في خطوة تشكل منعطفاً حساساً لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، المتهم بأنه أدرك متأخرا خطورة وباء كورونا، ولم يسارع إلى فرض تدابير تمنع تفشيه، أجاب، أمس، جونسون عن أسئلة النواب بشأن طريقة إدارته لأزمة الوباء، ودعمه لمستشاره دومينيك كامينغز المتهم بخرق تدابير العزل.

واحتلت قضية كامينغز الصفحات الأولى في الصحف البريطانية منذ خمسة أيام، وبدأت تأثيراتها تنتقل إلى الرأي العام، فقد بيَّن استطلاع للرأي أجراه مركز يوغوف لصحيفة ذي تايمز تراجعاً بنسبة تأييد حزب المحافظين الذي ينتمي إليه جونسون بتسع نقاط، ليبلغ 44 في المئة.

Ad

في المقابل، كسب حزب العمال المعارض خمس نقاط، لترتفع نسبة تأييده إلى 38 في المئة خلال الفترة نفسها.

وداخل معسكر الحزب المحافظ نفسه، يطالب نحو 40 نائباً باستقالة كامينغز، كما أن وزيراً استقال أمس الأول، على خلفية هذه القضية.

وهذه المرة الأولى التي يواجه فيها جونسون معارضة داخلية مماثلة منذ فوزه بانتخابات ديسمبر التشريعية. ومثل عبر الفيديو لساعة ونصف الساعة أمام لجنة الاتصال في مجلس العموم للإجابة عن أسئلة أعضائها.

ولم ينجح كامينغز في إقناع المنتقدين بالتبريرات التي قدمها حول سبب سفره إلى منزل والديه في دورهام التي تبعد 400 كلم من لندن. وقال إنه قام بذلك نتيجة خشيته من إصابته بالفيروس، وسعيه لهذا السبب إلى حل للاعتناء بطفله.

ودافع كامينغز، المستشار النافذ لجونسون والعقل المدبر لحملة استفتاء عام 2016 الذي قاد إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مرتين عن نفسه أمام الصحافة.

وقال وزير السكن روبرت جنريك لشبكة "بي بي سي"، أمس، إنه "بعد تلك التوضيحات حان وقت الانتقال إلى أمر آخر".

لكن الاستطلاعات تبين أن غالبية كبرى من البريطانيين تعتقد أن المستشار خرق تدابير العزل وعليه مغادرة منصبه.