حدد الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله معالم التعاطي مع قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، في كلمته مساء أمس الأول، مستبقا زيارة رئيس الحكومة حسان دياب لمقر تلك القوات أمس.

وقال نصرالله إن «لبنان رفض تغيير مهمة اليونيفيل، لكن الإسرائيليين يريدون إطلاق يد اليونيفيل، وأن يكون لها الحق في مداهمة وتفتيش الأملاك الخاصة، وهناك ضغط أميركي على لبنان بهذا الملف»، مضيفاً: «حزب الله ليس ضد بقاء اليونيفيل، لكن التغيير والتوسيع في المهمة يمسان بالسيادة اللبنانية».

Ad

وربطت مصادر متابعة بين موقف نصرالله و«غضب الأهالي» بعد وقوع اشكال قبل يومين بين شبان من بليدا - قضاء مرجعيون، وبين عناصر من الكتيبة الفنلندية العاملة في قوات «اليونيفيل»، على خلفية منع القوّة من القيام بدورية راجلة دون مرافقة الجيش اللبناني، مشيرة إلى أن «نصرالله وجه رسالة الى اليونيفيل عبر غضب الأهالي لعدم اللعب في التفاهمات المتفق عليها منذ سنوات وحتى اليوم».

دياب في النافورة

واكد الرئيس دياب ان «لبنان متمسك بتطبيق القرار 1701، ونطالب الأمم المتحدة بفرض تطبيقه على العدو الإسرائيلي». وقال خلال زيارته مقر «اليونيفيل» في الناقورة امس: «الحاجة لقوات اليونيفيل لا تزال ضرورية وملحة في ظل المحاولات الإسرائيلية لزعزعة الاستقرار، ونشدد على ضرورة التعاون مع الجيش اللبناني». وختم: «أتوجه بنداء الى العالم ليفرض على اسرائيل الانسحاب من المياه والاراضي اللبنانية المحتلة، لان استمراره يمنع تثبيت الاستقرار»، كما أعرب القائد العام لقوات «اليونيفيل» اللواء ستيفانو دل كول عن تطلعه للعمل مع «الحكومة اللبنانية لاسيما الجيش لتطبيق القرارات الدولية ولاسيما القرار 1701».

نصرالله

وتطرق نصرالله في حديثه، امس، الى الحال السياسية في لبنان، قائلاً: «عدم ذهابنا إلى حرب داخلية ليس فوبيا كما يقال، إنما نابع من إيماننا والتزامنا. نحن لا نريد حربا أهلية في لبنان. ونحن لا نريد أن نحكم البلد. ونحن لسنا مع عزل أي فريق، بل نحن مع الشراكة في الحكومة اللبنانية.

واضاف: «عندما نذهب إلى أي مواجهة، فأدوات التغيير يجب أن تراعي تركيبة البلد وخلافاته. وميزة المقاومة انها واقعية. وهناك حدود اسمها أنه يجب أن يكون العمل السياسي ذا أسقف واضحة، منها عدم الذهاب إلى حرب أهلية وتقسيم البلد طائفياً».

ونفى أن «يكون رئيس التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل قد فتح مع حزب الله مسألة ترشحه لرئاسة الجمهورية»، مؤكدا «متانة العلاقة مع التيار الوطني الحر، ومبنية على أسس قوية»، ملمحا إلى أن «قوى لا تريد استمرار هذه العلاقة».

ووجه نصرالله كلمة للإسرائيليين، قائلا: «كل الحدود خارج دائرة الأمان عندما تعتدي علينا»، لافتا إلى أن «الإسرائيلي يبحث عن وسائل ليعمل من دون بصمة، كما فعل في الضاحية الجنوبية بمسألة المسيّرات».

وتابع: «ما يحمي لبنان اليوم - الانجاز اليوم - هو الردع، وهذا ما هو واضح بسلوك العدو»، مبينا ان «اسرائيل تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر دون رد. وهذه قاعدة من قواعد الاشتباك».