الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه أزمة عرقية وحرباً مفتوحة مع «تويتر»
احتجاجات «أريد أن أتنفس» تتسع... و«الحرس الوطني» يتحرك لوقف النهب
قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تزداد حدتها السياسية رغم برودتها فيما يخص التجمعات الانتخابية بسبب فيروس كورونا، وجد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي يبدو واثقاً من الفوز بولاية ثانية، نفسه أمام اضطرابات عرقية واسعة، وحرباً مفتوحة مع موقع تويتر منصته المفضلة التي يرى خبراء أنها كانت سبباً في فوزه غير المتوقع بالرئاسة قبل 4 سنوات. وامتدت الاحتجاجات التي رفعت شعار «لا أستطيع أن أتنفس»، والمستمرة منذ أربعة أيام في مينيابوليس بولاية مينيسوتا إلى معظم المدن الأميركية الكبرى، في رد غير متوقع على مقتل المواطن الأسود جورج فلويد خنقاً تحت ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين، الذي فُصل من الخدمة ووجهت له تهمة القتل غير العمد.وبلغت وتيرة الغضب وأعمال العنف والنهب ذروتها في عدة ولايات، ووصل صداها من مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، إلى العاصمة واشنطن، حيث أغلق البيت البيض أبوابه وقتاً قصيراً أمام المتظاهرين.
وفي ظل تصاعد العنف والنهب، أعلن حاكم ولاية جورجيا بريان كيمب، أمس، حالة الطوارئ في مقاطعة فولتون وتحريك 500 من أفراد قوات الحرس الوطني من أجل «حماية الأفراد والممتلكات».وفي ميشيغان، أعلنت المتحدثة باسم شرطة ديترويت السرجنت نيكول كيركوود، أمس، مقتل شخص في وسط المدينة بعدما أطلق شخص يستقل سيارة النار على حشد من المحتجين. وعلى غرار لويزفيل بولاية كنتاكي وهيوستن بولاية تكساس، تجمّع آلاف المحتجين عند مركز باركليز في نيويورك، وتمّ إغلاق طريق سريع في دنفر عاصمة ولاية كولورادو.وغداة اعتقال الشرطة طاقم شبكة CNN خلال تغطية حية لأعمال العنف من مينيابوليس، هاجم المتظاهرون مقرها في مدينة أتلانتا. وبعد نهب عشرات المحلات التجارية وإضرام النار في العديد من الممتلكات العامة والخاصة، حرك الحرس الوطني أكثر من 500 جندي إلى المنطقة، «لضمان قدرة إدارات الإطفاء على الاستجابة للبلاغات ودعم السلطات المدنيّة لضمان سلامة الأرواح والممتلكات».وقبل تحدّثه إلى عائلة فلويد، انتقد ترامب، في تغريدة على «تويتر» الغياب التام للقيادة في مينيابوليس، داعياً عمدتها جاكوب فراي للتصرف بحزم والسيطرة على الوضع في المدينة، وإلا فإنه سيرسل الحرس الوطني لإنجاز المهمة بالشكل الصحيح. وأثار ترامب جدلاً بعد قوله أنه أبلغ «حاكم مينيسوتا تيم والز أن الجيش سيكون إلى جانبه»، مؤكداً أنه «سيبدأ إطلاق النار عندما تبدأ عمليات السطو».ورداً على انتقاد ترامب للمتظاهرين ووصفهم بأنهم «سفاحون»، عمد «تويتر» إلى وضع إشارة «تمجيد للعنف» على تغريدته، معتبراً أنه «يمكن تأويل هذه الرسالة بأنها تحريض لقوات الأمن على استعمال أسلحتها». واستأنف ترامب هجماته على «تويتر» بعد وضع الأخير علامة التحذير، وأكد أنه «سيتم تنظيمه»، داعياً الكونغرس إلى إلغاء قانون يحمي شركات التكنولوجيا.