سجلت الهند نحو 8 آلاف إصابة جديدة بفيروس "كورونا" أمس، في قفزة يومية قياسية، مما يثير احتمال تمديد رئيس الوزراء ناريندرا مودي إجراءات العزل العام إلى ما بعد 31 مايو، في وقت تغرق البرازيل في الأزمة الصحية، حيث أصبحت الدولة الخامسة عالمياً من حيث عدد الوفيات.

وفي رسالة مفتوحة بمناسبة مرور عام على ولايته الثانية، ناشد مودي مواطنيه اتباع جميع قواعد العزل العام، وإغلاق المنشآت لمنع انتشار الجائحة.

Ad

وقال إن أمام الهند "معركة طويلة مع الفيروس. بلدنا محاصر‭‭ ‬‬بالمشكلات وسط عدد هائل من السكان وموارد محدودة"، مضيفا أن العمالة المحلية والوافدة "تعرضت لمعاناة‭‭ ‬‬جسيمة بسبب القيود".

وسجلت الهند في المجمل 173763 إصابة و4971 وفاة، لتكون تاسع أكثر الدول تضررا بالجائحة على مستوى العالم.

البرازيل

في المقابل، يتفاقم الوضع في البرازيل، التي تغرق أكثر فأكثر في الأزمة الصحية، وباتت بتسجيلها نحو 28 ألف وفاة مع نحو نصف مليون اصابة، خامس دولة عالمياً من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة (مئة وألفان و201) وبريطانيا (38 ألفا و161) وإيطاليا (33 ألفا و229) وفرنسا (28 ألفا و714) وقبل إسبانيا، ويرى علماء أن الأعداد الحقيقية في البرازيل أكبر بكثير من الأرقام المعلنة.

ترامب

الى ذلك، ومن دون إحداث مفاجئة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء علاقة بلاده بمنظمة الصحة العالمية، التي يتهمها منذ بدء انتشار فيروس "كورونا" بالانحياز الى الصين.

وقال ترامب، أمام الصحافيين، أمس الأول، "لأنهم فشلوا في القيام بالإصلاحات اللازمة والمطلوبة، نحن ننهي اليوم علاقتنا بمنظمة الصحة العالمية، ونعيد توجيه هذه الأموال الى احتياجات أخرى ملحة في مجال الصحة العامة في العالم".

وأضاف: "العالم بحاجة إلى إجابات من الصين بشأن الفيروس. يجب أن تكون لدينا شفافية"، واتهم ترامب في وقت سابق منظمة الصحة العالمية بأنها "دمية في يد الصين" التي انطلق منها الوباء في نهاية 2019.

على الصعيد الدولي، وصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا القرار بأنه "ضربة لأسس التعاون القانونية الدولية في مجال الصحة، وجاء في وقت يحتاج فيه العالم الى التضامن في مواجهة تفشي الوباء".

وفي برلين، اعتبر وزير الصحة الألماني ينس سبان قرار ترامب "يشكل انتكاسة خطيرة للصحة العالمية"، وبعدما أكد أن "على الاتحاد الأوروبي الالتزام بشكل أكبر مالياً"، اعتبر أنه "حتى يكون لها مستقبل، تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى إصلاحات".

تحذير من التفاؤل

من ناحيتها، حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت، أمس، المواطنين من شعور زائف بالأمان، وقالت: "يعتقد بعض الناس الآن أن الخطر لم يكن كبيرا في البداية، بسبب عدم حدوث المعاناة الجماعية الكبيرة. هذه مغالطة"، مضيفة أنه عند النظر إلى دول صديقة سيتضح أن هذا كان من الممكن أن يحدث.

وفي لندن، حذر ثلاثة مستشارين علميين للحكومة البريطانية من أن الفيروس لا يزال ينتشر بسرعة شديدة في البلاد، بما لا يسمح برفع قيود العزل العام، ووصف أحدهم القرار بأنه سياسي. وتبدأ إنكلترا تخفيف إجراءات العزل تدريجيا من الغد.

لكن جيريمي فيرار، مدير مؤسسة ولكام تراست للأبحاث وعضو المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ قال إنه يتفق مع زميله جون إدموندز على أن "كوفيد-19 ينتشر على نحو شديد السرعة بما لا يسمح برفع العزل العام".

