العام الدراسي في عهدة وزير التربية والتعليم العالي
سبق أن أعلنت موقفي المؤيد لقرار وزارة التربية والتعليم العالي بعدم التسرع في إنهاء العام الدراسي والانتظار إلى ما قد تؤول إليه الأوضاع الصحية في البلاد، مع مطالبتي الوزارة بوضع خطة بديلة لاستئناف العام الدراسي في حال تعذر عودة العمل بالمؤسسات التعليمية إلى طبيعتها قبل جائحة كورونا من خلال تفعيل منصات وبرامج التعليم الإلكتروني.قد أتفهم مطالبة البعض باستئناف العام الدراسي من خلال تفعيل التعليم الإلكتروني رغم صعوبة تطبيقه في الوقت الحالي مع قناعتي بأهميته كجزء من منظومة التعليم النظامي ولدوره في إثراء التعليم، لكني أستغرب من إصرار البعض بإنهاء العام الدراسي قبل التواريخ التي أعلنتها الوزارة.الحديث عن إنهاء العام الدراسي مازال مبكراً لكنه ليس مستبعداً كما ذكر الأخ الدكتور سعود الحربي وزير التربية والتعليم العالي إن كانت الظروف الصحية لا تسمح بعودة الحياة إلى طبيعتها، أو أنها تشكل أي خطر على صحة أبنائنا الطلبة، إذاً لمَ العجلة ولماذا هذا التصعيد؟
اتخاذ مثل هذا القرار قد يتسبب في ضياع مستقبل جيل كامل، خصوصاً من هم في الصف الثاني عشر وتبعاته ستكون وخيمة على تحصيلهم الجامعي، وأيضا سيمتد ليطول بقية المراحل التعليمية الأخرى من الصف الأول إلى الصف الحادي، وسيدخلنا في دوامة آلية تعويضهم عما فاتهم من مواد تعليمية يفترض أن تكون مرتبطة بالمقرر الدراسي! موضوع التفريط بالعام الدراسي تبعاته كبيرة على التعليم وموضوع إقرار التعليم الإلكتروني لن يكون بالسهولة ذاتها التي يروج لها، ولن يكون بالانضباط ذاته إذا ما سلمنا بقدرة هذا النظام على إيصال المعلومة، لذلك يظل باب التساؤل قائما حول قدرة المعلمين والطلبة على استخدام البرامج التعليمية ومنصات التواصل الإلكتروني، ناهيك عن ضرورة تدريب المعلمين على أدوات قياس كفاءة تحصيل الطالب العلمي لتتناسب مع هذه المنظومة، التي تختلف اختلافا كليا عن التعليم النظامي. تابعت كغيري لقاء الوزير، وقد لفت انتباهي حجم التفاعل والمتابعة من المشاهدين، ورحابة صدر الوزير على الرد وقبوله بكل الآراء وعدم إنكاره لها، رغم أن مقدم البرنامج قد بدأ بسؤال الضيف عن قلة ظهوره للإعلام، وقد كانت الإجابة مثل ما توقعت ولم تقلل من حجم الجهد الكبير الذي بذلته الوزارة خلال الفترة الماضية.هناك فعلا جهود لا يمكن تجاوزها قامت بها وزارة التربية ومؤسسات التعليم العالي خلال الفترة الماضية ومنها دور المكاتب الثقافية وتواصلهم مع الجامعات ومساعدتهم في تنظيم عودة أبنائنا الطلبة الدارسين بالخارج، ومن ضمن هذه الأعمال وضع أساسيات التعليم الإلكتروني ضمن المنظومة التعليمية التي كانت غائبة عن خريطة التعليم رغم حجم الميزانيات التي رصدت لها. هناك نقطة أخرى لو فرضنا أن وزارة التربية أعلنت انتهاء العام الدراسي الآن فمن يضمن سلامة الظروف الصحية عند البدء بالعام الدراسي الجديد؟ الخلاصة العالم لن يعود كما كان قبل جائحة كورونا، وكذلك التعليم لن يكون كما كان، وما حدث فرصة للنهوض بالمنظومة التعليمة ومعالجة الأخطاء.ودمتم سالمين