الجنود الأميركيون بلا عائلاتهم في الخليج
في خطوةٍ تنهي ممارسة دامت عقوداً، وكانت تعتبر دليلاً على ثقة والتزام الولايات المتحدة بأمن دول الخليج، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الأول، أنها ستحظر على جنودها العاملين في القواعد الأميركية بهذه الدول، اصطحاب عائلاتهم، ابتداءً من الشهر الجاري.وأكدت «البنتاغون» أن هذا الإجراء الجديد ليس له تأثير على نشر القوات الأميركية، ولن يتم سحب العائلات الموجودة حالياً، موضحة أنه سيطبق على العسكريين الذين سيبدأون فترة خدمة جديدة.ورغم ذلك اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الخطوة تبدو إشارة إلى أن واشنطن تقلص جزءاً من وجودها في المنطقة.
ورأت الصحيفة أن هذا الإجراء يبعث برسالة إلى المنطقة والعالم حول الالتزامات العسكرية الأميركية، والقضايا الأمنية التي تفرضها إيران.وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها في المنطقة بشأن التحول الجديد هذا الأسبوع، بما في ذلك البحرين، موطن الأسطول الخامس للبحرية، وقطر حيث يوجد مركز العمليات الجوية للقيادة العسكرية الأميركية. وأضافت أن مسؤولين في الدول الخليجية المهتمة بأي تحول أميركي من المنطقة في مواجهة أنشطة إيران، عبّروا عن قلقهم بشأن السياسة الجديدة. وبينما لفتت الصيحفة إلى أن المسؤولين الأميركيين درسوا إعادة أفراد الأسرة الذين يعيشون حالياً بالمنطقة، لكن أزمة «كورونا» أدت إلى وقف هذه الفكرة، ذكرت أن بعض هؤلاء المسؤولين شعر أن سحب أفراد الأسر العسكرية من المنطقة فجأة يمكن أن يرسل إشارة خاطئة بأن واشنطن تخطط لنزاع مع إيران، في حين قال مسؤولون دفاعيون إن مثل هذه الخطط ليست وشيكة، وليس هناك ما يشير إلى تهديد قريب من إيران.وذكرت أن وزير الدفاع مارك إسبر أجرى مناقشات بشأن هذا الإجراء خلال الشهرين الماضيين، قبل أن يقره أمس الأول، مضيفة أن القرار سيطبق على مدار العامين المقبلين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن أكثر من 2000 من عائلات الجنود يقيمون بدول الخليج، وقد اعتبرت السلطات أنهم معرضون للخطر، لأنهم يعيشون داخل «منطقة تهديد» في متناول الصواريخ البالستية الإيرانية، وبذلك تكون واشنطن تخلت عن تصنيف الشرق الأوسط كمنطقة آمنة بما يكفي لتعيش فيها عائلات الجنود الذين يخدمون بالمنطقة.وأشارت إلى أن المسؤولين العسكريين، بمن فيهم قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) الجنرال فرانك ماكنزي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، عبّرا عن ضرورة الحفاظ على الوجود في المنطقة لمواصلة ردع إيران، إلا أنهم دعموا فكرة إسبر.