رحيل حسن حسني... جوكر السينما المصرية

بعد مسيرة فنية حافلة، رحل الفنان القدير حسن حسني، عقب تعرضه لأزمة قلبية جعلته يلازم المستشفى في الساعات الأخيرة، فيما شيعت الجنازة عقب صلاة الظهر أمس ووارى جثمانه الثرى بمقابر العائلة في 6 أكتوبر.

بدورها، نعت نقابة المهن التمثيلية الفنان الراحل، كما نعاه فنانون من مختلف الدول العربية عبر وسائل التواصل.

وكانت آخر أعمال الفنان الراحل مشاركته في مسلسل "سلطانة المعز" مع الفنانة غادة عبدالرازق، وهو العمل الذي انتهى من تصوير دوره فيه قبل أقل من 10 أيام فقط على رحيله، فيما كان التكريم الأهم الذي ناله قبل الوفاة في نوفمبر 2018 بمنحه جائزة فاتن حمامة في الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

أدوار صغيرة

بدأ حسن حسني المعروف بجوكر السينما المصرية، حياته الفنية من خلال المسرح العسكري الذي تأثر فيه بتوجيهات الفنان الراحل حسين رياض، ومن خلاله بدأ تقديم أدوار صغيرة، لينتقل بعد ذلك إلى مسرح تحية كاريوكا التي عمل معها 9 سنوات، ثم مسرح جلال الشرقاوي، فيما قدم عشرات الأعمال التلفزيونية والسينمائية، خصوصا من نهاية التسعينيات حتى قبل سنوات قليلة، حيث كان الممثل الأكثر غزارة في الظهور، بحسب ما وصفه الناقد طارق الشناوي في كتابه "حسن حسني المشخصاتي".

المشاركة السينمائية الأولى لحسني كانت من خلال فيلم "الباب المفتوح" في مشاهد محدودة، فيما كان شريكاً لعدد كبير من نجوم الكوميديا من نهاية التسعينيات حتى الآن، وفي مقدمتهم علاء ولي الدين، وأحمد حلمي، ومحمد سعد، ومحمد هنيدي، ورامز جلال الذي شاركه في أول بطولته السينمائية، تقديراً لعلاقة الصداقة التي جمعت بينه وبين والده المخرج الراحل جلال توفيق.

بدأ توهج حسن حسني الحقيقي من خلال مشاركته مع المخرج الراحل عاطف الطيب في عدد من أعماله المتميزة، فثقة الطيب في موهبة حسني جعلته يسند إليه أدوارا مميزة في أفلام مهمة مثل "سواق الأتوبيس"، و"ضربة معلم"، و"الهروب"، و"دماء على الاسفلت" الذي تقاسم بطولته مع نور الشريف، وحصد عنه جائزة أفضل ممثل في المهرجان القومي الثالث للسينما المصرية، وهي الجائزة التي كان يتنافس عليها كل من عادل إمام، وأحمد زكي، ومحمود عبدالعزيز، ونور الشريف.

لكن المفارقة أن حسن حسني لم يستطع تسلم الجائزة بسبب انشغاله بالتصوير وقت اقامة حفل توزيع الجوائز بعمل سينمائي في لبنان، ليتسلمها نيابة عنه المخرج الكبير عاطف الطيب، الذي قدمه بشخصية الباشكاتب الفقير الذي يعمل بشرف، لكنه يجد نفسه متهما بجريمة لم يرتكبها، في واحد من أجمل أدواره الإنسانية.

عمل حسني في عشرات الأعمال السينمائية والمسرحية في مصر وخارجها، كما قدم أكثر من عمل في الكويت منهم "خالي وصل" مع الفنان طارق العلي، الذي كتب معزياً في رحيل الفنان المصري القدير.