التكويت بين التطرف والتسويف
![د. عنادل المطر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1584808767300568300/1584808774000/1280x960.jpg)
أما الرأي الآخر فهو الذي يريد أن يسوّف، بحيث يبقى الوضع كما هو عليه من خلل في التركيبة السكانية، وهذا الرأي يتذرع بأن الكويتيين "لا يعملون" وأن علينا الاهتمام بالعمل وعدم السماح بالتأثير على جودته أو انسيابيته، وأصحاب هذا الرأي يقولون إنهم مع التكويت ولكنهم لا يحددون أي نقطة فيه ولا يقولون كيف، وعلى أمل أن نتجاوز أزمة كورونا "والله لا يغير علينا".برأيي الشخصي يجب أن تعدل التركيبة السكانية، فلا يجوز أن نكون أقلية في بلدنا، ولتعديل هذا الوضع يجب أن تكون هناك خطة واضحة محددة الأهداف والمدى الزمني والتفاصيل، وأن تكون علنية ومتابعتها علنية لإيقاف أي انحراف، هذه الخطة يجب أن تدرس كل الوظائف بكل التخصصات، وتكون مربوطة بهدف سنوي، بحيث كل سنة تزيد نسبة الكويتيين إلى إجمالي عدد السكان، ولنجاح الخطة يجب أن تكون واقعية، يعني هناك بعض الوظائف سيكون من المستحيل أو النادر الحصول على كويتيين لأدائها مثل الوظائف البسيطة، وهناك وظائف بحاجة إلى زيادة عدد المبعوثين والمقبولين في الجامعات الكويتية مثل الطب، فلا يمكن الوصول إلى نسبة معقولة ترضي الطموح إذا لم نقم بزيادة عدد المبعوثين اعتباراً من هذه السنة حتى نبدأ نحصد حتى لو بعد عشر سنوات.ولتعديل التركيبة السكانية أيضاً يجب أن تتجه الحكومة إلى ممارسة دورها القيادي في ممارسة الأعمال، وللتوضيح سأستخدم هنا مثالا على ما أقصده: فلو نظرنا الآن إلى محطات الوقود نجد أننا تراجعنا بخطوات، فقبل تخصيصها كانت تعمل بالخدمة الذاتية بمعنى أن يتولى الزبون تعبئة سيارته ثم يدفع عند الكاشير الكويتي (وكانوا من أفضل الشباب)، في حين الآن نجد أكثر من عشرين عاملا آسيويا في "الشيفت" الواحد، يتولون تعبئة السيارات في حين الكاشير أغلق نافذته! فإذا كنا على قناعة بأن الكويتيين يمكن أن يقوموا بكل الأعمال هل يكون من الصعب علينا تعبئة السيارات بالوقود؟ هذا مثال بسيط وهناك أمثلة كثيرة لو طبقناها ستقلل من العمالة بشكل كبير.وإذ نتجه لتعديل التركيبة السكانية علينا أن نسعى إليها بعقولنا، وأن نبتعد عن الغوغائية والإساءة للآخرين، فهناك من غير الكويتيين من أدوا أعمالاً رائعة للكويت وأهلها ولا يجوز الإساءة لهؤلاء تحت أي ذريعة، فالمطلوب العنب لا الناطور.