العالم يتسابق إلى «الفتح الكبير»... وبوادر أزمة حدود أوروبية

• فرنسا تتخلّى عن «الكلوروكين» بعد وقف تجارب وزارة الصحة
• موجة الإصابات «اللاتينية» لم تنحسر بعد

نشر في 27-05-2020
آخر تحديث 27-05-2020 | 00:06
شرطيون حديثو التخرج خلال تمرين على التباعد الاجتماعي في مانيلا امس   (اي بس ايه)
شرطيون حديثو التخرج خلال تمرين على التباعد الاجتماعي في مانيلا امس (اي بس ايه)
بدا أن دول العالم بدأت سباقاً مع الوقت للعودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، مع الإبقاء على تعليمات التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وربط أي انفتاح بمستوى ارتفاع أو انخفاض حصيلة الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا».
تتسابق دول العالم إلى «الفتح الكبير» مع اتساع مستوى رفع الإجراءات التقييدية التي فرضت بسبب تفشي فيروس كورونا. ورغم احتمال ظهور بوادر أزمة حدود بين الدول الأوروبية، بدأت حركة الطيران الداخلي والخارجي العودة بخجل، بينما رفعت إجراءات حظر التجول وفتحت الشواطئ والمطاعم والفنادق والمتاجر والمعالم السياحية أبوابها.

ففي اوروبا، حضت إسبانيا السياح الأجانب على العودة اعتباراً من يوليو المقبل، وبات بإمكان المراقص والحانات والقاعات الرياضية والمتاحف وصالونات تصفيف الشعر، معاودة العمل في ايسلندا، كما فتحت الجمهورية التشيكية المطاعم والحانات والفنادق وحدائق الحيوانات وأحواض السباحة مجدداً، وأصبح بإمكان معظم المطاعم في ألمانيا معاودة العمل، فضلاً عن بعض الفنادق في المناطق السياحية، لكن كل الحانات ستبقى مغلقة، ويقتصر التواصل الاجتماعي على أفراد عائلتين.

وبينما أعلنت «شركة خطوط بروكسل الجوية»، أمس، استئناف بعض رحلاتها بدءا من 15 من يونيو المقبل بعد تعليقها 12 أسبوعاً، أكد رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل، أنّ الدولة الأوروبية الصغيرة ستخفّف اعتباراً من اليوم، القيود المفروضة منذ أكثر من شهرين، بحيث ستسمح للمقاهي والمطاعم بإعادة فتح أبوابها، وستجيز أيضاً إقامة الاحتفالات الدينية والمدنية، ولكن في ظلّ شروط صارمة.

ووعدت الحكومة بمنح كل مواطن يزيد عمره على 16 عاماً قسيمة شرائية بقيمة 50 يورو لإنفاقها في فنادق البلاد، بهدف حقن القطاع الفندقي بجرعة أوكسجين.

أزمة حدودية

وفي ظل النقاش القائم حول مساعدات التعافي الاقتصادي المخطط لها لما بعد أزمة «كورونا»، دعت الحكومة الألمانية مرة أخرى للتضامن الأوروبي، وسط مخاوف من ظهور بوادر أزمة حدودية بين دول الاتحاد.

وقال وزير الدولة للشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية ميكايل روت، أمس، على هامش مباحثات مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي: «نحن جميعا مرتبطون ببعضنا البعض، ونحن جميعا بحاجة لبعضنا البعض».

وأشار إلى أن دولة موجهة للتصدير بصفة خاصة كألمانيا تعتمد بشكل إجباري على أن يتعافى جيرانها في الاتحاد الأوروبي بأسرع وقت ممكن.

يذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقترحا صندوق إغاثة بقيمة 500 مليار يورو في 18 مايو الجاري. ولكن دولا مثل النمسا وهولندا ترفض مثل هذا الصندوق، لأنه من المقرر منح الأموال في شكل مدفوعات لا يمكن ردها. ويدعو منتقدو الصندوق لمنح أموال مساعدة فقط في شكل قروض.

إيطاليا

من ناحيتها، تسعى إيطاليا من أجل استئناف منسّق للتنقل في أوروبا في 15 يونيو، وفق ما أعلن وزير خارجيتها لويجي دي مايو. وقال دي مايو: «ألمانيا ترغب في إعادة فتح الحدود في 15 يونيو، نعمل على ذلك مع النمسا ودول أخرى».

وتصبّ هذه التصريحات في اتجاه دعوة فرنسية- ألمانية لإعادة فتح الحدود في أسرع وقت ممكن، أطلقها أمس رئيس البرلمان الفرنسي ريشار فيران، ونظيره الألماني وولفغانغ شوبل.

