اشتياقاً للعودة إلى العمل والحياة الطبيعية
نأمل أن نتمكن من العودة إلى العمل وإلى ممارسة حياتنا الطبيعية بعد أن أجبرتنا الظروف الصحية على ملازمة البيوت قرابة ثلاثة شهور، ولاشك أن الإنسان السوي الطبيعي الذي يكره العزلة ويسعد بمخالطة الأصحاب ورفاق العمر ويتبادل معهم الأخبار والآراء، وفجأة يجد نفسه قد فرضت عليه القيود وطالبته بالبقاء في المنزل لا يغادره سيصاب بالكآبة والحزن، ولا غرابة في ذلك، فمن المعروف أن المجتمع إذا أراد أن يعاقب مجرما يسجنه ويقيد حريته، حتى السجناء وضعت لهم قوانين دولية لحماية حقوقهم، تفرض على الدولة ألا يعزل سجينا في زنزانة وحيدا، بل يجب أن يسمح له بالخروج ومزاولة الرياضة والعمل ومخالطة من يشاء من المسجونين، المهم أن هذه الظروف قد تكون لها تأثيرات سلبية على كثير من المواطنين خصوصا الأطفال. ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن الدولة قد تمكنت من إدارة الأزمة بصورة جيدة، من حيث توفير المواد الغذائية للسكان مواطنين ومقيمين على حد سواء، وكذلك الرعاية الصحية، واهتمت بإجلاء المواطنين العالقين في بلدان مختلفة وإعادة الراغبين منهم إلى أرض الوطن، وكذلك إعادة كثير من المقيمين المخالفين لشروط الإقامة إلى أوطانهم.
المهم الآن العودة إلى العمل والحياة الطبيعية، فنأمل أن تكون الحكومة قد وضعت خطة سليمة للعودة إلى العمل والحياة الطبيعية، خصوصا أن كثيرا من الباحثين أكدوا أن هذا الفيروس الذي كان مجهولا قبل أشهر قد وضع تحت المجهر وخضع لكثير من البحوث والدراسات ورصدت الدول مليارات لمكافحته والتخلص منه، وأصبح لدى البشرية اليوم معلومات وافرة عنه وكيفية الوقاية منه، لذا بدأت كثير من المجتمعات تعود لحياتها العملية والطبيعية مع اتخاذ الإجراءات الصحية الضرورية للوقاية من ذلك الفيروس، لذا نحن على أمل أن تكون حكومتنا قد وفقت بإذن الله لوضع خطة سليمة للعودة إلى العمل وذلك كما تفيد الأخبار السارة الصادرة بعد العيد. وعلينا كمواطنين ومقيمين الالتزام يالإرشادات الاحترازية التي ترى السلطة الصحية ضرورة التقيد بها لتتم العودة للحياة الطبيعية بنجاح، كما نأمل أن يكون لغرفة التجارة دور مهم لتحفيز النشاط التجاري والاقتصادي ومعالجة السلبيات التي تركتها هذه الأزمة على الوضع الاقتصادي، وذلك كما عودتنا الغرفة على ذلك طيلة تاريخها.