الحقيقة ظهرت... ترامب يريد شن الحرب على الولايات المتحدة!
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
كان استعراضه يستهدف أكثر الإنجيليين البيض تطرفاً، فقد شعرت هذه الفئة دوماً، ولسببٍ غير مفهوم أنها الضحية الحقيقية، لا الأميركيون من أصل إفريقي، وكان اللجوء إلى مؤسسة دينية لتبرير الهجوم على المحتجين السلميين استغلالاً فاضحاً للرموز الدينية، وهو سلوك غير مسبوق من ترامب نفسه، ولا شك أنه لم يسمع المقطع القائل "طوبى لصانعي السلام" في الإنجيل، فهو لا يحترم صانعي السلام بل يفضّل أدوات القوة الوحشية. على صعيد آخر، تُعتبر أي محاولة لاستعمال الجيش ضد المدنيين بهذه الطريقة خطوة غير قانونية وغير دستورية، وبموجب "قانون العصيان" أيضاً، يجب أن تتلقى القوات الفدرالية دعوة رسمية إلى الولايات لقمع أي حركة تمرّد حقيقية، لكن يلجأ ترامب دوماً إلى التهديد باستعمال القوة، مهما كان قراره غير واقعي، حين يشكك الآخرون بقوته ورجولته، فهذا ما حصل حين هرب إلى مركز عمليات الطوارئ الرئاسية السفلي في البيت الأبيض في عطلة نهاية الأسبوع.إذا كان البعض في الولايات المتحدة يشكك حتى الآن بنواياه الحقيقية (أي نشر العنف، وتصعيد العداء العنصري، وتمجيد نفسه على حساب المصلحة الوطنية)، يُفترض أن تُسكِتهم أحداث يوم الثلاثاء، ويجب أن يستنكر الديمقراطيون والجمهوريون أفعاله إذا كانوا يتمتعون بحد أدنى من الأخلاق ويطالبوا بمراجعة الحادثة بالكامل تحت إشراف الكونغرس، ونأمل أن تتكاتف مجموعة من المسؤولين المُنتخَبين من الحزبَين الجمهوري والديمقراطي للانضمام إلى المحتجين أمام البيت الأبيض وأن ترفع إحدى جماعات الحقوق المدنية دعوى قضائية على خلفية الاستعمال المفرط للقوة وحرمان المحتجين السلميين من حقهم بالتجمع وحرية التعبير، فإما أن يكون المسؤولون مع ترامب أو مع الديمقراطية في هذه المرحلة.يسهل أن نستنتج أن ترامب يحاول تصعيد مستوى العنف في أنحاء البلد كي يتمكن من نشر الجيش، إنه سلوك دكتاتور مصاب بجنون العظمة، فهو يلجأ إلى حملات القمع العنيفة لحرمان الناس من أقدس حقوقهم.اليوم أكثر من أي وقت مضى، أصبحت الانتخابات المرتقبة، بكلمات نائب الرئيس السابق جو بايدن، تتمحور فعلياً حول روح هذا البلد وإنقاذ الحكم الذاتي السلمي.* جينيفر روبين