بعد قيامها بتزويده بالمحروقات للتغلب على أزمة طاحنة تعصف ببلاده الغنية بالنفط، أعلن الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو نيته السفر إلى إيران؛ لتوقيع اتفاقية تعاون مع طهران في مجال الطاقة وقطاعات أخرى، ولتوجيه الشكر على إرسال 5 ناقلات إيرانية محملة بالوقود إلى كراكاس.وقال مادورو، الذي لا تعترف به الدول الغربية، في خطاب متلفز مساء أمس الأول، "من واجبي أن أشكر الإيرانيين شخصيا".
وجاء في رسالة وردت على "تويتر" من مكتب الرئاسة في فنزويلا، ان مادورو سيسافر قريباً إلى الجمهورية الإسلامية، لتوقيع اتفاقات خاصة بمجالات الطاقة والتمويل والجيش والزراعة والتكنولوجيا والصحة.وتزامن إعلان الرئيس الاشتراكي نيته زيارة إيران، التي تخضع هي وبلاده لعقوبات دولية فرضتها الولايات المتحدة، مع تأكيد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ثقته بتجديد مجلس الأمن الدولي فرض حظر التسلح على طهران، الذي ينتهي أكتوبر المقبل، حسبما ينص عليه "الاتفاق النووي".وقال وزير الخارجية الأميركي، في خطاب له بمعهد "أميركان إنتربرايز"، إن الولايات المتحدة لديها خطط أكبر من العقوبات لتغيير سلوك الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن واشنطن ستبذل قصارى جهدها لمنع "السلوك العدواني لإيران".وشدد على أن واشنطن ستستخدم كل قوتها الدبلوماسية لتوحيد العالم ضد "إرهاب النظام الإيراني"، كاشفا أن الولايات المتحدة لديها خطط لمنع الصين وروسيا من بيع معدات ودبابات لطهران.
عودة سجين
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في حسابه على "إنستغرام"، إن أستاذاً جامعياً إيرانياً كان مسجوناً في الولايات المتحدة، وبُرئت ساحته من تهمة سرقة أسرار تجارية، غادر عائداً لبلاده، مضيفا: "مرحبا يا أصدقاء. خبر طيب. دكتور سيروس أصغري في الجو على متن طائرة عائداً إلى إيران".وكان وزير الخارجية الإيراني حث واشنطن، في مارس الماضي، على إطلاق سراح أصغري، الذي قال إنه واحد من عدة علماء تحتجزهم الولايات المتحدة "رهائن". وفي أبريل 2016 وجه الادعاء الاتحادي الأميركي اتهامات لأصغري، أستاذ علم المواد، بسرقة أسرار تجارية، فيما يمثل انتهاكا للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران.وبرأه قاض اتحادي في أوهايو، في نوفمبر، وقالت السلطات الأميركية، الشهر الماضي، إن أصغري (59 عاما)، الذي تأكدت إصابته بفيروس كورونا في أبريل، سيرحل فور حصوله على تصريح طبي بالسفر.وإذا عاد إلى إيران فسيكون أصغري من السجناء النادرين الذين تم الإفراج عنهم من الجانبين خارج إطار عملية تبادل سجناء. وفي ديسمبر الماضي، أطلقت طهران سراح الأميركي شيوي وانغ، بينما أفرجت واشنطن عن الإيراني مسعود سليماني.احتياطي نقدي
في غضون ذلك، أكد محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي أمس أن "احتياطيات إيران من النقد الأجنبي بوضع ممتاز".وقال همتي، خلال جلسة بمجلس الشورى الجديد، "إيران لا تواجه مشاكل في العملة، واحتياطيها من النقد الأجنبي بوضع ممتاز، إلا أن المشكلة تكمن في الوصول إلى الأرصدة، حيث نسعى عبر الضغوط والمقايضات للاستفادة منها"، في ظل العقوبات الاقتصادية الأميركية.وأشار الى أنه تم في السنة المالية المنتهية في مارس الماضي الاستفادة من جزء من أرصدة النقد الأجنبي، وقال: "لم نواجه أي مشاكل في توفير السلع الأساسية، بحيث تم استيراد أدوية بقيمة 4.5 مليارات دولار"، مبينا أن انخفاض الصادرات النفطية خلال الأشهر الماضية "أحدث صدمة تضخمية وأدى للتركيز على الإنتاج الوطني وتقليل الاعتماد على إيرادات النفط".وكانت الجمهورية الإسلامية طلبت من صندوق النقد الدولي في 6 مارس الماضي قروضا بخمسة مليارات دولار، للمساعدة في تمويل جهودها لمكافحة "كورونا" ودعم الاقتصاد المتضرر من جراء العقوبات الأميركية. إلا أن الإدارة الأميركية أكدت رفضها منح إيران هذا التمويل، واتهمت طهران بأنها تسعى لتوفير تمويل لـ"أغراضها الفاسدة".تحذير جنتي
من جانب آخر، دعا رئيس مجلس صيانة الدستور المتشدد أحمد جنتي أعضاء البرلمان الجديد إلى "التعلم من الذين تم رفض أهليتهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة".وأشار جنتي، خلال كلمة في اجتماع لأعضاء "صيانة الدستور"، إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة في فبراير الماضي، قائلا: "رفض مجلس صيانة الدستور أهلية 70 شخصاً في الانتخابات، ولم يحصل 117 عضواً في البرلمان الأخير على الأصوات اللازمة، ومن الجيد أن ينتبه النواب السابقون لما حدث لهم، وأن يتعلم النواب الحاليون من ذلك".يذكر أنه خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تم استبعاد بعض الأعضاء البارزين في البرلمان العاشر، مثل علي مطهري، ومحمود صادقي، من قبل "صيانة الدستور"، الذي عمد إلى إقصاء أغلب مرشحي التيار المعتدل للسماح للتيار المتشدد بالاستحواذ على أغلبية مطلقة في مجلس الشورى (البرلمان)، بهدف دعم النظام ومواجهة تردي الأوضاع الاقتصادية مع تشديد واشنطن العقوبات على طهران.من جانبه، أوضح مطهري أن سبب عدم منحه الأهلية واستبعاده من خوض الانتخابات هو عدم التزامه بالنظام، بالإضافة إلى آرائه المختلفة مع المرشد الأعلى علي خامنئي.على صعيد منفصل، لقي شرطي إيراني مصرعه باشتباك مسلح مع عصابة لتهريب المخدرات بمحافظة كرمان في جنوب شرقي البلاد ليل الاثنين -- الثلاثاء.