شهدت الساحة السياسية اللبنانية زحمة مواقف خلال اليومين الماضيين، مع دخول البلاد اليوم عطلة عيد الفطر. ولأول مرة وبهذا الوضوح، أصيبت العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" باهتزاز شديد على وقع المواقف العالية السقف لأعضاء "الحر"، ورد امين عام "حزب الله" حسن نصرالله، امس الاول، بتأكيده التمسك بسلاح الحزب ورفضه المقاربات التي تربط بينه وبين خطر "الجوع" المحدق باللبنانيين. كما دخل رئيس مجلس النواب نبيه بري، امس الاول، على خط السجال مناصرا حليفه ومصوبا باتجاه التيار "البرتقالي"، ولعل ما قاله عضو كتلة "لبنان القوي" النائب زياد أسود عن ضرورة الفصل بين "البندقية والجوع"، محملا الحزب مع سلاحه مسؤولية الواقع الاقتصادي الحالي في لبنان، للمرة الأولى منذ سنوات، شكّل "الرسالة المشفّرة" الأكثر تعبيراً، وإن سبقتها وتلتها العديد من الرسائل الأخرى وتحديدا كلام رئيس التيار النائب جبران باسيل قبل ايام حين استخدم مصطلح "قوى الأمر الواقع" في حديثه عن المستفيدين والمتواطئين في قضية المعابر غير الشرعية.
ولم تخلُ كلمة بري من تصويب غير مباشر على طروحات "الحر" دون أن يسميه، مؤكداً أنه "لا الجوع ولا أي عنوان آخر يمكن أن يجعلنا نستسلم لمشيئة المشاريع الصهيونية الهدامة (في إشارة إلى كلام النائب اسود)"، مطالبا "بقيام دولة مدنية وإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي"، الأمر الذي سرعان ما أتى الرد عليه من قبل عضو المجلس السياسي في "الحر" ناجي حايك، الذي غرد، قائلا: "لمّا كشافة حركة أمل اسمها كشافة الرسالة الإسلامية وكشافة الحزب اسمها كشافة المهدي ما فيك استاذ نبيه تحكي لا عن قانون انتخابات لبنان دائرة واحدة ولا عن تصورك العلماني للدولة (...) الشباب بدهم بلدية الحدت على نموذج بلدية حارة حريك، حيث تمت مصادرة أرض تخص فخامة الرئيس وصار عليها بناية! ومن الحب ما بلع!!!". وكشفت مصادر سياسية رفيعة لـ"الجريدة، امس، عن "مساع حثيثة يقوم بها مساعد نصرالله حسين خليل، من أجل رأب الصدع بين الطرفين"، مشيرة إلى أنه "لا مصلحة لأي من الفريقين الدخول في سجالات بهذه اللحظة السياسية". وقالت: "لا خلاف جوهريا بين الحزبين إنما هناك مطالب داخلية لباسيل ويريد من الحزب الوقوف إلى جانبه وهو ما لم يحصل حتى الساعة".وكان نصرالله استبق في كلمته أي تحركات احتجاجية شعبية جديدة، واسماً إياها بأنها "رهان اسرائيلي لإسقاط حزب الله من الداخل، من خلال التظاهرات الشعبية، والرهان على انقلاب البيئة الحاضنة للحزب". واضاف: "هذه الاحتجاجات لا تزال الرهان الثابت لدى الأميركيين والإسرائيليين، لأنه ليس لديهم أي خيار في الذهاب إلى حرب، لاسيما ان قدرات المقاومة تعاظمت، والهدف هو ضربها اقتصاديا، وفرض الشروط لتطويعها، من خلال صندوق النقد، والذي لن يُسمح له بتقديم المساعدات، إلا اذا تم تقديم تنازلات في السياسة". وختم: "معظم الدول التي لجأت إلى صندوق النقد، استمر فيها الجوع والأزمات".في سياق منفصل، سجل عداد فيروس "كورونا" رقما مقلقا لليوم الثاني على التوالي. واعلنت وزارة الصحة تسجيل 146 إصابة جديدة بالفيروس خلال اليومين الماضيين، من بينها 80 في صفوف المقيمين، لترتفع الحصيلة إلى 1086، في وقت وصلت، امس، 7 طائرات جديدة تقل مغتربين الى بيروت اليوم. وخوفا من تفلت في التعبئة العامة خلال عطلة عيد الفطر، أصدر وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي بيانا شدد فيه على "ضرورة منع إقامة أي احتفالات او تجمعات رياضية أو ترفيهية أو فتح دور الملاهي والنوادي الرياضية والملاعب والحدائق، بما فيها ميدان سباق الخيل، لأي سبب كان، حتى ولو كانت دون جمهور، وكذلك منع وضع العاب للاطفال في الساحات والطرقات وذلك لحين صدور نص مخالف".
دوليات
لبنان: «الجوع» يهز العلاقة بين «حزب الله» و«الحر»
24-05-2020