الانعزال والخوف المرضي
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
لكن لو تطور الأمر وتحول الخوف الى مخاوف مرضية فستبدأ عملية السيطرة عليه تأخذ منحى آخر فيها من الصعوبة والتأزيم الشيء الكثير، وتحتاج وقتاً طويلاً للتخلص منها، ولذلك من المهم جداً أن يمارس الفرد جزءا من حياته السابقة مع الالتزام بالحذر الشديد، فالانعزال الكلي داخل المنزل يضر الكثيرين من الناحية النفسية إلا إذا كان الوضع الصحي خارج المنزل صعب جداً وخطر، فهنا الوضع مختلف.بالنسبة إلى الوضع الحالي في الكويت يستطيع الفرد الخروج من المنزل في الساعات المسموح له سواء كان الحجر كليا أو جزئيا، مع اتخاذ أقصى أنواع الاحتراز حماية لنفسه وللآخرين، وفي هذه الاستراحة من جو المنزل عليه ألا يفكر بالمرض أو ما يثير خوفه، بل عليه أن يستمتع بكل لحظة ويفكر بإيجابية وتفاؤل، حتى يجني ثمار خروجه وحركته ومشيه من راحة نفسية وتقوية للجسم ورفع مستوى مناعته، ولا ننسى أن الحالة النفسية السلبية لها تأثير سيئ جدا على مستوى ودرجة المناعة، فكلما كانت الحالة النفسية إيجابية وتتسم بالتفاؤل زادت مناعة الجسم ومن ثم زادت قدرته على صد المرض أو مقاومته والتغلب عليه.حتى كبار السن ومن يعانون أمراضا مزمنة يستطيعون الخروج لفترات قصيرة والابتعاد كلية عن الآخرين، حتى لا يتطور الضيق من البقاء في المنزل الى اكتئاب والخوف من الخروج الى خوف مرضي يؤثر على حالتهم النفسية وتفاصيل حياتهم. من المهم أن نخرج للحياة تدريجيا ولمرة أو مرتين أسبوعياً على سبيل المثال وبحذر شديد ورغبة وتفاؤل ودون خوف، ولنحارب من أجل حياتنا الطبيعية وسعادتنا قدر الإمكان، إلى أن تزول الغمة والوباء وتعود الحياة الى سابق عهدها باذن الله.