تحطّم طائرة ركاب باكستانية فوق حي سكني في كراتشي
تحطّمت الجمعة طائرة مدنية تابعة لشركة الطيران الباكستانية على متنها نحو مئة شخص فوق حي سكني في كراتشي، كبرى مدن جنوب البلاد، جراء عطل تقني وفق ما أعلنت هيئة الطيران الباكستانية.وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في الموقع تصاعد دخان أسود كثيف، وسكان المنطقة يساعدون عمّال الإغاثة في البحث عن ناجين ورجال الإطفاء يحاولون إخماد النيران.وصرّح المتحدّث باسم الخطوط الجوية الدولية الباكستانية عبدالله حفيظ لوسائل إعلام محلية «كان هناك 91 راكباً وطاقم من سبعة أفراد» على متن الرحلة بي كيه8303 التابعة للشركة والتي «فقدت الاتصال مع سلطات مراقبة الملاحة الجوية عند الساعة 14,37" (09,37 ت غ).
وبحسب المدير التنفيذي للشركة أرشد مالك فإن الطائرة وهي من طراز إيرباص أيه-320 كانت متّجهة إلى لاهور واقتربت من مطار كراتشي عندما وقع حادث.
مشكلة تقنية
وأوضح في تسجيل نشر على تويتر أن قائد الطائرة أشار في آخر اتصال له إلى أنه يواجه «مشكلة تقنية»، مضيفاً «أُبلغ بوجود مدرجين جاهزين للهبوط لكنّه قرر معاودة الارتفاع، لماذا؟ يتعيّن تحديد المشكلة التقنية».وبحسب وزير الداخلية إعجاز أحمد شاه فإن قائد الطائرة أبلغ بأنه «فقد محركاً» ثم أطلق «نداء استغاثة».وشاهد صحافي تابع لوكالة فرانس برس جثثاً متفحّمة يتم نقلها إلى سيارات الإسعاف، وأفادت وزيرة الصحة في حكومة إقليم السند عذراء بيشو بوجود ثلاثة ناجين، مستبعدة الإعلان عن حصيلة نهائية للضحايا في الوقت الراهن.وقالت المسؤولة في مستشفى جناح الجامعي في كراتشي سيمين جمالي إن ثماني جثث نقلت إلى المستشفى اضافة الى 15 جريحاً، جميعهم من السكان.وأفاد الجيش الباكستاني عبر تويتر أنه أرسل إلى مكان الحادث قوة تدخل سريع وعناصر للمساعدة في عمليات الإغاثة.تعازي
وأعرب رئيس الوزراء عمران خان عن «صدمته وحزنه»، موجّهاً عبر تويتر «تعازيه لعائلات الضحايا».وبحسب وزير الخارجية شاه محمود قرشي فإن الطائرة كانت تقل عدداً من العائدين للاحتفال بعيد الفطر.وروى حسن البالغ 14 عاماً «كنت أهم بالخروج من المسجد عندما رأيت طائرة تسقط في مكان قريب»، موضحاً أن صوت المحركات كان غريباً جداً، الطائرة كانت منخفضة لدرجة أن الجدران اهتزّت».وتأتي الكارثة بعد أيام فقط من إعلان البلاد استئناف الرحلات التجارية الداخلية، ولأكثر من شهر علقت جميع الرحلات الداخلية تفادياً لتفشي فيروس كورونا المستجد، وكان عدد الرحلات الدولية محدوداً جداً.ووجّه الرئيس الأفغاني أشرف غني تعازيه لباكستان عبر تويتر، فيما أعلن الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجّه برقية تعزية.تاريخ
وسجل سلامة الطيران في باكستان يظهر وقوع العديد من حوادث تحطم طائرات ومروحيات مدنية وعسكرية على مر السنين.ويعود آخر تحطّم لطائرة مدنية كبيرة في باكستان إلى ديسمبر 2016 حين تحطّمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية خلال رحلة داخلية في منطقة جبلية شمال البلاد ما أسفر عن مصرع 47 شخصاً.ويعود حادث التحطم الأكثر دموية في السنوات الأخيرة في باكستان إلى العام 2010 حين تحطّمت طائرة ايرباص 321 تابعة لشركة «ايربلو» الخاصة فوق التلال خلال رحلة بين كراتشي وإسلام أباد قبيل هبوطها في العاصمة ما أدى إلى مصرع 152 شخصاً كانوا على متنها.أما آخر كارثة جوية كبرى للخطوط الجوية الدولية الباكستانية حتى تاريخه فتعود إلى العام 1992 حين تحطّمت طائرة إيرباص إيه-300 تابعة لها خلال عملية الهبوط في مطار العاصمة النيبالية كاتماندو ما أدى إلى مصرع 167 شخصاً.وبقيت الخطوط الجوية الدولية الباكستانية واحدة من كبرى شركات الطيران العالمية وصولاً إلى سبعينيات القرن الماضي، لكن سمعتها تلطّخت بسبب الخسائر المالية وسوء الإدارة وتأخير الرحلات وإلغائها.وسجّلت الخطوط الجوية الدولية الباكستانية مجموعة حوادث مثيرة للجدل على غرار توقيف أحد طياريها في بريطانيا في العام 2013 للاشتباه بتناوله الكحول أثناء العمل، كما واجهت الشركة مشاكل في الحصول على تراخيص من الاتحاد الأوروبي لرحلات الشحن.وبين مارس ونوفمبر من العام 2007، أدرج الاتحاد الأوروبي على قائمته السوداء كامل أسطول الشركة باستثناء ثماني طائرات.