الليالي المباركة وبهجة العيد
نعيش هذه الأيام العظيمة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وفيها ليلة القدر وهي خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، هذه الليالي المباركة في المكانة والقدر والفضل والأجر، نحييها هذا العام بعيدا عن المظاهر المعتادة، نحييها مع الأسرة داخل البيت، وإقامة العبادات برفقة الأهل بدلا من الصلاة جماعة في المساجد، والاستغناء عن التسوق للعيد والاكتفاء بما لدينا. إن الإقبال على العبادات في الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل والاعتكاف عليها أكثر ما يشعر المسلم باستغلال واستثمار وقته جل استثمار وعدم الندم على فواته، فإتمام الصيام والعبادات الخالصة لله تُشعِر المسلم بمعنى العيد بعدها، وهي نعمة جليلة تستحق شكر الله وحمده، وفرحة وبهجة عيد الفطر السعيد، ومعنى السعادة فيه بذلك.
ويستمر قانون الصحة العالمي الحالي بالتباعد الاجتماعي والحظر المجتمعي في معظم أرجاء العالم العربي والإسلامي، وكثير من بقاع العالم، والغالب الأعم أن تستمر هذه الأجواء في عطلة عيد الفطر، وتشرق شمس عيد الفطر السعيد، ونحن نعيش في فترة الحظر الكلي حفاظا على سلامتنا وسلامة أفراد المجتمع كافة، تشرق بإذن الله الكريم شمس العيد لتشع بهجة ونورا وإيمانا في قلوب المسلمين، ورضا النفس بإتمام الفرائض، فسعادة المسلم الحقيقية بالعيد في إتمام الصيام وسائر الفرائض والسنن والطاعات للشهر الفضيل، وإن تبدلت أو اختلفت الطقوس المعتادة للاحتفال بالعيد، فسيصلي كل مسلم حمدا وشكرا لله متباعدين اجتماعيا ومتوحدين بالعبادة والدعاء. وستكثر التهاني والمباركة بالعيد عبر التواصل الإلكتروني والتكنولوجي، وتستبدل القبلات واحتضان الأحبة بتحيات متباعدة تقرأ الأعين تعابير السعادة والفرح بالعيد، ونهنئ الوطن ومجتمعنا بمعايدة مختلفة بالالتزام بالقوانين الاستثنائية التي يفرضها واقع الحال، وخالص دعائنا لله أن يزيل الوباء وكل سوء عن البلاد وعن العرب والمسلمين والعالم أجمع إنه على كل شيء قدير المجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ونسأله أن يعيد علينا العيد كل عام ونحن في صحة وخير وأمن.