في وقت تشهد إيران تحولا كبيرا في اتجاه المزيد من التشدد، مع هيمنة التيار المتشدد و«الحرس الثوري» على مفاصل السلطة والبرلمان، أعلنت إسرائيل أنها أجرت بنجاح تجارب لصواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى في البحر الأبيض المتوسط.وأشادت الشركة الإسرائيلية للصناعات الجوية، وهي مؤسسة تابعة للدولة ومتخصصة في الصناعات الجوية المدنية والعسكرية، بهذه التجارب التي أُجريت في تاريخ غير محدد، لكن أثناء فترة تفشي فيروس كورونا، من سفينة نحو هدف في البحر.
ويراوح مدى الصواريخ البالستية الدقيقة التي تشكل جزءاً من المنظومة الإسرائيلية الصاروخية البعيدة المدى «لورا»، بين 90 و400 كلم.وقالت الشركة، في بيان، مساء أمس الأول، «في كلا السيناريوهين، أُطلق الصاروخ باتجاه مساره الذي اجتازه واصاب الهدف بأكبر قدر من الدقة. وقد حققت منظومة الإطلاق وكذلك الصواريخ بنجاح أهداف هذه التجارب»، مع هامش خطأ أقل من 10 أمتار، وشكرت الشركة الجيش لمساندته في التجارب.ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجارب الصواريخ، وقال: «في خضم المعركة ضد الوباء، نواصل ضمان أمن إسرائيل، بشكل هجومي ودفاعي».وتأتي التجارب في سياق توترات إقليمية مع طهران، وحديث عن تكثيف الطيران الإسرائيلي، في الأسابيع الأخيرة، ضرباته ضد عناصر موالين لإيران في سورية، وتدعم اسرائيل مساعي ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإبقاء الحظر على بيع الأسلحة لإيران، الذي كان مقرراً أن يُرفع تدريجياً اعتباراً من أكتوبر المقبل.
نفي إيراني
من جانب آخر، رفض المتحدث باسم ممثلية إيران في الأمم المتحدة، علي رضا ميريوسفي، اتهامات إسرائيل بشن «هجمات إلكترونية» ضدها أخيراً، وقال في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس: «لطالما كانت إيران هدفا لقوى الشر في هذا المجال، وستواصل الدفاع المشروع عن نفسها ضد مثل هذه الهجمات».وجاءت تصريحات ميريوسفي أمس الأول، رداً على مزاعم المسؤولين الإسرائيليين بأن الجمهورية الإسلامية نفذت هجوما إلكترونيا على شبكة ضخ المياه في المدن الإسرائيلية.وأضاف ميريوسفي أن «النشاطات السيبرانية الإيرانية هي دفاعية وحمائية بشكل كامل»، متابعا: «إيران تدرك جيدا الآثار المدمرة لهذه الهجمات، لأنها إحدى ضحايا الحرب الإلكترونية والهجمات السيبرانية التخريبية، مثل استاكسنت». في إشارة إلى هجوم استهدف البرنامج النووي الإيراني واتهمت طهران إسرائيل والولايات المتحدة بشنه.وفي وقت سابق ذكرت تقارير أن حادثا وقع أثناء مناورات بحرية بين «الحرس الثوري» والجيش الإيراني، ربما بسبب تعرض ميناء قريب جنوب إيران لهجوم إلكتروني من قبل جهات إسرائيلية.«الحرس الثوري»
في هذه الأثناء، ذكر «الحرس الثوري» الإيراني أنه رصد تحركاً أميركياً واسعاً لـ«تجهيز وتدريب الإرهابيين ضد إيران»، مؤكداً أن «القوات المسلحة سترد على أي تهديد ضد الجمهورية الإسلامية بالمستوى نفسه».وقال قائد القوة البرية بـ«الحرس»، العميد محمد باكبور، خلال مراسم بمناسبة ذكرى رحيل المرشد المؤسس روح الله الخميني، في محافظة قزوين غرب طهران، «استمرت جهودنا للحفاظ على الأمن في شمال وشمال غرب البلاد حتى يومنا هذا، والسبب هو أن عداء أميركا لم يتضاءل فحسب، بل ازداد يوماً بعد يوم مع تعرض مصالحهم في المنطقة للخطر».وأضاف: «أميركا وأعداء إيران يخططون باستمرار للنيل من أمن البلاد بأي شكل من الأشكال»، متابعا: «لدينا معلومات دقيقة عن أن الأميركيين يضغطون على العناصر المعادية للثورة والزمر الإرهابية في دول الجوار بأنهم إذا لم ينفذوا عمليات في إيران ولم يجعلوا البلاد غير آمنة، فلن يحصلوا على دعم مالي».واردف: «منذ بداية هذا العام، قام الأميركيون بتحرك واسع في الدول المجاورة بهدف تجهيز الإرهابيين وتدريبهم ودعمهم من أجل زعزعة أمن حدود البلاد والمدن المحيطة بها في ظروف خاصة»، ورأى أنه «لا يهم إذا كان العدوان والتهديد مباشرا أو غير مباشر، فالعدو يدرك جيدا أن هناك استجابة مناسبة لدينا على أي إجراء معاد».وتزامن حديث «الحرس» عن المخطط الأميركي مع شن قواته حملة اعتقالات طالت رئيس مجلس بلدية مدينة تبريز شهرام دبيري وعددا من كبار المسؤولين في البلدية الواقعة شمال البلاد على اتهامهم بالتورط في قضايا فساد مالي.لملمة الخلافات
وفي وقت، لا تزال تداعيات التصريح الذي أدلى به مساعد المنسق للجيش الإيراني حبيب الله سياري، وانتقد فيه «تدخل الحرس الثوري بالحياة السياسية والاقتصادية» تلقي بظلالها على ما يبدو على موقف الأخير الذي أحرج بتلك «السقطة المدوية»، سعى الجيش إلى لملمة الخلافات، مؤكدا في بيان بمناسبة ذكرى رحيل الخميني أن كل عناصره وقادته ينفذون أوامر المرشد الأعلى علي خامنئي و«مخلصون لولاية الفقيه»، مشددا على أن «وحدة الجيش والحرس غير قابلة للتفكك».وركز البيان على أهمية العلاقة بين الجيش و«الحرس»، الذي يتمتع بسلطات واسعة في البلاد، مؤكدا أن «الأعداء» هم فسروا وحللوا ونشروا تصريحات سياري بـ «شكل منحاز»، علما أن المقابلة نشرت على الوكالة الرسمية قبل أن تحذفها دون التطرق إلى الأسباب.رفض وتجربة
من جهة أخرى، وصل وفد رسمي إيراني، برئاسة وزير الطاقة رضا أردكانيان، إلى بغداد، لبحث عدد من الملفات المشتركة، في مقدمتها مجال الكهرباء أمس.وتشمل لقاءات الوفد في العراق الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وعددا من كبار المسؤولين. يأتي ذلك في وقت تحاول بغداد الخروج نهائيا من تأثير ايران في مجال الطاقة، خصوصا مع تلويح واشنطن بعدم إعفاء بغداد مجددا من العقوبات، ومن المتوقع ان يقدم الوزير الايراني اغراءات اضافية للجانب العراقي لاستمرار الاعتماد على الغاز والكهرباء من بلاده.