استهل البرلمان الإيراني، الذي يهيمن عليه التيار المتشدد أعماله أمس، بإخفاق في اختيار رئيس جديد له، مع تواصل الخلافات بين مكونات التيار حول شخصية المرشح الأوفر حظا لتولي المنصب، الرئيس السابق لبلدية العاصمة طهران القائد السابق بـ«الحرس الثوري» محمد باقر قاليباف، الذي يوصف بأنه أحد المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأجل البرلمان اختيار خليفة لرئيسه السابق علي لاريجاني وأعضاء هيئة الرئاسة إلى اليوم، دون خوض في التفاصيل. وترأس جلسة أمس الرئيس الأكبر سنا، وهو رضا تقوي، الذي يبلغ من العمر 74 عاما، وهو من التيار المتشدد.

Ad

وقال تقوي في افتتاح الجلسة الأولى: «نريد أن نكون مؤثرين في حياة الناس ولسنا من دعاة الدولة والمعارضة».

لا عدالة

وبدأت الدورة الجديدة للبرلمان، بحضور رؤساء السلطات الثلاث وقراءة كلمة المرشد الأعلى.

وفي مراسم الافتتاح، قرأ محمد محمدي كلبايكاني، ممثل خامنئي، رسالة المرشد، وحث النواب الجدد على «تجنّب الحب والكراهية الحزبية في أداء المهام».

وأضاف المرشد الإيراني أن الجمهورية الإسلامية لم تحصل على «الدرجة المطلوبة للعدالة»، ووصف هذا الفشل بأنه «حقيقة غير مقصودة».

وأكد خامئني في رسالته أن «الاقتصاد والثقافة يأتيان في صدارة أولويات البلاد»، وأوصى النواب بإيلاء الأولوية لمعيشة الطبقات الضعيفة وإصلاح أسس الاقتصاد، «مثل العمل والإنتاج ومعالجة التضخم واتخاذ المواقف الثورية في الأحداث المهمة».

حذر روحاني

ومن جهته، دعا الرئيس الإيراني المحسوب على التيار المعتدل حسن روحاني، في كلمته، إلى تعاون السلطتين (التشريعية والتنفيذية)، قائلاً: «يمكن للحكومة والبرلمان التعاون في العديد من المجالات، لكن أفضل تعاون هو موافقة البرلمان على مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة».

كما استغل روحاني منبر البرلمان للدفاع عن أداء حكومته في أزمة كورونا، قائلاً إن نحو 20 محافظة وصلت الآن إلى مرحلة السيطرة على الفيروس، وإن الوضع في 11 محافظة مبشر جدا.

وأكد الرئيس الذي يتعامل بحذر مع المجلس الجديد، أن أعضاء البرلمان مسؤولون أمام المواطنين، مشيراً إلى ضرورة أن ينصب اهتمام النواب على مصالح الوطن وأمنه القومي وثقافته، وأن تكون هذه الأمور مقدمة على المصالح الشخصية والسياسية الضيقة.

وشدد على أنه «لا يريد بأي حال من الأحوال أن يقصر البرلمان عن مهمته المهمة وهي التشريع والرقابة».

واعتبر أن مجلس الشورى يجسد الديمقراطية الإسلامية وسیادة الشعب.

وفي جانب آخر من تصريحاته سلط روحاني الضوء على ما حققت بلاده من التقدم والتطور في المجال العسكري وارتقاء مكانتها العسكرية من المرتبة الـ22 إلى الـ14 عالمياً. ورأى أن «العدو لجأ الى الدعايات والحرب النفسية وفرض الضغوطات الاقتصادية على إيران، لكنه فشل في تحقيق أهدافه».

وجاءت كلمة روحاني في وقت يتوقع أن يسعى البرلمان، الذي هيمن عليه التيار المتشدد بعد الانتخابات التي جرت في 21 فبراير الماضي، مع قيام «مجلس صيانة الدستور» باستبعاد عدد من مرشحي التيار الإصلاحي، إلى دفة السياسة الخارجية ومحاولات الانفتاح على الغرب، بعد انحسار الاتفاق النووي ووصوله إلى مرحلة اشبه بالشلل عقب انسحاب الرئيس دونالد ترامب منه عام 2018، وفرضه عقوبات اقتصادية ودبلوماسية خانقة على طهران.

ناقلات فنزويلا

إلى ذلك، أفادت بيانات «رفينيتيف أيكون» بأن ثالث شحنة من مجموعة ناقلات إيرانية تنقل الوقود إلى فنزويلا المتعطشة له، وصلت إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، في حين يجري تفريغ الشحنتين السابقتين في مينائين تديرهما شركة النفط الوطنية الفنزويلية، التي تملكها الدولة الاشتراكية بزعامة نيكولاس مادورو غير المعترف به من قبل الغرب.

وعبرت الناقلة بيتونيا التي ترفع علم إيران البحر الكاريبي، في وقت مبكر أمس الأول، بعد أن قدمت من المحيط الأطلسي متبعة المسار نفسه الذي اجتازته الناقلتان السابقتان فورتشن وفورست.

وانتقدت الولايات المتحدة هذه الصفقة بين البلدين العضوين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إذ إن الدولتين تخضعان لعقوبات. وقال مسؤول أميركي، في وقت سابق، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس الرد على الشحنات، مما دفع الحكومة الإيرانية لتحذير واشنطن من أي عمل عسكري.