سعى رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف إلى وضع سقف للبرلمان، وأكد أن المجلس الجديد الذي يخضع لهيمنة التيار المتشدد سيواصل سياسة تعزيز الفصائل المسلحة التي تدعمها طهران في المنطقة، مشدداً على رفض الدخول في مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة. وغلبت نبرة «حربية انتقامية» على أول خطاب لقاليباف في البرلمان الذي أفرزته الانتخابات التشريعية التي جرت في فبراير الماضي، بعد إقصاء مرشحي التيار المعتدل، لإفساح المجال أمام التيار المتشدد الداعم لسياسة المواجهة مع الغرب عموماً، وواشنطن التي انسحبت من الاتفاق النووي وفرضت العقوبات على طهران خصوصاً.
وقال قاليباف، الذي يعد أول قائد سابق بالحرس الثوري يتولى منصب رئيس مجلس الشورى، إن «البرلمان يعتبر أن التفاوض مع أميركا كمحور للاستكبار أمر لا فائدة منه بل كله أضرار»، متعهداً بـ «مواصلة سلسلة الانتقام» لدم قاسم سليماني القائد السابق لـ«فيلق القدس»، المسؤول عن العمليات الخارجية، والذي قُتل في هجوم جويّ أميركي بالعراق يناير الماضي.وأضاف في خطابه الذي بثه التلفزيون الرسمي: «تعاملنا مع أميركا سيستكمل بطرد الجيش الأميركي الإرهابي من المنطقة تماماً»، مؤكداً أن المجلس يقف بقوة في «مواجهة العدو الخارجي وخصوصاً أميركا والكيان الصهيوني باعتبار ذلك من الواجبات الأساسية».من جانب آخر، دعا قاليباف إلى تحسين العلاقات مع جيران إيران و»الدول الكبرى التي وقفت بصداقة إلى جانبنا في الشدائد ولها معنا مصالح استراتيجية»، دون أن يسمي تلك الدول.
إلى ذلك، كشفت تقارير إيرانية أن شركة خاصة وزعت بطاقات ائتمان بمبلغ 150 دولاراً على النواب الجدد في أول يوم عمل لهم بالمجلس، وأن شركة إنتاج ملابس فاخرة منحت عدداً منهم بطاقات هدية أطقم يصل سعرها إلى 1000 دولار.وذكرت التقارير أن قاليباف، الذي يتهمه منافسوه بحب المظاهر وتسببت صورة له بطاقم باهظ الثمن بلعب دور أساسي في خسارته الانتخابات أمام الرئيس الشعبوي أحمدي نجاد في 2005، أمر بمنع توزيع الهدايا وطرد مندوبي الشركات من قاعة البرلمان.