دفعتهم وفاة جورج فلويد للخروج إلى الشارع بغضب شديد في بعض الأحيان. من هم هؤلاء المتظاهرون، الذين يرى دونالد ترامب وغيره من القادة أنهم مجموعات متطرفة، فيما يحاول خصوم ترامب واليسار الوسطي تصويرهم على أنهم ثوريون وأبطال حراك اجتماعي محق يطلق عليه «لا أستطيع التنفس».منذ ثلاثة أيام، يتم تداول صور حول العالم لعشرات سيارات الشرطة المحطمة، وبعضها محترق، ولعناصر شرطة مصابين وألسنة النيران تلتهم مركز شرطة.
وتتزايد مشاهد العنف الواردة من فيلادلفيا إلى لوس أنجلس، مرورا بنيويورك، وبالطبع في مينيابوليس، مركز اندلاع الحركة، حيث مات جورج فلويد مثبتا على الأرض ورقبته تحت ركبة ضابط الشرطة. واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن من يقف وراء ذلك مجموعات منظمة، وخاصة حركة "انتيفا" اليسارية المتطرفة، والتي يعتزم معاقبتها.لكن مارك براي، مؤلف كتاب "مناهضة الفاشية"، يقول إنه "من الخطأ أن نقول إن معظم الأشخاص الذين تسببوا في هذه التدهور يعتبرون أنفسهم من (أنتيفا) أو مناهضون للفاشية. لا يوجد دليل على ذلك". ورأى "أنها مناورة من اليمين لنزع الشرعية عن هذه الحركة الاحتجاجية".في المقابل، لا يقلل باحثون آخرون أبداً من تأثير مجموعات "الاندرغاوند" المدنية ذات الخلفية اليسارية، مشيرين إلى أن حركات مناهضة العولمة التي انطلقت في سياتل بالتسعينيات، وبعدها حركة "احتلوا وول ستريت" أثرت بقوة على المشهد، وربما تكون من دون قصد جاءت بترامب المناهض للعولمة إلى الرئاسة، كما جعلت من اليساري المتشدد بيرني ساندرز مرشحا ديمقراطيا جديا في دورتين انتخابيتين. ولكن الأمر لا ينتهي هنا، فهذه المنظمات "المعادية للإمبريالية" ترتبط أحيانا، من دون قصد، مع خصوم دوليين للولايات المتحدة، أو تجد نفسها تردد نفس الخطاب اليساري المُعادي لواشنطن، ويرى فيها "الشيطان الأكبر"، في ترداد لمقولة النظام الديني الإيراني. ورغم أنه من شيكاغو إلى بروكلين، أصبح من الشائع رؤية الشرطة عُرضة لوابل من زجاجات المياه والمقذوفات الأخرى يرى براي أن "معظم الأشخاص الذين يتظاهرون لا يحطمون شيئا، لكن نسبة أولئك الذين يشاركون أو ينظرون إليه بعين الرضا تبدو أعلى من المعتاد".ولا يخلو سياق الأحداث في هذا البلد، الذي خرج للتو من العزل لأكثر من شهرين، من الأهمية.وأشارت الكاتبة ميشيل غولدبرغ في عمود بصحيفة نيويورك تايمز إلى أن "هناك الكثير من الأشياء التي تجعل الولايات المتحدة سريعة الاشتعال".وعددت "البطالة العالية وكشف وباء عن عدم مساواة قاتلة في الحصول على الرعاية وعلى الصعيد الاقتصادي"، مضيفة "المراهقون العاطلون وعنف الشرطة ومتطرفو اليمين الحالمون باندلاع حرب أهلية أميركية ثانية ورئيس مستعد دائما لصب الزيت على أول لهيب قادم".
دوليات
مَن يقف وراء حراك لا أستطيع التنفس؟
02-06-2020