ويفترض، كما هو مقرر حتى الآن، أن تفتح الحدود الأوروبية الداخلية اعتباراً من منتصف يونيو، لكن حتى الآن تتخذ الدول الأوروبية قرارات منفصلة بهذا الصدد، رغم دعوات المفوضية الأوروبية إلى مزيد من الحوار.

وتعتزم الحكومة الألمانية إلغاء تحذيرها من السفر السياحي لأنحاء العالم اعتبارا من 15 يونيو المقبل بالنسبة لـ31 دولة أوروبية، «إذا سمحت التطورات المقبلة للجائحة بذلك».

وحضّت إسبانيا أمس، شركاءها في الاتحاد الأوروبي على وضع قواعد مشتركة لفتح الحدود وحرية التنقل.

وقالت وزيرة خارجية إسبانيا أرانشا غونزاليس: «علينا أن نتعاون مع شركائنا الأوروبيين لتحديد القواعد المشتركة التي ستسمح لنا بإعادة حرية التنقل في الأراضي الأوروبية».

أميركا الجنوبية

وفي أميركا الجنوبية، حيث لم تنحصر موجة الإصابات والوفيات، أمر الرئيس الأوروغواي لويس لاكالالي بو، بتعزيز الإجراءات الصحية في مدينة ريفيرا على الحدود مع البرازيل، التي باتت أكثر الدول بعدد الضحايا في أميركا الجنوبية.

وفي تشيلي، التي تواجه تفشي الفيروس بشكل واسع، سجلت عدد إصابات قياسي، بلغ 4895 بينها وزير الأشغال العامة ألفريدو مورينو (63 عاماً)، ووزير الطاقة خوان كاراوس خوبيه (44 عاماً).

واستأنف ثلاثة وزراء، كانوا في الحجر الوقائي بعد تواصلهم مع مصابين، عملهم بعدما جاءت نتيجة فحوصاتهم سلبية.

وفي غواتيمالا، أصيب أكثر من 200 عامل بمصنع نسيج بالفيروس.

من ناحيته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة والعالم يخوضان شكلا جديدا من المعركة ضد عدو غير مرئي، مشيدا بدور القوات المسلحة الاميركية في محاربة هذا الوباء.

وقال في حفل تذكاري وطني في في مدينة بالتيمور بولاية مريلاند «عشرات الآلاف من الجنود والحراس الوطني هم على الخطوط الأمامية لحربنا ضد هذا الفيروس الرهيب ورعاية المرضى، وتوفير الإمدادات الحرجة والعمل ليلا ونهارا لحماية مواطنينا».

وكشفت السلطات الأيرلندية عن عدم تسجيل أي وفيات، لأول مرة منذ 21 مارس.

وسجلت البلاد حتى الآن 1606 وفاة، بينما ارتفعت الإصابات إلى 24 ألفا و698.

الصين

وفي بكين، نقل التلفزيون الرسمي عن الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، ان الصين ستكثف استعداداتها للقتال المسلح، وستعمل على تحسين قدراتها على تنفيذ المهام العسكرية في ظل تأثير جائحة الفيروس الكبير على الأمن القومي.

وجاءت تصريحات شي خلال حضوره اجتماعا عاما لوفد من جيش التحرير الشعبي وقوات الشرطة المسلحة على هامش الجلسة السنوية للبرلمان.

وأضاف شي ان اداء بلاده في التصدي للفيروس أثبت نجاح الإصلاحات العسكرية، مضيفا أنه يتعين على القوات المسلحة استكشاف سبل جديدة للتدريب وسط الجائحة.

من ناحية أخرى، أوصى المجلس الصحي الأعلى الفرنسي بوقف استخدام «كلوروكين» لعلاج حالات «كورونا» الحرجة، وحصر استخدامه بالتجارب الطبية التي سبق وسُمِحَ بها. وتشمل هذه التوصية أيضاً جميع مشتقات «كلوروكين» وعلى رأسها «الهيدروكسي كلوروكين».

وتأتي هذه التوصية بناءً على طلب تقدّم به للمجلس أمس الأول وزير الصحة أوليفيي فيران في ضوء نشر دراسة بريطانية في مجلة «لانسيت» العلمية تشير إلى مخاطر استخدام «هيدروكسي كلوروكين» للحالات الخطيرة، لعدم فاعليته وتأثيره السلبي على انتظام ضربات القلب.

وقد وصف البروفيسور الفرنسي الشهير ديديي راوول الدراسة البريطانية بـ»الفوضوية»، وهو الذي كان أول مَن دافع عن استخدام الكلوروكين.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت، أمس الأول، تعليق التجارب السريرية مؤقتاً لعقار «هيدروكسي كلوروكين»، في إجراء وقائي.

الصين ستكثف استعداداتها للقتال المسلح وستعمل على تحسين قدراتها على تنفيذ المهام العسكرية في ظل تأثير جائحة الفيروس
back to top