كما حذر البروفيسور بيتر هوربي، رئيس المجموعة الاستشارية لمخاطر الفيروسات التنفسية الجديدة والناشئة، من أنه "من السابق لأوانه رفع إجراءات العزل العام، نظرا لأن نظام الفحص والتتبع غير مفعل على نحو كامل حتى الآن"، مضيفا: "لا يمكننا العودة لوضع نشهد فيه أعداد حالات الإصابة والوفيات التي شهدناها من قبل".

أوروبا

في غضون ذلك، تواصل أوروبا التي تضررت كثيراً مع 176 ألف وفاة و2.1 مليون اصابة، اجراءات رفع العزل بعدما شهدت تباطؤا لانتشار الفيروس.

وفي ايطاليا حيث سيتم اعادة فتح برج بيزا المائل الشهير أمام الزوار، بقي عدد الإصابات مستقرا بصورة عامة.

وفي فرنسا، أعاد متجر "غاليري لافاييت" الشهير امس، فتح أبوابه، مع فرض وضع الكمامات وقواعد التباعد الاجتماعي، كما أعلن متحف اللوفر أنه سيعيد فتح أبوابه أمام الجمهور اعتبارا من 6 يوليو المقبل، رغم أن حصيلة الوفيات ارتفعت إلى 28714 بعد تسجيل 52 وفاة.

وبينما أظهرت بيانات السلطات الصحية في الصين تسجيل 4 إصابات جديدة، وذلك بعد خلو اليوم السابق من أي إصابات، أعلنت وزارة الصحة في تايلند تسجيل إصابة واحدة.

الإمارات

وابتداء من الغد، يبدأ حاملو الإقامات السارية الموجودون خارج الإمارات العودة إلى البلاد.

وأكدت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بالامارات، في بيان، ان "ذلك استجابة من الجهات المعنية في الإمارات، لتسهيل الإجراءات لأصحاب الإقامات السارية الموجودين خارج الدولة، ومراعاة للأسر، وما يتطلبه الأمر من التئام شملهم مع عائلاتهم التي تأثرت بالتدابير المتخذة في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة".

وكانت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، دعت حاملي الإقامات السارية الموجودين خارج الدولة والراغبين في العودة للتسجيل في خدمة «تصريح دخول المقيمين» على موقعها، بهدف تسهيل إجراءات عودتهم إلى الإمارات بأمان.

وحذر الموقع الرسمي للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، من حجز أو شراء تذاكر السفر أو السفر قبل الحصول على الموافقة على طلب العودة، مشيراً إلى أن مراجعة الطلب قد تتطلب بعض الوقت، داعياً إلى حجز تذاكر الطيران وفقاً لتاريخ السفر الفعلي المحدد، حيث تعتبر التواريخ المدخلة في الطلب تواريخ افتراضية.

وأكدت شركات الطيران، أن من شروط عودة المقيمين، إجراء الاختبار الصحي الإلزامي عند الوصول، والحجر المنزلي الإجباري مدة 14 يوماً.

الى ذلك، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليزا غراندي، إن "الفيروس أصبح ينتشر في جميع أنحاء البلاد دون رادع أو ما يخفف من حدته".

وأضافت: "مأساة تتجلى في اليمن. من المستحيل معرفة عدد الأشخاص المصابين بدقة دون قدرات كافية لإجراء الفحوصات، وكل ما نعرفه هو أن المستشفيات أصبحت تُضطر إلى إرجاع المصابين، وأصبح هناك نقص في كل شيء".

إسرائيل

وفي تل أبيب، ذكرت وزارة الصحة الإسرائيلية أن البلاد سجلت 101 إصابة جديدة، متخطية المستوى الذي حددته الحكومة في وقت سابق من الشهر الجاري كشرط مسبق لتخفيف إجراءات الإغلاق.

وقال موشيه بار سيمان توف، المدير العام لوزارة الصحة، في مؤتمر صحافي، "كانت لدينا مرحلة من النشاط المفاجئ والنشوة. والآن، لدينا إشارة للتنبيه".