توطيد الأواصر الأسرية، مما ينعكس إيجاباً على شخصية الأبناء وعاداتهم المكتسبة، وقد يعدل ويقوِّم بعض السلوكيات السلبية وقد يقضي عليها. أهم من كل ذلك، أن اقتراب الوالدين من أبنائهما ومشاركتهم مشاكلهم وهمومهم وحتى أسرارهم التي كانوا يتشاركونها مع أصدقائهم أخذت منحى آخر، ففرق العمر والخبرة ومعرفة شخصية الابن أو الابنه سيجعلان حلول بعض المشاكل أكثر واقعية وأكثر مصداقية. كما قلت الهوة التي بين المراهق وأبيه، وبدآ يتشاركان أعمالاً وأنشطة كان يتشاركها مع رفاقه، ولا عجب في ذلك فقلة المسؤوليات على الوالدين جعلتهما أكثر تفهماً وأكثر استعداداً للمشاركة وأكثر هدوءا وتقبلاً لمشاكل الأبناء وأكثر رغبة في إشباع رغباتهم النفسية والاجتماعية، حيث هي من المرات النادرة التي يتفرغ الوالدان بالكامل ويوجدان دائماً في المنزل مع الطفل، وهي تجربة مثيرة ومفيدة لأقصى درجة، حيث تقسم الأدوار بينهما، وحتى إن لم تكن بالتساوي، إلا أن مشاركة الأب ووجوده باستمرار في المنزل له تأثير كبير على الطفل وعلى الأب في الوقت حاضرا ومستقبلاً، وإشباع الحاجة الى الشعور بالأمن والسند يتأتي من رعاية الوالدين للطفل الرعاية الكاملة، وعلى وجه الخصوص الأب الذي يعتبر سند كل أفراد الأسرة.وعلى ذلك فمن المتوقع أن يلقي ذلك الاقتراب النفسي والاجتماعي للوالدين بظلاله على نمو شخصية الطفل وكيفية تشكيلها، فالشعور بالأمان والانتماء الى جانب توفير الحب للطفل والاهتمام به واحترام ذاته وإشباع حاجاته النفسية يخلق شخصية متزنة هادئة متعاونة مستقيمة إيجابية شخصية انبساطية واثقة من نفسها.