راشد الغنوشي يرفض «الحياد بالجوار» والدعوات لتنحِّيه تشق حركة النهضة
غداة تظاهرات ووقفات احتجاجات تطالب بحل البرلمان التونسي وتطالب برحيل رئيسه، زعيم حركة "النهضة" الإسلامية راشد الغنوشي، رفض الأخير ما وصفه بـ"الحياد السلبي مع دول الجوار"، في حين رددت وجوه من داخل حركته دعوات تنحيه، وهو ما يهدد بشق الصف داخلها، وسط تخوف من تكرار سيناريو اخراجها من السلطة عام 2013.وقال الغنوشي، في تصريحات أمس، قبل يوم من عقد جلسة لمساءلته، رداً على انتقادات دعمه لحكومة "الوفاق" بزعامة فايز السراج في ليبيا، إن تونس ورئيسها قيس سعيد على تواصل مع حكومة السراج؛ لأنّها "الممثل للسيادة وفق الشرعية الدولية، وقد سبق أن التقينا ممثل شرق ليبيا رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، وهذا ما ينسجم مع مقولة الحياد الإيجابي".واتهم رئيس البرلمان "من يحتج على تواصله مع حكومة الوفاق"، المدعومة من تركيا، بأنه يريد التواصل مع "البديل عن الشرعية، كأن نتواصل مع تنظيمات غير معترف بها، وهو ما يضرّ بمصلحة الدولة التونسية وشعبها".
وتابع زعيم "النهضة"، وهي أكبر كتلة بالبرلمان بـ54 نائبا من أصل 217: "أمام ما يجري في ليبيا، لا يمكن لدول الجوار أن تعيش اللامبالاة، فإذا كان هناك حريق لدى جارك لا يمكنك أن تكون محايدا؛ فالواجب والضرورة يقتضيان أن تساهم في إطفاء الحريق، ولذلك فإن الحياد السلبي لا معنى له". وأشار إلى أن ما يريده هو "الحياد الإيجابي القائم على قاعدة الدفع بكل الفرقاء إلى حل سياسي وسلمي وتجاوز الإقصاء".من جانب آخر، اعتبر الغنوشي أن الدعوات لحل البرلمان التونسي "تشكل دعوات للفوضى".في هذه الأثناء، دعا عضو مجلس شورى "النهضة"، القيادي زبير الشهودي، زعيم الحركة رئيس البرلمان، إلى اعتزال السياسة والانسحاب من المشهد السياسي.وقال الشهودي، خلال حضوره ضمن برنامج حواري على قناة محلية، مساء أمس الأول: "أنصح الغنوشي بالتنحي عن رئاسة الحزب واعتزال السياسة نهائياً، بعد استقالة عبدالفتاح مورو ورحيل الباجي قائد السبسي، لم يعد لك مكان، انسحب".وشدّد على أنه لا مجال لانتخاب الغنوشي من جديد رئيساً للحركة في مؤتمرها المقبل. يذكر أن مسألة خلافة الغنوشي على رأس "النهضة"، تعد من أبرز النقاط الخلافية داخل الحزب، حيث يدفع شقّ بالحركة باتجاه التجديد للغنوشي، رغم أن القانون الداخلي للحزب يمنع ذلك.