«أم كارون»
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
ولست أتطرق هنا عن مسألة التطبيع والتعايش مع اليهود وما يصبو أو يرنو إليه مؤلفو العمل، فلست أنا شخصيا ممن يقتحم ويتكلم في النوايا الخفية أو المؤامرة الشعبوية التي تهدف ﺇلى تخفيف حدة النظرة ﺇلى وجود اليهود بيننا، فالمشكلة كانت في أن الاهتمام بالمسلسل اختلطت فيه أنباء كورونا حتى أصبح في الواقع "أم كارون" هو الاسم الأنسب للمسلسل من واقع الظروف الاستثنائية. فقد انشغل الشعب مع أنباء مسلسل، بلا شك هو يوثق حقبة مهمة وحقيقية في تاريخ الشعوب في إطار قصة اجتماعية درامية، ولكن لم ينشغلوا في التكاتف والتعاون في مواجهة وباء حل على البلاد، لم ينشغل الناس (على الأقل) بالحد الكافي بفعالية مؤسسات القطاع العام وكيفية ﺇنقاذها للمجتمع الكويتي من جشع رأس مالي شاهدناه في تراص المتسوقين على الأسواق السلعية، رامين خلفهم توصيات الصحة العامة. ففي اليوم الذي سبق الحظر الكلي بالكويت، ذهبت شخصيا ﺇلى مستوصف المنطقة، لأرى السوق المحاذي له أشبه بمرتع لكورونا ﺇن صح التعبير، وهنا أتساءل ﺇن كان المنظمون على دراية بتوصيات وقرارات وزارة الصحة أم لا، أم أن الدرهم والدينار أهم من صحة هؤلاء المتراصين على كيس الخبز أو أسطوانة غاز؟ قبل الختام تجب الإشادة والثناء على أداء الفنان عبدالمحسن النمر الذي تقمص دور الحاخام بحبه لجمع المال وعمله بالتجارة، وكيف فقد لب عقله حين سرقت أمواله ذات يوم، فقد مثل لي هذا "الحاخام" في طمعه وجشعه، شكل بعض التجار في السوق، وإن اختلف معهم بالزلوف! كان الدرهم والدينار نصب عينه، في حين كان كل أهل "الفريج" يتكاتفون ويتعاونون في التصدي للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية بشكل متشارك وتعاوني جميل، فقد كشف مسلسل "أم كارون" جشع التاجر في ظل أزمة أو مشكلة، داخل العالم الافتراضي للمسلسل أو عالمنا الذي حل به كورونا.